بأنه شخصية أوجدها خيال الطفل. وبإمكان الطفل أن يكون لديه صديق وهمي من عامه الثاني. وتشير نتائج بحث أجري في بريطانيا عن الأطفال والخيال شمل 1446منزلا، أن طفلا من كل 5 أطفال لديه صديق وهمي وأن 62% من الأطفال كانوا منالفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 3 و5 أعوام.
الصديق الوهمي يمكن أن يكون شخصية حقيقية يعرفها طفلك وهو معجب بها، أو شخصيةشهيرة مأخوذة عادة من قصص الأطفال، أو يكون شخصية وهمية صنعها خيال طفلك. فمن الممكن أن يكون الصديق الوهمي حيواناً، أم ديناصوراً، أو شخصيةكارتونية، أو شخصاً بوظيفة معينة مثل رجل الإطفاء، أو طبيب، أو مدرس أوصديق من المدرسة. الاحتمالات كثيرة هنا، ويمكن أن يأتي الصديق في مختلف الأشكال والأحجام، فعالم الطفل مليء بالخيال. فأحياناً يمكن للصديق أنيأتي ويذهب، أو يمكن أن يعيش مع طفلك. وقد يطور بعض الأطفال لغة سرية خاصةمع هذا الصديق. وعادة يظهر الصديق الوهمي فجأة بلا مقدمات، وقد يختفي كذلكبدون سابق إنذار. ومعظم الأطفال يتركون أصدقاءهم الوهميين قبل سن 5 سنوات،ولكن بعض الدراسات تشير إلى أن هذا الصديق يمكن أن يبقى في بعض الأحيانخلال سنوات الدراسة. وقد أظهرت الأبحاث أن الأطفال الذين يعانون من متلازمة داون، ومرض التوحد، لديهم احتمالات أكبر لتطوير صداقات وهمية. كماأن الطفل الوحيد أكثر قابلية لأن يكون لديه صديق وهمي.
يبدأمعظم الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عام وعامين بتطوير مهارات التظاهر (التخيل) ولغة التواصل الودية، فهذه الخاصية تمكنهم من عرض تجربتهم بطريقةذات مغزى لهم ومعبرة، مثل تنفيذ بعض الأعمال، وتحمل بعض المسؤوليات،وتبادل الأدوار مثل أخذ دور أحد الوالدين، أو أن يصبح رجل إطفاء أو أنيأخذ دور البطل أو الشرير. ومن خلال التظاهر والخيال ينمو تفكير الطفل منخلال التخطيط، والتفاوض وحل المشاكل.
وتقول الدكتورة دوريس بيرغن،وهي أستاذة في علم النفس التربوي في جامعة ميامي، إن الأدوار الخياليةالذي يعيشها الطفل هي أدوار للعب، وأدوار الأسرة هي الأكثر شعبية، مثل دورالأم أو الأب أو الطفل، وإدماجها مع المواضيع ذات الصلة بالأنشطة المنزليةالمألوفة. والأصدقاء الوهميين هم امتداد للتظاهر والخيال الذي يقوم بهالطفل وهو أمر طبيعي في نمو وتطور مقدرات الطفل. لماذا يكون للأطفالأصدقاء وهميون؟ هناك العديد من الأسباب التي تحفز الطفل ليكوّن أصدقاءوهميين. ففي نظر طفلك، هذا الصديق واقعي تماماً، فهو كوّنه بخياله وحده،وللصديق اسم وشخصية تجعله صديقاً خاصاً جداً لطفلك. وتعتقد الدكتورمارجوري تايلور، أستاذة علم النفس في جامعة ولاية أوريغون، ومؤلفة كتاب «الرفاق الوهميون والأطفال الذين يكوّنونهم»، أن الأصدقاء الوهميينيساعدون بعض الأطفال في التعامل مع التغييرات في الحياة أو في اكتسابمهارة جديدة. في حين أن بعض الأطفال يعتبرون الأصدقاء الوهميين مجرد متعةولعبة.
وصديق طفلك الوهمي يمكن، خياليا، أن:
*يستمع ويقدم الدعم لطفلك
*يلعب مع طفلك
*مفضل وخاص بطفلك
*يفعل الأشياء التي لا يستطيع طفلك أن يفعلها وإضافة إلى ذلك
هل تعلم أن الأطفال الذين لديهم أصدقاء وهميون:
لا يفتقرون إلى المهارات الاجتماعية ـ ليس لديهم
مشاكل عاطفية ـ لا يشعرون بالضغوط أو الوحدة
|| الإيجابيات والسلبيات ||
ما هي إيجابيات وسلبيات وجود صديق وهمي؟
معظم الدراسات التي أجريت أخيراً أشارت إلى أن وجود صديق وهمي يسمح للطفل بأنيكون أكثر ابتكاراً ويتعلم مهارات اجتماعية ويتفاعل مع الآخرين. ولكن كماهو الحال في معظم الأشياء على الرغم من العديد من الجوانب الإيجابية لمثل هذا الصديق هنالك أيضاً بعض السلبيات التي قد تواجه الآباء والأمهات في «الصديق الجديد».
فيما يلي جدول يبين بعض الجوانب الإيجابية والسلبية للصديق الوهمي.
(( دور الآباء والأمهات ))
ما الذي يمكن أن يفعله الآباء والأمهات؟
فيمعظم الحالات، لا يستدعي وجود صديق وهمي القلق على الإطلاق. فمن خلالالصديق الوهمي، يتمكن طفلك من تطوير المهارات الضرورية التي تسمح له أولها بأن يكون أكثر ثقة واجتماعياً. وفوائد وجود مثل هذا الصديق متعددةمنها أن يكون طفلك خلاقاً ومبدعاً.
وكوالدين،نحن بحاجة للمراقبة عن كثب، وينصح معظم الخبراء بأن لا نتدخل أو نقلق إلاإذا أصبح الصديق الوهمي مصدراًللإزعاج. فمن الأفضل ترك الخيار لطفلك متى يتخلي عن صديقه الوهمي، لأنه كوّنه لوحده. وفي الأغلب لا يكون الصديقالوهمي علامة لأمر أكبر أو مرض آخر إلا في حالات قليلة جداً. إذا كنت قلقاً بشأن صديق طفلك الوهمي، فلا تتردد في استشارة الطبيب، خصوصاً إذاكنت ترى أن هذا الصديق أصبح قاسياً أو خبيثاً. وتذكر دائماً أن ما يزيد عنحده ينقلب إلي ضده.
وهنالك عشراقتراحات للآباء في التعامل مع الصديق الوهمي
*لا تخجل من التفاعل مع صديق طفلك الوهمي إذا دعاك طفلك، ولكن اسمح لطفلك بإدارة الموقف.
*إذا كان الصديق الوهمي يعبر عن مشاعر أو علامات قلق أو خوف، حاول التدقيقما إذا كانت هذه مشاعر طفلك، حيث إن معظم الدراسات تشير إلى أن استخدام الأطفال في بعض الأحيان لأصدقاء وهميين، هو للتعبير عن مشاعرهم
*إذا كان طفلك يجد متعة في الحديث عن مشاعره عن طريق صديقه، فقد يكون من الأفضل التحدث مع طفلك عن طريق صديقه
*الصديق الوهمي لا ينبغي أن يكون صديق طفلك الوحيد. تأكد من أن يتفاعل طفلك ويلعب مع الأطفال الآخرين أيضا
*إذا كان الصديق عدوانياً أو قلقاً أكثر من اللازم، تأكد من التحدث مع طفلك عن تلك المشاعر والتعامل معه بعناية ورفق
*تعلم كيف تستمع إلى ما يقوله طفلك لصديقه الوهمي، فقد تستطيع استشفاف بعض هموم طفلك
*لا تترك تصرف الصديق غير المنضبط يمر دون تهذيب، فهذا من شأنه أن يوضح لطفلك بألا يسمح لصديقه بأن يفعل ما يشاء
*لا تسأل طفلك أسئلة كثيرة عن صديقه، ما لم يخبرك بنفسه. عادة ما تكون صداقة الطفل مسألة خاصة. لا تتدخل وأفسح لطفلك بعض المجال
*لا تقلق حتى لو لم يختف صديق طفلك الوهمي عند عامه التاسع. فالأطفال في سن الدراسة لا يزال لديهم أصدقاء وهميون.
*ليس هناك ضرر من استخدام وجود صديق وهمي لصالحك، من خلال تشجيع الصديق وبالتالي الطفل على عمل شيء تريد طفلك أن يقوم به. ولكن تذكر إذا فعلت ذلك، افعله بمهارة ودون أي شكل من أشكال التدخل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق