الطفل يمارس بعض العادات غير المستحبة دون أن يدرك ذلك وعادة ماتكون ردة فعل الأبوين قاسية لإجبار الطفل على عدم ممارسة عادة سيئة قد تتطو رمعه الى الكبر. وقد تبين بأن اجبار الطفل على أي شيء يخلق لديه شعورا بالاستغراب ومواصلة مايمارسه اعتقادا منه بأن ذلك هو السبيل للفت انتباه الأبوين والآخرين اليه. وتبين الطرق الحديثة في تربية الطفل بأن الصغار قادرين على الاستماع لما ينصحهم به الآباء والأمهات ان كانت الطريقة لاتمس الجانب الطفولي لشخصية الطفل.
الاصبع في الأنف: في دراسة نشرتها مجلة "آباء وأمهات" البرازيلية التي تنشر في مدينة ساو باولو قالت أخصائية الأطفال ايمانويلا لوسيو (34 عاما) ان الأم أو الأب يحاولان مرارا اجبار الطفل على عدم وضع اصبعه في أنفه ولكن النتيجة تكون عكسية لأن هذه العادة التي تعتبر سيئة لدى الكثيرين هي من أولى الحركات الفيزيولوجية التي يتعلمها الطفل تلقائيا وبدون تعليم. فالعادة، كما تقول الطبيبة ايمانويلا، مرتبطة بحقيقة أن أقرب الأماكن ليدي الطفل هو الوجه الذي يعتبر الأنف جزءا منه.
وأضافت الطبيبة في الدراسة التي كتبتها بأن مجرد استخدام القوة لمنع الطفل من وضع اصبعه في أنفه لايفيد. فهناك آباء وأمهات يحاولون ازالة يد الطفل عن طريق ضربها أو دفعها بقوة دون أدنى شرح أو حديث أو ابتسامة لطيفة تحس الطفل بأن مايفعله خاطىء وينبغي عليه ترك العادة. وأضافت الطبيبة بأن الطفل لايفهم ولايدرك لماذا يولد وضع اصبعه في أنفه قلقا عند البالغين من حوله فيزداد عنادا لأنه يعتقد بأن ذلك اثبات على انه يقوم بشيء يجعل الآخرين يستنفرون.
وأوضحت الدراسة بأن الطرق الحديثة في التربية تشجع الأبوين على ايجاد البدائل لهذه العادات السيئة التي يمارسها الطفل وبخاصة بين سن الثانية والخامسة من العمر. والبديل لعادة وضع الأصبع في الأنف بالنسبة للأطفال هو أن يبادر الأبوان وبشكل لطيف ومريح ابعاد يد الطفل عن أنفه ووضعها على خده ومحاولة تعليم الطفل على أن يلمس وجهه بشكل لطيف وبحركات يعلمها له الأبوان، ومع مرور الزمن يتذكر الطفل بأنه من الأفضل مسح وجهه بشكل سلس بدل من وضعها في الأنف.
وقالت الدراسة ان وضع الاصبع في الأنف قد يتسبب بجروح داخلية أو حتى نزيف أنفوي. ومن أجل تعلم الطفل بأنه قد يجرح أنفه ينبغي تركه لبعض الوقت يفعل مايريد فاذا بكى فجأة بسبب الم في الأنف يبادر الأبوان بازاحة اليد عن الأنف ووضعها على الخدين ضمن حركات لطيفة الى أن يهدأ الطفل وبذلك يدرك بأن وضع اليد على الخد هو أفضل من وضعها في الأنف. واستدركت الدراسة لتقول ان ذلك لايتعلمه الطفل بين ليلة وضحاها بل ربما يستغرق وقتا ولكن النتيجة مضمونة اذا واظب الأبوان على تعليم طفليهما سلاسة حركات اليد على الخدين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق