السبت، 30 أكتوبر 2010

دليل إطعام الأطفال الرضع

وفقا للأكاديمية الأميريكية لطب الأطفال، من الأفضل أن يعتمد الطفل كليا على الرضاعة الطبيعية، حتى يبلغ من العمر ستة أشهر. حتى الماء يكون غير ضروري.
لو كنت تعتزمين على تقديم الطعام قبل ذلك، فيجب أن تنتبهى لعلامات الإستعداد لدى طفلك مثل:
1- أن يكون الطفل قادرا على إقامة رأسه وحفظ توازنها وحده
2- أن يكون مستعدا لبلع الطعام وليس دفعه عن طريق اللسان، حيث أن هذا رد فعل طبيعي خصصه الله له، حفظا له من الإختناق إذا دخل شيئ فمه عن طريق الخطأ
3- القدرة على الجلوس في وضع قائم بمساعدة أى نوع من الدعائم ككرسي الأكل
4- يبدو جائعا حتى مع العدد المعتاد من الرضعات
5- رغبته للأكل من طبقك
ينصح بشدة عدم تقديم أية أطعمة للطفل أقل من 4 أشهر.
لقد قمنا بتجميع جدول يحتوي على أكثر من 125 نوع طعام ليكون دليلا لك لإطعام طفلك في سنته الأولى.
جدول اللأطعمة للأطفال الرضع
نصائح عامة
طعام الرضع المجهز بالمنزل دائما أكثر أمانا و أقيم من الناحية الغذائية.
يمكن تحضير الطعام بكميات وتجميده في قوالب الثلج للتقديم لاحقا.
يجب توخي الحذر عند تقديم الأطعمة الجاهزة لرضيعك، فإن لم يكن الطعام معد خصيصا للرضع يجب التأكد من جميع مكوناته ومن سلامة تنظيفها وطهيها.
حتى الخبز من الممكن أن يحتوي على إضافات غير مرغوب فيها.
حذاري مشاكل البلع والإختناق:
الأطعمة المتكتلة أو ذات القوام اللزج أو التي تحتوي على ألياف صعبة المضغ، لا يجب أن تقدم للرضيع قبل تجهيزها بالطريقة المناسبة كتقطيع العنب إلى أرباع أو فرم المكسرات أو سلق الجزر.
حموضة بعض الفواكه:
الحمضيات وغيرها من الفواكه مثل الكيوي والفراولة والأناناس والطماطم قد تسبب اضطرابات في جهاز الهضمي الحساس للرضيع. وقد أيضا تسبب في الإلتهابات بمنطقة الحفاض.
دعي لطفلك الاختيار:
قد يرفض طفلك طعاما معينا بالرغم من عدم ظهور أية مشاكل بعد تناوله. لا ينصح بالضغط عليه ولكن قدمي له صنفا جديدا آخر ليجربه.
تجنبي تقديم العصائر كشراب غير مخفف:
والمقصود بالعصير هو ما يستخرج من الفاكهة ولا يحتوي على أي مواد صلبة، مثل عصير البرتقال المصفى أو عصير التفاح المستخرج من عصارة الفواكه والخضراوات وليس ما يضرب كاملا في الخلاط مع إضافة السوائل.
تختلف خصائص عصير الفاكهة عن الفاكهة المضروبة أو المهروسة ومثالا على ذلك فإن عصير التفاح ملينا أما مهروس التفاح ممسكا لاحتوائه على نسبة أعلى ممن البكتين و نسبة أقل من السوائل والسكريات.
وفقا للجنة للأكاديمية الأميريكية لأطباء الأطفال للتغذية، يجب الإقلال من تقديم العصائر للرضع لكي لا تؤثر على القابلية لتناول الأطعمة الغنية بالمواد الغذائية المهمة. يمكن إضافة كمية قليلة من العصير إلى الماء لتنكيهه.
يجب عدم تقديم أى عصائر قبل الشهر السادس، وحين تقدم، تعامل كأنها نوع منفصل من الأطعمة، فمثلا يقدم مهروس التفاح كطعام، وعصير التفاح كطعام آخر.
لا يقدم العصير المحلى أبدا.
تقديم الفاكه والخضراوات بدون تقشير:
ينصح بتقديم قشر الفاكهة والخضراوات كطعام منفصل. هذا لأن القشر عادة ما يكون أصعب في الهضم، وقد يكون أحيانا المسبب للحساسية.
يفضل تقديم الطعام بدون القشر أولا باتباع قاعدة الأربعة أيام، ثم تقديمه بالقشر (إذا كانت هذه هي رغبتك) واتباع نفس القاعدة أيضا.
إذا كان طفلك لا يستطيع مضغ القشر ولا يمكن فرمه فرما ناعما، قد يسبب اختناقا عند البلع.
سبب آخر لتفضيل تقديم الطعام بدون القشر هو الخوف من بقايا المبيدات الحشرية.
تقديم الخضراوات والفواكه النيئة:
الطبخ يدمر معظم البكتيريا الموجودة بالأطعمة، لهذا السبب هي الطريقة الأأمن لتحضير الطعام للطفل حتى 8 أشهر. مع ذلك فلا يوجد خطر مباشر أو مؤكد من تقديم هذه الأطعمة نيئة لذوي 6 أشهر من العمر. الطهي بالبخار أفضل من السلق حيث تفقد الأطعمة كمية أقل من المواد الغذائية. للسلق، يفضل الإحتفاظ بالقشرة ونزعها قبل التقديم أو التجهيز.
المنتجات العضوية:
هي المنتجات التى تم زراعتها أو تربيتها بدون استخدام أى مبيدات أو مضادات حيوية أو هرمونات أو تعديل وراثي. طبعا هي مرتفعة السعر ولكن هي الخيار الأفضل.

الخميس، 28 أكتوبر 2010

فحص مكونات اللعبة يحافظ على سلامة طفلك

يعشق الأطفال الألعاب فهي تمثل عالماً يمكنهم من خلاله التعبير عن أحلامهم وآمالهم، فضلاً عن إثارة مخيلاتهم، ليتمكّنوا من التعايش مع العالم الخارجي بثقة أكبر، وصنع مواقف حياتية تكبر معهم، ما يزيد في قدراتهم النفسية والإجتماعية. ونادراً ما يدقق الآباء عند شراء لعب لأطفالهم، ومدى ملاءمتها سنّ الطفل، خاصة في حال تمسك الأخير باللعبة وإصراره على امتلاكها.
وينصح راينر فايسكيرشن، العضو بالهيئة الفنية الألمانية لمراقبة الجودة الآباء بإستخدام حواسهم عند شرائهم لعبة جديدة لأطفالهم، وخاصة حاسة الشم، لافتاً إلى أنّ وجود رائحة غير مألوفة تنبعث من اللعبة، يجعل منها غير صالحة للإستخدام، ويُفضل في هذه الحالة عدم شرائها، حيث تدل هذه الرائحة على أنّ المواد المستخدمة في صناعتها يمكن أن تهدّد سلامة وصحة الطفل.
ويطالب العضو الألماني الآباء بالتفكير ملياً، قبل اتّخاذ قرار الشراء، في نوعية الألعاب التي يرغب فيها أطفالهم بالفعل في هذه المرحلة العمرية، مشيراً إلى أنّ اللعبة المخصصة للأطفال الذين تتجاوز أعمارهم ثلاث سنوات لا تناسب الطفل الذي يبلغ عامين من العمر. وأضاف فايسكيرشن أنّ مكان شراء الألعاب كالدببة أو الحفارات، يلعب أيضاً دوراً أساسياً في عملية الشراء، فالمتاجر رخيصة الثمن تحفل في معظم الأحيان بألعاب تهدّد سلامة الطفل مقارنة بشراء الألعاب من وكلاء متخصّصين أو متاجر ذائعة الصيت، موضحاً أنّ شراء الألعاب من "مصدر موثوق به"، يتيح للآباء إمكانية التقدم بشكوى في حال وجود أيّة مشكلة في اللعبة التي تم شراؤها. وأشار العضو الألماني إلى أنّ إلقاء الآباء نظرة متفحصة، إضافة إلى ملامسة اللعبة التي وقع عليها الاختيار، يفسحان المجال أمامهم لإكتشاف مدى جودة ودقة صنع هذه اللعبة. ويشير فايسكيرشن إلى بضع خطوات مهمة وضرورية يجب على الآباء اتباعها عند شراء ألعاب أطفالهم، ومنها: هل عيون الدب مثبتة جيِّداً أم يمكن فكها ومن ثمّ يمكن للطفل ابتلاعها؟ هل تحتوي اللعبة على حواف حادة يمكن أن تؤذيه عند اللهو بها؟ مع التاكّد من عدم احتواء اللعبة على أصباغ وألوان مضرة للصحة أو مطلية بكميات كبيرة من مادة الرصاص السامة، وخاصة الألعاب التي توضع في الفم مثل اللعب اللينة ومكعبات البناء البلاستيكية والعضاضات.

لماذا يعاقب الطفل والديه؟

ثمّة عدد من التصرّفات الخاطئة التي يقترفها الأطفال هي عبارة عن عقاب للآباء أو ردّ فعل على تصرفات تزعجهم. ويتخذ هذا العقاب الأشكال التالية: التبول والتبرز اللاإرادي والعناد والحركات الاستفزازية والكذب. ومما لا شك فيه أنّ هناك عدداً من الأسباب التي تدفع الطفل إلى اللجوء إلى هذه الأفعال، أبرزها: تحقيره والحطّ من شأنه، القسوة في التعامل معه وعقابه، المضايقة والتهديد المستمر والتضارب في أساليب التربية.
1 الكذب والفتنة
يكذب ويفتن العديد من الأطفال، عناداً وتحديّاً لوالديهم الذين يعاقبونهم بشدّة، وذلك بهدف الهروب من العقاب القاسي الذي يحطّم نفسيتهم أو عدواناً وانتقاماً من أحد الوالدين أو الاخوة. فعلى سبيل المثال، قد يحكي الطفل إلى أبيه عمّا ارتكبه أخوه لكي يقع العقاب على هذا الأخير، بدون أن يكون قد ارتكب أي ذنب!
ولعلاج هذه الحالة، يجب أن يشعر الطفل دائماً بعطف الأبوين عليه بدون إكراه أو سخرية، وذلك من خلال إشباع حاجاته النفسية (العطف و الحنان) وتبصيره بأهمية الأمانة والصدق فيما يقوله ويفعله، وتشجيعه على ذلك.
2 افتعال المشكلات
يعكس عناد الطفل وتشبّثه نوعاً من أنواع عقابه لوالديه، وذلك بهدف تحقيق حاجة معيّنة قد تمّ رفضها من قبل. وفي هذا الإطار، يجدر بالأبوين إدراك أنّ ثمة حدّاً «معقولاً» للعناد يجب ألا يتجاوزه الطفل، علماً أن هذا الأخير يختبر البيئة المحيطة به، وذلك من خلال الاعتراض والقيام بما يريد. ولكن إذا ازدادت هذه الحال بشكل كبير، تأتي مهمّة الوالدين في تهذيب الطفل ووضع الحدود التي يجب ألا يتجاوزها.
ولعلاج مشكلة العناد، يحب أن يشعر الطفل بالدفء الأسري والعاطفي، حيث إنّ إهمال الوالدين لشؤون طفلهما يؤدي إلى تحوّله، تدريجياً، إلى شخص معاند وكثير الإلحاح، كما أنّ الحرمان بأي شكل من الأشكال يولّد حالات العناد وخصوصاً الحرمان من حنان الوالدين. ولعلّ القسوة على الطفل تؤدي إلى تكوين ميول عدوانية.
3- التبرز اللاإرادي
هو عبارة عن الانسياب التلقائي للبول أو البراز ليلاً أو نهاراً لدى طفل تجاوز عمره الأربع سنوات أي السن التي يتوقّع فيها أن يتحكّم الطفل بمثانته. وقد يكون هذا التصرّف نابعاً من الطفل في غالبية الأوقات لمعاقبة والديه، وذلك إذا لم يكتشفا أنه يعاني من مشكلة عضوية.
وهناك أسباب عدّة مسؤولة عن لجوء الطفل إلى هذا العقاب القاسي، أبرزها:
- إنتهاج القسوة والعنف البدني من قِبل الوالدين.
- التفكّك الأسري (الطلاق والانفصال وتعدّد الزوجات وازدحام المنزل وكثرة الشجار أمام الطفل).
- بداية دخول الطفل للمدرسة والانفصال عن الأم.
- الحرمان العاطفي من جانب الوالدين.
ولعلاج هذه المشكلة، لا بدّ من:
- توفير الأجواء الهادئة في المنزل، وذلك لإبعاد التوتر عن الطفل.
- الالتزام بــــالهــدوء والتحلّي بالصبــر فــي مواجهة هذه المشكلة.
- مساعدة الطفل على النوم ساعات كافية ليلاً، على أن ينام ساعة واحدة خلال النهار، لأنّ ذلك يساعد في التغلّب على مشكلة عمق النوم.
- توفير ملابس داخلية بقرب الطفل وتشجيعه على القيام بتبديلها بمفرده، في حال التبوّل حتى يشعر بالمسؤولية.
- استخدام أساليب التشجيع اللفظي والمادي.
- عدم اللجوء إلى الضرب لأنه سوف يزيد المشكلة سوءاً.
4 الحركات الاستفزازية
يمارس بعض الأطفال أفعالاً استفزازيةً لعقاب الوالدين، لعلمهم أنها تثير غضبهما. وقد تتمظهر هذه الحركات الاستفزازية أمام الغرباء أو أثناء الخروج من المنزل، وقد تكون أيضاً نوعاً من أنواع لفت النظر والانتباه، فالطفل يريد أن يهتم به الآخرون وينجذبوا إليه.
ولعلاج هذه المشكلة، على الوالدين إدراك الأمر الذي يتطلّع الولد الى تحقيقه من جراء سلوكه الاستفزازي، فهل يريد أن يحصل على انتباه الوالدين أم أنه يتفادى شيئاً
لا يحبه أو لا يجيد القيام به أم أنّ هذا التصرف ناتج عن شعوره بالغضب؟ ولدى الإجابة عن هذه الأسئلة، يتوصل الأبوان إلى ما يريده الطفل وسيتمكّنان من مساعدته في الحصول على ما يريد، بطريقة تربوية سليمة.

صفات المربي الناجح

هناك صفات أساسية، كلما اقتربت منها المربي كانت له عَوْناً في العملية التربوية، والكمال البشري هو للرسل ـ عليهم الصلاة والسلام ـ ولكن الإنسان يسعى بكل جهده وبقدر المستطاع، يراقب فيها نفسه بنفسه، وذلك للتوصل إلى الأخلاق الطيبة والصفات الحميدة؛ وخاصة أنه في مركز القدوة التربوية، فينظر إليه جيل جديد على أنه مربيه وموجهه؛ وإليك أهم الصفات التي يسعى إليها المربي ـ وفقني الله وإياك إليهاـ:
1- الحلم والأناة: أخرج مسلم عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: "قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأشج عبد القيس: أن فيك خصلتين يحبهما الله: الحلم والأناة".
وهذه قصة لطيفة، تبين أهمية الحلم والأناة في بناء أخلاق الجيل الجديد: قال عبد الله بن طاهر: كنت عند المأمون يوماً، فنادى بالخادم: يا غلام! فلم يجبه أحد؛ ثم نادى ثانياً وصاح: يا غلام! فدخل غلام تركي وهو يقول: أما ينبغي للغلام أن يأكل ويشرب؟ كلما خرجنا من عندك تصيح يا غلام يا غلام! إلى كم يا غلام؟ فنكس المأمون رأسه طويلاً، فما شككت في أن يأمرني بضرب عنقه؛ ثم نظر إلي، فقال: يا عبدالله! إن الرجل إذا حسَّن أخلاقه ساءت أخلاق خدمه؛ وإنا لا نستطيع أن نسيء أخلاقنا، لنحسَّن أخلاق خدمنا.
2- الرفق والبعد عن العنف: أخرج مسلم عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: "قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه".
وعنها أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: "أن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله" متفق عليه.
وعنها أيضاً أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: "إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا يُنزع من شيء إلا شانه" رواه مسلم.
وأخرج مسلم عن جرير بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: "من يحرم الرفق يحرم الخير كله". وروى احمد عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها: يا عائشة! ارفقي فان الله إذا أراد بأهل بيت خيرا دلهم على الرفق". وفي رواية "إذ أراد الله بأهل بيت خيرا أدخل عليهم الرفق".
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: كنا نصلي مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ العشاء، فكان يصلي، فإذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره، وإذا رفع رأسه أخذهما فوضعهما وضعاً رفيقاً، فإذا عاد عادا، فلما صلى جعل واحداً هاهنا وواحداً هاهنا، فجئته، فقلت يا رسول الله: ألا أذهب بهما إلى أمهما؟ قال: لا، فبرقت برقة فقال: الحقا بأمكما، فما زالا يمشيان في ضوئها حتى دخلا".
رواه الحاكم في مستدر 3/167 وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه وقال الذهبي صحيح.
وإليك، عزيزي القارئ هذه القصة البديعة في موعظتها، لنرى تعامل السلف الصالح: روى أن غلاماً لزين العابدين كان يصب له الماء بإبريق مصنوع من خزف، فوقع الإبريق على رجل زين العابدين فانكسر، وجرحت رجله؛ فقال الغلام على الفور: يا سيدي يقول الله تعالى "والكاظمين الغيظ"، فقال زين العابدين: لقد كظمت غيظي؛ ويقول "والعافين عن الناس"، فقال: لقد عفوت عنك؛ ويقول: "والله يحب المحسنين" فقال زين العابدين: أنت حرّ لوجه الله(1).
3- القلب الرحيم: عن أبي سليمان مالك بن الحويرث ـ رضي الله عنه ـ قال: أتينا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ونحن شبَبَهُ متقاربون، فأقمنا عنده عشرين ليلية) وكان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ رحيماً رفيقاً، فظن أنا قد اشتقنا أهلنا؛ فسألنا عمن تركنا من أهلنا، فأخبرناه، فقال: أرجعوا إلى أهلكم، فأقيموا فيهم، وعلموهم وبروهم، وَصَلّوا كذا في حين كذا وصلوا كذا في حين كذا؛ فإذا حضرت الصلاة فليؤذن فيكم أحدكم وليؤكم أكبركم. متفق عليه.
وروى البزار عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: "إن لكل شجرة ثمرة، وثمرة القلب الولد، أن الله لا يرحم من لا يرحم ولده؛ والذي نفسي بيده لا يدخل الجنة إلا رحيم. قلنا يا رسول الله! كلنا يرحم، قال: ليس رحمته أن يرحم أحدكم صاحبه، وإنما الرحمة أن يرحم الناس".
4- أخذ أيسر الأمرين ما لم يكن إثما: عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: "ما خُيّر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بين أمرين قط إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثما، فإن كان إثماً كان أبعد الناس منه؛ وما انتقم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لنفسه من شيء قط إلا أن تنتهك حرمة الله؛ فينتقم لله تعالى" متفق عليه.
5- الليونة والمرونة: وهنا يجدر بنا فهم الليونة بمعناها الواسع، وهي: قدرة فهم الآخرين بشكل متكامل لا بمنظار ضيق؛ وليس معناها الضعف والهوان، وإنما التيسير الذي أباحه الشرع.
فعن أبن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ألا أخبركم بمن يحرم على النار أو بمن تحرم عليه النار؟ تحرم على كل قريب هينّ لينّ سهل. رواه الترمذي، وقال: حديث حسن.
6- الابتعاد عن الغضب: أنّ الغضب والعصبية الجنونية من الصفات السلبية في العملية التربوية؛ بل كذلك من الناحية الاجتماعية، فإذا ملك الإنسان غضبه، وكظم غيظه، كان ذلك فلاحا له ولا ولاده؛ والعكس بالعكس. وقد حذر منه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ الرجل الذي سأله وصية خاصة له، فكان جوابه في الثلاث المرات: "لا تغضب" كذلك اعتبر ـ صلى الله عليه وسلم ـ الشجاعة هي القدرة على عدم الغضب؛ فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب. متفق عليه.
ومما يروى أن زين العابدين بن الحسن ـ رضي الله عنهما ـ استدعى عن غلاماً له، وناداه مرتين فلم يجبه، فقال له زين العابدين: أما سمعت ندائي؟ فقال: بلى قد سمعته، قال: فما حملك على ترك إجابتي؟ قال أمنتُ منك، وعرفتُ طهارة أخلاقك فتكاسلتُ، فقال: الحمد لله الذي أمن مني غلامي.
7- الاعتدال والتوسط: إن التطرف صفة ذميمة في كل الأمور؛ لهذا نجد أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يحب الاعتدال في عمود الدين، فما بالك في باقي الأمور الحياتية الأخرى، والتي أهمها العملية التربوية؟
فعن أبي مسعود عقبة بن عمر البدري ـ رضي الله عنه ـ قال: جاء رجل إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال: إني لأتأخر عن صلاة الصبح من أجل فلان مما يطيل بنا، فما رأيت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ غضب في موعظة قط أشدّ مما غضب يومئذ، فقال: "يا أيها الناس إن منكم مُنفرين، فأيكم أمّ الناس فليوجز، فأن من ورائه الكبير والصغير وذا الحاجة". متفق عليه.
8- التخول بالموعظة الحسنة: إن كثرة الكلام في كثير من الأحيان لا تؤتي أكلها؛ في حين نجد أن التخول بالموعظة الحسنة تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها؛ لذلك نصح الإمام أبو حنيفة ـ رضي الله عنه ـ تلاميذه بقوله: "لا تحدث فقهك من لا يشتهيه". كما أن الصحابة أدركوا هذا من فعل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ"فعن أبي وائل شقيق بن سلمة قال: كان ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ يذكرنا في كل خميس مرة؛ فقال له رجل: يا أبا عبد الرحمن! لوددت أنك ذكرتنا كلّ يوم. فقال: أما أنه يمنعني من ذلك أني أكره أن أملّكم وإني أتخولكم بالموعظة كما كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يتخولنا "أي يتعهدنا" بها مخافة السامة علينا". متفق عليه.

السرقة عند الأطفال... الدوافع والعلاج

أطفالنا ثروتنا الحقيقية التي لا تقدر بثمن، فهم أكبادنا التي تمشي على الأرض، و محور اهتمامنا، ومن ثم فإنا نتطلع إلى رؤيتهم دوماً في أحسن حال وأعظم مرتبة. ومن الطبيعي أن يكون وقع الصدمة على الوالدين كبيرا إذا اكتشفوا قيام طفلهم بفعلة مشينة، كالكذب أو السرقة، موجهين لأنفسهم تهمة الإهمال والتقصير في تربية هذا الطفل، ومن ثم تسود لديهم النظرة السوداوية عن مستقبل طفلهم، ملصقين له حكماً سريعاً بأنه (لص) وأنه سيصبح منبوذا منهم ومن المجتمع.
وإذا قارنا موقف الأهل من مشكلة سرقة الطفل أو التأخر الدراسي نجد أن وقع السرقة عليهم أكبر بكثير، ولسنا نبالغ إن قلنا إن وقعه يأتي كالطامة التي تجعل الأهل يتخبطون، ولا غرو في ذلك؛ لأنهم ينظرون إلى السرقة كداء ينتفي معه صلاح طفلهم.
ومن هنا كان لزاما علينا أن نبدأ في رحلة الكشف عن الدوافع الرئيسة للسرقة لدى الأطفال لمعرفة الحل الأمثل والأنجع للعلاج.
السرقة موروثة أم مكتسبة؟!
يمكن تعريف السرقة على أنها الاستيلاء على ما يملكه الأخر بدون وجه حق، فالسرقة هي إحدى العادات السلوكية السيئة التي لا ترجع إلى أي دوافع فطرية؛ بل إنها مكتسبة من المحيط الذى يعيشون فيه، عن طريق التقليد وهى ليست حتمية الحدوث.
والسرقة كما يراها علماء النفس، تختلف من مرحلة عمرية لأخرى وفقاً لإدراك الطفل لمعنى السرقة، وتفرقته بينها وبين الاستعارة، فطفل الثالثة غالباً ما يسعى لأخذ كل ما يجتذب انتباهه ويخبئه في جيبه، وهو ما يحدث كثيرا في تجمعات الأطفال، مثل: (الحضانة) وفي هذه المرحلة لا ينبغي الحكم على الطفل بأنه سارق لأنه لم يكتسب بعد مفهوم الملكية الفردية والملكية العامة، فهذه الميول الاستكشافية لدى الطفل إحدى سمات المرحلة، وليست ميولا إجرامية.
وبعض الأمهات يقعن في خطأ جسيم قد يرسخ عادة السرقة -التي لم تكن مقصودة- عند طفلها بالتعتيم على هذا السلوك الطارىء، وإن اضطرها ذلك إلى عدم إعادة الشيء إلى أصحابه، ظناً منها أنها ستفضح ابنها حال قيامها برد ما أخذه الولد، في حين أن الأطفال تترجم هذا التصرف على أنه أمر عادي وشيء مباح.
وتعد المرحلة العمرية من الثالثة إلى الخامسة هي أنسب مرحلة لإرساء مفهوم الملكيات الخاصة عند الأطفال؛ لأن من شب على شيء شاب عليه.
لماذا يسرق الأطفال؟!
وبالنظر إلى دوافع السرقة نجد أنها كثيرة ومتعددة عند الأطفال، فهي تبدأ كاضطراب سلوكي في سن الخامسة حتى الثامنة من عمر الطفل، وقد يتطور الأمر في سن العاشرة حتى الخامسة عشر، ومن أعراض هذا الاضطراب السلوكي الكذب والعدوانية والتأخر الدراسي.
وتأتي الغيرة والانتقام كأحد دوافع السرقة كأن يغار من إخوته لتفوقهم أو تميزهم عليه في مجال من المجالات أو نشاط من الأنشطة، فيحاول أن يشفي غليله منهم بالسرقة كنوع من رد الفعل الذي يشعره بشيء من الرضا الكاذب.
كما يعد الاضطراب المزاجي أحد أسباب السرقة ودوافعها، حيث يكون الطفل غير متحكم في مشاعره ويعاني من العصبية الشديدة في حالة عدم تلبية رغباته.
وربما يسرق الطفل أيضاً للفت الانتباه، وللحرمان من الحب خاصة في حالات انشغال الأهل أو لوجود شحناء بينهم.
وللسرقة دوافع أخرى مثل: الخوف، أو الحاجة إلى الشعور بالاستقلال، أو التفاخر بين أصدقائه بامتلاك شيء مميز يشبع لديه جانب النقص الذي يسببه له أحياناً بخل الوالدين.
ومن الجدير بالذكر أن المستوى الاجتماعي ليس له علاقة بسعي الطفل إلى السرقة، فقد تتوفر له كل سبل الرفاهية، ويجاب إلى ما طلب؛ ورغم ذلك تجده يسرق، فهذا متوقف على الطريقة المتبعة في التربية والتي يفضل فيها أسلوب الترغيب والترهيب أو الثواب والعقاب.
ومن الغريب قيام بعض الأطفال بسرقة الطفل الذي يحبونه إذا لم يلقوا منه أي تجاوب تجاههم، وغالباً ما يكون المحبوب من الجنس الآخر معتبرين الشيء المسروق رمزاً لاستمرار العلاقة، وهو ما يعرف (بظاهرة الأثرية) أي الاحتفاظ بأثرٍ من مقتنيات من يحب.
مهارات الطفل السارق
يرى علماء التربية أن السرقة تتطلب أن يكون لدى السارق عدة مهارات عقلية وجسمية تمكنه من القيام بهذا العمل، كسرعة الحركة، ودقة الحواس والجرأة وقوة الأعصاب والذكاء. وهي صفات إذا استثمرت بشكلٍ صحيحٍ فإن ذلك سيكون في صالح الطفل.
فمثلاً إذا قام الطفل بأخذ قطعة من الحلوى من أحد المحلات وخبأها في ملابسه، فلابد من توجيهه وإفهامه - دون تعنيف أو ضرب- أن هذا الشيء لا يجوز، ويفضل اتباع أسلوب تأنيب الضمير معه عن طريق سؤاله عن شعوره إذا ما أخذ منه أحد شيئا عزيزا عليه. وهذا الأسلوب يسهم في تنبيه جهاز الطفل العصبي فيجعله يمييز بين ما يملك وما لا يملك.
نصائح الأطباء
ينصح الأطباء النفسيون بعدة أمور احترازية؛ لتفادي داء السرقة لتصبح أمرا عارضا وليس مرضياً، ومن هذه الأمور:
- المساواة والعدل بين الأبناء، وعدم تفضيل أحدهم على الآخر حتى لا يكون ذلك باعثا على إذكاء نار الغيرة والكراهية بينهم.
- متابعة الطفل ومعرفة مصدر الأشياء التي بحوزته في محاولة لمد جذور التواصل بين الأهل والمدرسة.
- اتباع أسلوب الترغيب والترهيب، والثواب والعقاب، وعدم إلصاق تهمة اللصوصية بالطفل، فعند الاكتشاف الأول يمكن مسامحة الطفل، مع التحفظ على أن تكرار هذه الفعلة مرة أخرى سوف يترتب عليه عقاب يحدده الوالدان بشرط أن يكون متدرجا، علما أن التكرار ليس دليلا على عدم قابلية الطفل للإصلاح.
- مكافأة الطفل على كونه لا يعبث بأشياء الآخرين من أصدقائه مع تشجيعه وضرب الأمثلة له أن الآخرين يفعلون أفعالا خاطئة بينما أنت متميز عنهم.
- ضرورة التشديد على الطفل منذ نعومة أظفاره وإعلامه بحرمة السرقة، وذلك بأسلوب سهل ومبسط، فالرسول - صلى الله عليه وسلم- حين أراد أن يجذب عبد الله بن عمر بن الخطاب لصلاة الليل لم يعاقبه ولم يوبخه، بل قال له نعم الرجل عبد الله لو كان يصلى من الليل إلا قليلا. وبطريقة المدح هذه قد ذكره صلى الله عليه وسلم بشيء قد غفل عنه، فأصبح أمرا محببا إلى نفسه.
- ضرورة قيام الوالدين برد ما أخذه الطفل خلسة؛ لأن التغاضي عن هذه الفعلة قد ترسخ في ذهنه أن ذلك أمر عادى، مع الإكثار من حكاية القصص التي تبين عقوبة السرقة وعقاب السارق التي سيتعرض لها إذا فعل ذلك.
- تعويد الطفل وتربيته على أنه ليس بالضرورة أن يتوفر لديه كل ما يطلبه -خاصة الأمور الترفيهية - فلابد أن يعيش بوسطية فلا إفراط ولا تفريط.
- لابد من أخذ الأمر بجدية وسرية تامة بحيث لا تتعدى الأب والأم، وإذا علم الأبناء من الممكن إفهامهم أن أخاهم أخذ الشيء من قبيل الخطأ وليس العمد.
- متابعة الوالدين لنوعية الأفلام والقصص التي يتعرض لها الأطفال؛ للتأكد من خلوها من السلوكيات الخاطئة التي قد يقلدونها، فمن الضروري أن يختاروا لطفلهم ما يتلائم مع المرحلة العمرية التي يمر بها.
فأطفالنا كالصلصال الطيِّع كيفما شكلناهم وربيناهم وجدناهم، فهم أمانة في أيدينا تستوجب منا الدأب والمثابرة لنتعامل معهم بالطريقة العلمية الصحيحة.

متى يحتاج طفلك للنظارة الطبية ..؟؟

وحده طبيب العيون هو الذي يقرر ما إذا كان الطفل يحتاج إلى ارتداء نظارات طبية، وذلك بعد إخضاعه لفحص شامل لعينيه.
ثمة مجموعة من الأعراض تحتم على الأهل أخذ طفلهم عند طبيب العيون، وهي:
- شكوى الطفل من عدم قدرته رؤية الأحرف المطبوعة في الكتاب، فيعمد إلى تقريب الصفحات بشكل كبير جداً إلى عينيه عند القراءة.
- اعتماد الطفل على إحدى عينيه دون الأخرى في النظر، وغالباً ما نراه يغطي العين الأخرى التي لا يستخدمها.
- شكوى الطفل من عدم قدرته على رؤية الأشياء البعيدة.
- الجلوس قريباً جداً من التلفاز.
- إغلاق العينين عند النظر إلى الأماكن البعيدة.
- الحول.
- إمالة الرأس إلى إحدى الجهتين عند النظر إلى أي شيء.
*الفحص الشامل:
يقول الأطباء إنه يجب فحص عيني الطفل قبل بلوغه سن الثلاث سنوات حتى ولو كان لا يشكو أي أعراض، وذلك للكشف المبكر عن أي مُشكلة محتملة في النظر، ما يسهل وصف العلاج المناسب.
من أجل فحص عيني طفلك بشكل سليم وصحيح، يقوم طبيب العيون بوضع قطرات خاصة في عينيه لتوسيع حدقة العيون وإرخاء العضلات الداخلية للعين، بهدف الحصول على قياس دقيق لدرجة النظارة الطبية. بعد ذلك، يقوم بفحص قوة انكسار العين بواسطة جهاز خاص، يتوصل بعدها إلى معرفة المقاسات والدرجات الدقيقة للنظارات الطبية. استناداً إلى النتائج، يقرر الطبيب ما إذا كان الطفل في حاجة فعلية إلى ارتداء النظارة الطبية.
*عيوب النظر:
يحتاج الطفل إلى النظارات الطبية في بعض الحالات التي يكون فيها مصاباً بأحد أنواع عيوب النظر وهي أربعة: قصر النظر وطول النظر واللابؤرية وعدم تساوي درجة الانكسار في كل عين.
1- قصر النظر: يعاني الطفل في هذه الحالة صعوبة في رؤية الأشياء البعيدة، التي تبدو بالنسبة إليه مشوشة وغير واضحة، لكنه يكون قادراً على القراءة والكتابة بشكل عادي. عادة ما يصاب الأطفال في سن المدرسة بقصر النظر، إلا أنه أحياناً يمكن أن يصيب الأطفال الأصغر سنا. إذا أتت نتيجة قصر النظر ناقص درجتين، فإن الطفل سيردتي نظارات طبية. أما إذا كانت درجة قصر النظر قليلة، ينصح الطبيب عندها بإبقاء الطفل في مكان قريب من اللوح مثلاً داخل الصف، شرط أن يتم عمل فحص لعينيه كل ستة أشهر.
2- طول النظر: يرى الأطباء أن أغلبية الأطفال هم طويلو النظر، بحيث يعتبر أمراً طبيعياً في درجاته البسيطة ولا يحتاج إلى أي نوع من العلاج، ولا ارتداء نظارات طبية. في الحالات التي تكون فيها درجة طول النظر أكثر من درجة ونصف الدرجة، فإن عضلات العين الداخلية تصبح قاصرة عن تكوين صورة واضحة للأشياء، وبالتالي قد تنشأ بعض المشكلات، مثل حول العين أو ضعف الرؤية أو الشعور بعدم الراحة، وفي هذه الحالة توصف النظارة الطبية.
3- اللابؤرية: يعاني الطفل في هذه الحالة عدم القدرة على رؤية التفاصيل الدقيقة للأشياء، أو أنها قد تبدو مشوشة وغير منتظمة الحواف. يجب في هذه الحال أن يرتدي نظارة طبية وغالباً ما تكون قوتها أكبر في اتجاه معين منها في الاتجاه المقابل.
4- عدم تساوي درجة الانكسار في كل عين: تؤدي هذه الحالة إلى حدوث الكسل البصري، بحيث لا تتطوّر حاسة النظر في إحدى العينين بشكل طبيعي. وهنا على الطفل أن يرتدي نظارة طبية أو أن يغطي العين السليمة والقوية بهدف حثه على استخدام عينه الكسول وتقويتها.
*فائدة النظارة الطبية:
تكون حاسة النظر عند الطفل في نمو وتطوّر سريع ومستمر، لاسيما في خلال السنوات الخمس والست الأولى من حياته. من هنا تؤدي النظارات الطبية دوراً مهماً في تأمين التطوّر الطبيعي للنظر، ومن فوائد النظارات الطبية:
- تحسن قوة النظر كي يتمكن الطفل من القيام بأعماله الاعتيادية بشكل أفضل.
- تساعد على الحفاظ على استقامة العين عندما يكون الطفل مصاباً بالحول أو بانحراف إحدى عينيه عن الخط المستقيم للنظر.
- تساعد على تقوية النظر في العين الكسول، أو في العين المصابة بأحد عيوب النظر الأربعة.
- تؤمن حماية للعين السليمة عندما تكون العين الأخرى مصابة بضعف شديد في الإبصار.
* كيف أقنع طفلي بارتداء النظارات؟
من المهم جداً ألا ترغمي طفلك عن ارتداء النظارات الطبية، لأنه سيقاومك وسيرفضها. انتظري الوقت الملائم، مثل أن يكون مزاجه جيداً لتعريفه إلى النظارة الطبية، وإخباره عن مدى فائدتها في مساعدته على رؤية الأشياء التي يحبها بوضوح أكثر، وسيرى الفرق عندما يرتديها ويتمكن فعلياً من الرؤية بشكل واضح وساعتها سيتقبلها. في المقابل، يستطيع الأطفال الأكبر سناً والذين هم في عمر المدرسة والذين هم في حاجة فعلية إلى النظارات الطبية أن يتقبلوها بسهولة أكبر، لأنهم يدركون مدى وضوح الأشياء في محيطهم عندما يلبسونها. كذلك يجب اختيار إطار النظارات الذي يناسب الطفل، بحيث يكون مريحاً وجذاباً له. ويجب الحرص على اختيار النظارات ذات العدسات المصنوعة من مادة غير قابلة للكسر توفر أفضل حماية لعين الطفل.

أطباء: المكياج في الصغر يؤثر على هرمونات الفتيات

لاحظ أطباء الأطفال الأمريكيين ظهور الأنوثة المبكرة على الفتيات خلال قرن من الزمان وتقدمها من سن 17 عاماً إلى سن 12 عاماً، مما أقلق الأطباء وجعلهم يجرون أبحاثهم على عينة من الفتيات تصل إلى 1200 ممن تتراوح أعمارهن ما بين ست سنوات وثماني سنوات.
وقد بينت الأبحاث ظهور أعراض الأنوثة المبكرة على 30 % منهن، وذكر الأطباء أن هذه الأنوثة المبكرة بسبب ثلاث جزئيات كيماوية تدخل في إنتاج البلاستيك ومنتجات التجميل كطلاء الأظافر والشامبو والعطور التي تؤثر على الهرمونات لدى الفتيات في السن المبكر، طبقاً لما ورد بوكالة "أنباء الشرق الأوسط".
وأوضح الأطباء أن هذه الاضطرابات في الغدد الصماء ترتبط بمشاكل صحية مستقبلاً وتساعد على زيادة البدانة.

استعدادات أمنية قبل أن يتعلم طفلك الزحف!!

* قومي بوضع أغطية من البلاستيك السميك على كل مقابس الكهرباء لمنع الطفل من العبث بها.
* اغلقي كل الخزانات والأدراج التي يمكن أن يصل إليها طفلك بإحكام.
* أبعدي كل الأدوية والمستحضرات الكيميائية الخطيرة عن متناول يد الصغير.
* احتفظي بالأدوات الحادة كالمقصات والسكاكين، وغيرها داخل أدراج محكمة الغلق.
* تأكدي من أن كل قطع الأثاث الكبيرة والثقيلة موضوعة على الأرض أو مثبتة جيدا إذا كانت موضوعة بأعلى، حتى لا تسقط على طفلك إذا حاول جذبها.
* إذا كان منزلك من دورين ضعي بوابة تغلق الدرج حتى لا يسقط طفلك من عليه.
* أبعدي النباتات المنزلية عن متناول يد طفلك فقد تكون سامة.
* إذا لاحظت وجود أي زوايا حادة بالمنزل أو في قطع الأثاث قومي بتبطينها بالإسفنج حتى لا يصاب طفلك بسوء.
* بعد أن تنتهي من كل الاستعدادت، اهبطي على الأرض واتخذي وضعا يماثل وضع طفلك عند الزحف، وحاولي التفكير فيما قد يلفت انتباهه بالمنزل، وقومي بتأمينه.

كيف يلهو طفلك في الصيف؟!

مع حلول الصيف، تبدأ الأُمّهات العاملات وغير العاملات في البحث عن سبل ترفيهية لإشغال أولادهنّ، حتى لا يشعروا بالملل والضجر داخل البيوت نظراً إلى الحرارة في الخارج. وهاجسهنّ الوحيد سلا
مة دور المرح وأمنها، وهي التي تستقبل الأطفال لساعات طويلة في الصيف، كذلك نظافتها، وخلوّها من الفيروسات التي تنتقل بسهولة في الأماكن المُغلقة.
اللعب من أهم النشاطات التي تُساهم في نمو الطفل الذهني والنفسي والجسدي، لكن البحث عن دور اللعب والمخيمات الصيفية ليس بالأمر السهل، خاصة مع وجود تفاوت في الأسعار من جهة، وفي ظل العروض الترويجية من جهة أخرى، ما يجعل الأهل في حيرة من أمرهم حول المكان الأنسب والأكثر سلامة ونظافة، لتسجيل أطفالهم فيه، لمدة نصف نهار، يومياً على الأقل، كخطة بديلة تعوضهم عن اللعب خارجاً في المنتزهات والحدائق،وعن النشاطات الصيفية التي يحتاج إليها الأطفال، يجب أن تكون إبداعية وبعيدة كل البعد عن مشاهدة التلفاز وألعاب الفيديو، والأفضل ألا يشعر الطفل بأنّه في حضانة ولا في مركز تعليمي، بل في مكان للإبداع وإخراج طاقته.
رأي علم النفس:وللاطلاع على رأي علم النفس في موضوع "اللعب والأطفال" في الفترة الصيفية، التي يصعب فيها الاستمتاع بالطبيعة بسبب المناخ الحار؛ تقول اختصاصية علم النفس مايا صيداني: إنّ اللعب هو من أهم بنود حقوق الطفل في الأُمم المتحدة، بحيث لا يُمكن أن نحرّمه إياه. وأضافت: أمّا اللعب في الخارج فهو يؤثِّر كثيراً في نفسية الأطفال وشخصياتهم، لأنّه يُساعد على الاستكشاف من خلال الحواس، عبر النظر ولمس الأشجار والأعشاب والرمال وغيرها، وشم رائحتها، وتذوق المياه والرمل والتراب وبصقها، ويُساعد على تطوير العضلات الجسدية عبر الركض والوقوع والتسلق والقفز، إضافة إلى أنّه يؤمّن للطفل حرِّية واسعة في الصراخ والتعبير عن مشاعره في الهواء الطلق، واكتشاف طاقاته وإخراجها في الطبيعة.
وتُشير مايا إلى أهمية الشمس الصحية لأطفال، التي تؤثِّر في بشراتهم ونمو عظامهم، وأهميتها المعنوية التي تمدّهم بالإيجابية وتحسن المزاج، والأمر نفسه ينطبق على الكبار، ولهذا السبب يكثر الاكتئاب في الفترات التي نُحرم فيها التعرّض للشمس.
وأخيراً،تنصح الأُمّهات بالسماح لأطفالهنّ باللعب في الخارج يومياً في الأوقات غير المؤذية، مثل الفترة الصباحية الباكرة، وعند الغروب.

تعزيز العملية التعليمية باللعب والعمل

أشار هاينز كليبرت، المحاضر بمعهد تدريب المعلمين بمدينة لاندو جنوب غرب ألمانيا، إلى أنّ أحد الأبحاث المتخصّصة في مجال التعليم، أظهر أنّ ذهن الأطفال يحتفظ بصفة خاصة بما يقولونه، أو يشكّلونه بأنفسهم، أو من خلال القيام بأمر ما على طريقتهم المختلفة، فذاكرة الطفل ذات طبيعة مشخّصة، حيث يتذكّر الخبرات التي تعطى له بصورة مشخّصة ومحسوسة وعلى شكل أشياء واقعية، الأمر الذي يؤدِّي إلى تكون التشابكات العصبية بصورة مستمرة في خلايا المخ، والتي تسهم في استعادة هذه المعلومات في ما بعد. فمثلاً لو عرضنا أمام الطفل أشياءً وصوراً مشخّصة وكلمات مجرّدة، ثمّ طلبنا منه بعد عرضها مباشرة أن يذكر ما حفظه منها، لوجدناه يذكر الأشياء والصور والأسماء المشخّصة، أكثر من تذكره الأعداد والكلمات المجرّدة، لذلك نجد أنّ التلاميذ لا يجنون من وراء حشو الرأس بالمعلومات، والاعتماد الكلي على الحفظ دون الفهم سوى القليل من الفائدة. وأضاف المحاضر الألماني أنّ الاقتصار فقط على قراءة المادة الدراسية والإنصات إلى المعلّم أو النقل من السبورة لم يعد كافياً لتعزيز آلية التعلّم، لذا فمن الأفضل أن يقوم الأطفال بالكتابة والرسم والتكلُّم والبحث والمناقشة، حيث تترسّخ إليهم عبر الألعاب أو يتم إيضاحها من خلال إجراء التجارب في أذهانهم جيِّداً.
ونقلت مجلة "فوكوس شوله"، الصادرة في مدينة ميونيخ جنوب ألمانيا عن كليبرت، أنّ التلاميذ، بصفة خاصة، يتعلّمون بصورة أفضل حين يقومون بشرح المادة الدراسية للتلاميذ الآخرين. ويطالب كليبرت المعلِّمين في المراحل الدراسية الأولى، لاسيما السنوات الأربع الأولى، بإستخدام الوسائل الحسية، والممارسة العملية المشخّصة، للوصول إلى خبرات واضحة وأكثر ثباتاً في ذهن الطفل، موضحاً أنّ الطفل يتذكّر ما هو ممتع بالنسبة له بصورة أفضل، ولمدة أطول، إضافة إلى قيامه باستخدام هذه المعرفة في كافة نشاطاته. لهذا ينصح كليبرت بإثارة الدافع للتعلّم لدى الطفل حين يراد له تعلم خبرة ما، حيث يساعد وجود الدافع على سهولة اكتسابه الخبرة كمصدر لإشباع انفعال سارٍ يواجهه الطفل، كما يسهم إستخدام المعلومات القديمة في مواقف متكرّرة في جعلها سهلة التذكر، لذلك يؤكّد كليبرت أنّ الحفظ القائم على الفهم وإدراك العلاقات، يضمن تثبيتاً، طويل الأجل، لكافة المعلومات المكتسبة.

كيف (لا) نربّي أبناءنا؟!

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيتها الأمة لا أخاف عليكُم فيما لا تعلمون ولكن انظروا كيف تعملون فيما تعلمون".
منذ آلاف السنين عرضت آلاف المدارس الفكرية والمذاهب الدينية وآلاف المفكّرين وأصحاب الرأي لموضوع التربية، وما العمل لتربية الإنسان بشكل صحيح! فكان الاتجاه السائد في الأقوال والكتابات هو التعبير عن الخطوات (المفروض اتخاذها) في سياق التربية. وما هي العوامل الدخيلة في التربية وأية أساليب يجب اتباعها للتربية وما هي الخطوات التي يتعين اتخاذها لتحقيق أهداف التربية المطلوبة. ولكن قلما ظهر كتاب أو مؤلف يتناول موضوع التربية لا من زاوية "الضرورات المطلوبة" بل من زاوية "المحظورات". يبدو أن أغلبية الأمور التي جعلت التربية عملية صادمة والمتربي مخلوقاً متعرض للصدمات يتركز حول محور "الضرورات". فلو كنا نقدر على الامتناع عن التلاعب بالشخصية، عن تقديم الوصايا، عن التدخل، عن القولبة، عن التغيير وعن التعويد ارتفع احتمال نجاحنا في تحقيق تربية طبيعية، تربية باطنية، تربية نقية، تربية أكثر فأكثر. ولكن عندما تشرع التدخلات الساذجة والتلاعبات المتسارعة تخرج التربية في سياق نمو وتطوّر الإنسان عن مسيرتها الطبيعية، والفطرية. أي بتعبير آخر لابدّ من الاعلان بوضوح عن أن: الصدمات تأخذ بالظهور متى ما بدأ العلاج. فمتى ما تشرع عملية التربية تتعطل عملية "التربي" ومتى ما تتم عملية الإنماء والتزهير القسري تفشل عملية "الازدهار والازهرار التلقائي". ومتى ما يُستند إلى عملية التسيير يتوقف "السير التلقائي". "القولبة" تمنع "التقولب". "التسريع" في عملية الإنماء يعرقل "النضوج والبلوغ" في النمو. وفرض "الخطابات التربوية" يحول دون استدخالها. وعندما يلحق التطبيع الديني بقائمة العمليات المبرمجة النظامية الموجهة للأطفال يتطبع "الالتزام الديني" عندهم بالسطحية والتصنع وعندما يتم تزيين شخصية الطفل خارجياً، تختفي مدخوراته الفطرية باطنياً. وعندما يتم نقل المعلومات تطمر قابلية اكتشاف الوعي. وعندما يتم ارواء ذهن الطفل ينكفئ دافع التعلم ولهفته. وعندما تتعزز تلبية الطلبات يتراجع دافع الحاجة والرغبة في الاستطلاع. وعندما يبدأ عرض النماذج ينعدم تقصي النماذج. وعندما يسود التشجيع الخارجي يتخاذل الاندفاع الذاتي الباطني. وعندما يغدو "التعويد" أصلاً يصبح "الانتقاء والاختيار" فرعاً. وعندما يتم التركيز على "إسداء النصح" شكلياً ينعدم "التطبيق المتعمق" وبعرض طرق الحل والإجابات تحذف صياغة القضايا وتقصي الإجابات. وبتقديم بطاقات التحسين كمكافآت تتهشم مصادر الاندفاع التلقائي. وبحقن الفيتامينات خارجياً تتراجع عملية صنع الفيتامينات باطنياً. وبالإنهاض يتضاءل النهوض. وبمنح الأدوار يخفت تقبل الأدوار. وإبداء تحسس زائد إزاء واجبات أطفالنا يمنع تحسسهم ذاتياً إزاءها. واشباع جميع مطاليب واحتياجات أبنائنا بشكل متواصل يحرمهم من قابلية تحمل الفشل ومن مهارة الحلم. والانكباب على رعايتهم يجعل حصانتهم وصيانتهم إزاء التلوثات والفايروسات المحيطة بهم في خطر. وبتوفير السعادة لأبنائنا خارجياً نسلبهم الشعور الباطني بالسعادة. وعند رفدهم باللذائذ الظاهرية في الحياة، نغتال التذاذهم باطنياً منها. وباجبارهم على الرغبة في شيء ما، نزيدهم نفوراً من ذلك الشيء. وعندما تعرض العلوم جاهزة، تتراجع "البصائر" و"الكشفيات". وبتراكم "المدخورات" و"المحفوظات" تتحدد الابداعات والتخيلات البناءة. وأخيراً تتسبب الضرورات المطلوبة ونمط هذه الضرورات، في انحراف التربية عن مسيرتها الطبيعية التلقائية والفطرية الباطنية. عندئذ تصبح "المحظورات" ونمطها الأساس الذي تقوم عليه التربية الناشطة.
هنا تحظى "المحظورات" في حقل التربية بحظ أوفر من الاهتمام قياساً إلى "الضرورات"، و"التربية الإحجامية" بدور أكثر فاعلية من دور "التربية الإقدامية"، و"تجنب التدخل" بأثر أعمق من أثر "التدخل". وعدم التلاعب يكون مرجحاً على التلاعب للتوجيه في سياق التربية، وتصبح التربية الصامتة أفضل من التربية اللفظية الكلامية، والتربية البيضاء أوضح قراءة وأكثر قابلية على التعليم من التربية الكتابية.
وبتعبير آخر، لو يكون بإمكاننا تعلم مبادئ تجنب التربية، نكون قد أحكمنا دعائم "تربي" الأطفال تلقائياً ولو نلتفت إلى مواطن ضعف التربية نكون قد استزدنا التربية قوة، ولو نتمكن من التنحي "جانباً" والتفاعل "عن بعد" يكون دورنا في "مجال" التربية أفضل وأقوى.
في مثل هذه الحالة يمكننا الالتفات إلى براعة "التربية التجنبية"، براعة "التوقف"، وبراعة "الاحجام عن المبادرة" وبراعة "عدم التدخل"، عندئذ سوف نرى كيف ينتعش "التربي" التلقائي الغريزي بامتناعنا من "التربية"، ويتم "الاكتشاف" بإحجامنا عن التعليم، ويظهر "الاندفاع" بتجنب "الإجبار" ويبدأ التقصي بنبذ "الإيحاء".
من هنا، يمكننا، بناء على هذه الرؤية، عرض التربية بأسلوب آخر، بأسلوب يجعل الاحجام عن التربية عين التربية، وعدم القولبة عين القولبة، وتجنب التعليم أمثل أسلوب للتعليم.
وانطلاقاً من نفس هذه الحقيقة نعود للتأكيد ثانية: "نعرفه" عن التربية أكبر خطراً مما "نجهله" عنها، وما "نؤديه" في سياق التربية أكبر خطراً مما نحجم عن "أدائه".
إذاً، يمكن الاستنتاج بأنه: في مثل هذه الظروف نكون، بالتأكيد، أسندنا عملية التربية أكثر فيما لو أحجمنا عن أي إقدام ومنعنا كذلك اتخاذ أي إقدام. فالوعاء الفارغ أكثر أماناً (من حيث الخصائص الصحية) من الوعاء الملوث، والذهن الفارغ أكثر قدسية من الذهن المصدوم. أو بعبارة أخرى "عدم المعرفة" أفضل من "المعرفة السلبية" و"عدم البناء" أكثر فاعلية في سياق البناء من "البناء المائل"، "عدم القولبة" أجمل من "القولبة المستقبحة"!

هكذا تحمين عيني طفلك

يفتقد الطفل المولود حديثاً إلى المناعة الكافية، ولتجنب حدوث أي التهابات في العين، يجب استخدام قطرة مضاد حيوي – التي تعمل على مقاومة العديد من أنواع البكتيريا – لعيني الطفل من 3 إلى 4 مرّات يومياً خلال أوّل أسبوع بعد الولادة.
عند تنظيف عيني مولودك الجديد، امسحيهما برفق باستخدام قطعة قطن مغموسة في ماء فاتر، واستخدمي قطعة لكل عين.
- الإضاءة المناسبة:
عندما يقوم الطفل بالقراءة أو الكتابة أو الرسم.. فإنّه يبذل جهداً لكي يركّز وهو ما قد يؤدِّي إلى إجهاد العين وجفافها، ومن المهم أن تكون الإضاءة قوية، وفي الوقت نفسه غير مبهرة، وإذا كان الطفل يستخدم يده اليمنى، احرصي على أن يكون مصدر الضوء أعلى الجانب الأيسر منه، والعكس إذا كان الطفل أعسر.
- احذري شاشات التلفاز والكمبيوتر:
فقد ربطت الأبحاث الحديثة بين حالات قصر النظر التي ازداد معدلها مؤخراً وبين الجلوس أمام شاشات التلفزيون والكمبيوتر لساعات طويلة؛ لذا يُنسح الأبناء بتقليل ساعات المشاهدة وبالجلوس على مسافة بعيدة عن التلفاز.

كيف نهيئ الصغار لإستقبال مولود جديد؟

جوّ المنزل مختلف، ومواضيع الحديث مختلفة والاستعدادات للقادم الجديد على قدم وساق، وقد يغفل الوالدين عن أعين صغيرة تتابع الحدث وتستشف المستقبل بحذر وقلق، قد تفصح عنه بنوبات من البكاء أو العصبية أو المزاج المتعكر، وقد تخفيه لحين قدوم المولود لتبدأ في البوح بما يجول بخاطرها عن طريق الكلمة أو الحركة أو مناوشات بسيطة مع القادم الجديد.
من الطبيعي أن يشعر الابن بالغيرة من أخيه الجديد أو أخته الجديدة؛ فالجميع منشغل به والانتباه مشدود نحوه، وأصبح له منافس في وقت والديه، وحتى لا يمر الابن بفترات صعبة عند قدوم المولود الجديد وإلى أن يعتاد على الوضع الجديد؛ لابدّ أن يُهيأ لإستقباله قبل ولادته وحينها وبعدها.
- كيف نهيئ الطفل للمولود القادم؟
1- من الأفضل أن يعرف الطفل بقدوم الصغير قبل أن يبدأ الكلام يدور حوله دون أن يعرف بالأمر، ومن يقوم بهذا الأمر هما الوالدان؛ فيبدآن بالتحدّث معه عن مراحل نمو الطفل، ثمّ موعد قدومه حسب عمر الطفل، فمثلاً: طفل ما قبل الروضة نخبره عن موعد قدوم أخيه عن طريق ربط الموعد مع حدث معيّن كقدومه بعد العيد أو الصيف أو عندما يأتي الشتاء ونشعر بالبرد، ليس هناك سياسة معيّنة عن حجم المعلومات التي يجب أن تعطى للطفل، ولكن يُترك هذا لفضول الطفل ذاته وما يسأله من أسئلة، ولكن من أكثر الأشياء المفيدة في تلك المرحلة هي التحدّث مع الطفل ذاته عن طفولته، وعن يوم مولده، وقراءة القصص التي تتحدّث عن وجود مولود جديد في الأسرة، والمساهمة في اختيار اسم للطفل الجديد، وزيارة أصدقاء لديهم أطفال رضّع ليعيش التجربة قبل حدوثها مع تشجيعه على أن يساهم في التحضير لإستقبال الأخ الصغير، مثل ترتيب حقيبة المستشفى أو تجهيز المكان الخاص للمولود القادم، كما يمكن إعطاء اسم لبطن الأُم المدور يكون سراً بين الصغير وأُمّه عندما يتحدّثون عن الطفل القادم.
2- من الأفضل الترتيب ليوم الولادة منذ فترة مناسبة، ومعرفة من الذي سيتولى شؤون الصغار أثناء المكوث في المستشفى، والتحدّث مع الأبناء الأكبر سناً عن المسؤوليات التي ستقع على عاتقهم، وما هو منوط بهم، كما يفضل أن يقوم الطفل بزيارة والدته فوراً بعد الولادة، وتقوم الأُم باحتضانه أوّلاً، ثمّ تقديم الطفل له وتعريفه به، وإن أمكن جعله يحمله بين يديه مع مساعدة الكبار، ويفضل أن يكون اللقاء الأوّل بعيداً عن وجود أي أشخاص من خارج الأسرة حتى يشعر الطفل أنّ هذا الأمر شأن عائلي بحت، ويفضل هنا أن تقدم هدية للصغير وكونه سيرى الكثير من الهدايا ستقدم لأخيه الجديد، فمن الأفضل أن نسبق هذا الحدث، كما من الممكن أن نجعل الأخ الأكبر يشتري هدية لأخيه الجديد كنوع من الترحيب به.
3- من الأفضل عدم القيام بأي تغيير مفاجئ في حياة الابن في الأيّام الأولى من الولادة، مع إبقاء الوضع على ما هو عليه حتى يشعر الطفل بالأمان، فإن كان على الطفل أن يبدأ في تعلّم الذهاب لدورة المياه أو الذهاب للحضانة أو تغيير مكان نومه؛ فمن الأفضل القيام بتلك التغييرات في حياة الطفل قبل مدة كافية من الولادة أو تأجيلها لحين استقرار الأمر في المنزل، حتى لا يربط الطفل تلك التغيُّرات على حياته بقدوم أخيه الصغير.
4- عند العودة إلى المنزل سواء من المستشفى أو من منزل والدة الزوجة الذي قد تبقى فيه لعدة أيّام؛ يفضل دمج الطفل في الأنشطة الخاصة بالمولود الجديد، مع أنّ هذا الأمر سيجعل عملية الاعتناء بالصغير أطول زمناً وأكثر تعقيداً، إلا أنّها ستعطي الإخوة الفرصة للشعور بتحمل مسؤولية أخيهم الصغير الجديد، ويبدؤون في الاهتمام به والخوف عليه، وتعتمد المساعدة في الاعتناء بالصغير على عمر الطفل، فهو يمكن أن يتحدّث إلى أخيه أو يساعد في عملية الاستحمام أو تبديل الملابس، وإذا لم يبدِ الصغير أي اهتمام بأخيه الجديد لا تعر الموضوع أي اهتمام ولا تدفع لذلك؛ فالأمر سيأخذ مجراه الطبيعي بعد فترة.
5- قبل القيام بإرضاع الطفل الرضاعة الطبيعية، يجب أن يتم شغل الطفل الكبير بلعبة معيّنة أو نشاط معيّن، حتى لا يشعر هو الإهمال، وحتى تشعر الأُم بالراحة أثناء قيامها بإرضاع المولود الجديد.
6- من الأفضل تعيين أوقات خاصة تكون بين الأُم والأب والأطفال الأكبر سناً بعيداً عن المولود الجديد مثل وقت نومه للتحدّث والمشاركة، كما يفضل التنبيه على الأقارب بالتحدّث عن موضوع آخر غير الطفل الجديد أمام الإبن الأكبر سناً.
7- الكثير من الصغار يحاول أن يتعايش مع الوضع الجديد، وهنا يأتي دور الوالدين في تشجيعه على التحدّث عن مشاعره، وإن لم يستطع فعلينا أن نتفهم نوبات الغضب التي قد تعتريه والعصبية التي يمكن أن يتعامل بها مع الأمور المختلفة، وعلينا أن نوصل رسالة واضحة للصغير بأنّه وعلى الرغم من أن مشاعره مهمة بالنسبة لنا ولكن عليه أن يعبر عنها بطريقة ملائمة.
8- من الأفضل محادثة الابن الأكبر عن الأشياء التي يستطيع القيام بها وتعتبر مميزات له ولا يستطيع أخوه الصغير القيام بها، كالجلوس مع الجدة والاستماع لقصصها والصلاة بجانبها أو تناول المثلجات والمأكولات اللذيذة أو اللعب مع الأب، والكثير من الأمور الخاصة لعالم الإخوة الكبار.
9- تعليم الطفل الاعتناء بأشياء أخرى هو تدريب له للعناية وتقديم المساعدة عندما يأتي الأخ الأصغر، مثل تعويده الاعتناء بحيوان معيّن أو نبات يكون خاصاً له، فالطفل ينشأ على ما بُث فيه من قيم منذ نعومة أظفاره.
10- لا تتفاجأ عندما يبدأ الابن تقليد أخيه الجديد من حيث التحدّث بطريقة طفولية أو الرغبة بالرضاعة أو النوم بين أيدي الأُم، حاول أن تتماشى معه على أنّها لعبة تقومان بها، ولكن ابدأ في التحدّث معه عن الأشياء التي سيخسرها إن هو عاد لطور الطفل الرضيع.
11- من أصعب اللحظات عند بعض الصغار عندما يعرف أنّ هذا الصغير الجديد لن يعود إلى المستشفى مرّة أخرى أو من حيث أتى، وهنا تبدأ معاناة الطفل الحقيقية، فهذا الصغير سيمكث بين أسرته وسيأخذ من وقت والديه، وهنا على الوالدين أن يبدآ في لفت انتباه الابن إلى ما لدى أخيه الصغير من أشياء جديدة، وجعله يتلمس تلك الأشياء كيده الصغيرة، وأنّه قد يجرح وجهه إن لم يتم تغطيتها وعن أرجله الصغيرة، وكيف يمكن أن ندفئها له وعن بكائه عندما يجوع، وعن نظراته عندما يبدأ بفتح عينيه الصغيرتين، وعن الأصوات التي قد يصدرها عن اللعب معه، فيبدأ الطفل بإكتشاف أخيه الصغير ويشعر أنّه أمر جدير بالاهتمام.
12- إذا كانت الأخت الكبيرة فتاة؛ فمن الممكن ترتيب مكان لها لوضع طفلتها اللعبة وملابسها ومراقبتها وهي تهتم بها لمعرفة شعورها نحو المولود الجديد.
الأطفال أشخاص أذكياء يتفهمون ما يقال لهم؛ تحدّث معهم وجهاً لوجه، أشعرهم بأهميتهم ضمن أسرتهم وأن قدوم طفل جديد للأسرة سيزيد من المحبة بين أفرادها، وأنّه لن ينقص من محبتك له أي شيء.

ما هو الغذاء المثالى للأطفال؟

يحتاج الأطفال فى هذا السن لتنظيم وجباتهم ومراعاة نوعية ما يتناولونه من طعام، وعلى الأم أن تحرص على تقديم مجموعات الطعام الأساسية، مثل النشويات والسكريات والبروتينات والفيتامينات مع ضرورة الاهتمام بوجبه الإفطار التى تزود الفرد، وخاصة الأطفال بالقدرة على الانتباه والتركيز على مدار اليوم.
ومن المهم أيضا أن يتناول الأطفال كمية كافية من الفاكهة يوميا وشرب كميات كافية أيضا من الماء، وخاصة فى فصل الصيف، والحرص على تقديم طبق السلاطة على المائدة فى كل الوجبات حتى تعطى أطفالنا كميات معقولة من الفيتامينات والمعادن التى يحتوى عليها خضروات طبق السلاطة.
ويشير إلى أن تكامل كل وجبة يعتمد على وعى الأم بالثقافة الغذائية، فمثلا وجبة الإفطار لابد أن تحتوى على الفول، كبروتين نباتى، والبيض، كبروتين حيوانى، بالإضافة إلى الخبز الأسمر، أما وجبة الغذاء فيجب أن تتكون من البروتين الحيوانى الموجود فى اللحوم والدجاج، بالإضافة إلى الخضروات، وخاصة الداكنة مثل السباخ والملوخية وورق العنب مع قدر مناسب من النشويات.
ومن المهم أيضا تقديم السمك للأطفال والشباب مرتين أو ثلاث أسبوعيا لاحتوائه على عنصر الأوميجا 3 المهم لزيادة الطاقة.
وضرورة الاهتمام بتناول العصائر الطبيعية ما بين الوجبات، مثل الليمون والبرتقال، لاحتوائهما على فتامين سى الذى يساعد على امتصاص الحديد والبعد عن العصائر المحفوظة والمياه الغازية والطعام المحتوى على مكسبات اللون والطعم والرائحة، وأيضا عدم تناول الوجبات الجاهزة المحتوية على كميات كبيرة من الدهون الضارة التى تسبب السمنة للأطفال.

الأم.. معلمة الطفل وحاميته الأولى

تشكل ولادة طفل حدثاً كبيراً في حياة الأُم، لا يمكن الإحاطة به ببضع عبارات أو أفكار. ويمكن القول إنّ حياة المرأة تتغيّر جذرياً بعد أن ترزق بطفل، لأنّ الطفل ينقلها من مرحلة إلى أخرى، مختلفة تماماً، ويهبها مجموعة كبيرة من المشاعر التي لم يسبق لها أن عاشتها، والتي تغيّر كيانها وتغنيه. في المقابل، يجب على الأُم أن تعي أن وجود هذا الكائن الصغير مرتبط بوجودها، ونموه العاطفي والعقلي والسلوكي يتوقّف عليه أوّلاً وأخيراً.
إنّ أعظم هدية يمكن أن تتلقاها الأُم هي الطفل، فمنذ اللحظة التي تحمل فيها هذه المعجزة بين يديها، سيصبح عالمها أوسع وأغنى، وستختبر فيضاً من المشاعر، بعضها رائع ومفرح، والبعض الآخر مربك ويثير الشكوك حول إمكانيتها في تلبية احتياجات المولود الجديد.
من الصعب وصف المشاعر التي تجمع بين الأُم والطفل. وقد تؤدِّي هذه المشاعر بالأُم إلى البكاء أحياناً، عندما يبتسم الطفل لأوّل مرّة، وتشعر بالفخر عندما يتفوه بأوّل كلمة، ويأخذ قلبها بالخفقان فجأة، عندما تراه يحاول الوقوف على قدميه ثمّ يقع. كل هذه المشاعر دليل على العلاقة الفريدة المتبادلة بين الأُم والطفل.
- الهبة التي يمنحها الطفل للأُم:
مع أنّها بسيطة، لكن الهدايا التي يقدمها الطفل للأُم هي فعالة بدرجة كافية لتغيير حياتها للأفضل. منها:
* الحب: منذ لحظة الولادة، تصبح الأُم مركز الكون بالنسبة إلى الطفل. فهو يمنحها الحب من دون تردد أو طلب منها. وكلّما كبر، زاد حبه لها، وهو يعبر عنه بطرق عدة، من إغراقها بابتساماته إلى إعجابه بها وإلى رغبته الصادقة في إسعادها.
* الثقة: يؤمن الطفل إيماناً قاطعاً بأُمّه. فهي قوية في نظره، وقادرة، وجبارة، وحكيمة. ومع الوقت، يظهر كل هذه الثقة بالتعبير عن شعوره بالراحة لوجودها بقربه، وبالتحدث عنها أمام الآخرين بإعتزاز وفخر عندما يصبح قادراً على ذلك. كما أنّه يلجأ إليها أحياناً، للاحتماء بها عند شعوره بالخوف، يثق الطفل بالأُم لتحافظ على أمنه.
* الإثارة: إنّ وجود طفل في حياة الأُم يمنحها فرصة فريدة لإعادة اكتشاف كم هي ممتعة ومثيرة حياة الطفولة. ومع أنّها لا تستطيع أن تحياها ثانية من خلال طفلها، إلّا أنّها تستطيع أن تقاسمه متعته وهو يستكشف العالم. ومن خلال ذلك، ستكتشف أنّها تمتلك قدرات ومواهب لم تفكر يوماً في أنّها تمتلكها. وبأن مشاعرها العارمة التي أصبحت مقرونة بوعيها الذاتي، ستساعدها على تنمية قدرتها لتلعب وتتفاعل مع طفلها وهو ينمو ويكبر.
- الهبة التي تمنحها الأُم للطفل:
يمكن للأُم تقديم العديد من الهدايا الحيوية والأساسية، وهذا ما يجعل منها أُمّاً حقيقية ومثالية. أمّا بالنسبة إلى الطفل الذي يتلقاها، فهي تجعل منه إنساناً صحياً، وسعيداً، وقادراً على مواجهة الحياة عندما يكبر. من هذه الهدايا:
* الحب: يجب ألا يكون حبّ الأُم لطفلها مشروطاً، أو مقروناً بشكله أو تصرُّفاته. وألا يستخدم كجائزة أو عتاب. على العكس، يجب أن يكون دائماً ومستمراً، خاصة عندما يسيء الطفل التصرُّف، حيث يكون في حاجة إلى وضع حدود تصرُّفاته أو تصحيحها. كما يجب أن يبقى الحب بعيداً عن مشاعر الغضب، أو الإحباط من تصرُّفات الطفل. إذ كلّما شعر الطفل بأمان أكثر نتيجة حبّ الأُم له، زادت ثقته بنفسه، وهو ما يحتاج إليه في حياته المستقبلية.
* احترام الذات: من أهم الهدايا التي يمكن أن تقدمها الأُم لطفلها، مساعدته على تطوير احترامه لذاته. وهي ليست عملية سهلة أو سريعة النتائج. فقد يستغرق الأمر سنوات قبل أن يتمكن من امتلاك هذه الميزة. لذا، فإنّ الطفل في حاجة إلى دعم الأُم الثابت والدائم، وإلى تشجيعها له لإكتشاف قدراته. إنّه يحتاج إلى ثقة أُمّه به، تماماً بقدر حاجته إلى ثقته بنفسه. لذلك فإن منحه الحب، وتمضية وقت معه، والإصغاء إليه، والثناء على إنجازاته كلّها جزء من عملية احترام الذات. من ناحية أخرى، إنّ مساعدة الطفل للتغلّب على تصرُّفاته السيِّئة، لا يكون بالعقاب أو التأنيب، ولكن بطريقة بناءة، الأمر الذي يساعد الطفل على احترامه لذاته.
* القيم والتقاليد: سواء حاولت الأُم نقل قيمها ومعتقداتها إلى طفلها أم لم تفعل، فمن المحتم أن يتشرب بعضاً منها خلال العيش معها، وعبر مشاركته في الشعائر والتقاليد العائلية. ليس من العدل أن تطالب الأُم طفلها بالالتزام بكل معتقداتها، لكنّها تستطيع أن تبينها له بإخلاص ووضوح، وباهتمام كبير، بما يتلاءم مع سنّ الطفل ودرجة نضجه وتفكيره. عليها أن تشجعه وتقوده، لا أن تكتفي بإصدار الأوامر، وأن تطرح عليه الأسئلة وتناقشه في كل ما يتعلق به، عندما يصبح قادراً على التعبير عن نفسه، بدلاً من إجباره على الالتزام بما تمليه عليه. إنّ الطريق إلى تطوير القيم ليس ممهداً وخالياً من الصعاب، فهو يتطلب مرونة مبنية على أسس ثابتة.. ومع أنّ الطفل يختار قيمه ومبادئه بنفسه، لكن يعتمد على الأُم لتمنحه الأساس عبر أفكارها، والأهم أعمالها وأفعالها.
* متعة الحياة: لا يحتاج الطفل إلى تعليم ليكون مرحاً، وخاصة في حضور الطفل، كلّما كان أكبر سعادة وإقبالاً على الحياة. وغالباً ما يعبر عن حماسه وحيويته من خلال كونه متنبهاً وفضولياً، وراغباً في اكتشاف أماكن وأشياء جديدة، ومتشوقاً إلى فهم العالم من حوله والاندماج مع أشخاص، ومفاهيم، ومدارك جديدة. على الأُم أن تتذكر دائماً، أنّ الأطفال يختلفون بإختلاف طباعهم: بعضهم مفعم بالنشاط والحيوية، والبعض الآخر صعب المراس، بعضهم يحب الضحك واللعب، والبعض الآخر جدي وهادئ، كما أنّ هناك أطفالاً متقلبي المواج، وأن كل طفل يعبر عن فرحته بطريقته الخاصة، عليها أن تكتشف هذه الطريقة.
* الصحة: تعتمد صحة الطفل بشكل أساسي، على الاهتمام الذي توليه الأُم له خلال السنوات الأولى من عمره. وذلك بعرضه على الطبيب بانتظام، خاصة في الأشهر الأولى، وحمايته من الخطر وإبعاده عن كلُّ ما يمكن أن يتسبب في أذيته، وبتقديم طعام صحي له، وتشجيعه على اللعب وممارسة الرياضة عندما يصبح ما بين سنّ الثانية والثالثة.
* محيط آمن: على الأُم أن توفر الأمان والراحة لطفلها في المنزل، وهذا يعني ألا تهتم فقط بأن يكون المنزل دافئاً ومليئاً بالألعاب، بل أن يكون آمناً من الناحية العاطفية، والأهم أن يكون محصناً بأكبر قدر من التماسك والحب، وأقل قدر من الضغط والإنفعال. إذ إنّ الطفل يتأثر جدّاً بالمشاكل العائلية التي تقع بين أفراد العائلة، وقد تسبب له الاضطراب والخوف. لذا، من المهم حلّ المشاكل، حتى الصغيرة منها، مباشرة وبأسرع وقت ممكن، وذلك بالتعاون معاً على حلها. إذا كانت العائلة سعيدة، فهذا يوفر بيئة صحية للطفل، ويعزز تطوّره، ويساعده على تحقيق كل آماله وتوقعاته. إنّ تعامل الأهل بشكل فعال مع النزاعات والخلافات، يزيد من قدرة الطفل على حل خلافاته في المستقبل، بالطريقة نفسها.
* المهارات والقدرات: يمضي الطفل معظم أوقاته، خلال فترة نموه، وهو يطوّر ويحسن مهارات وقدرات مختلفة في كل مجالات الحياة. وعلى الأُم مساعدته على تحقيق ذلك من خلال تشجيعه وتزويده بالآلية اللازمة والتعليمات التي يحتاج إليها، مثل الكتب والمجلات، وفريق ليلعب معه. ولكن إحدى أهم أدوات التعليم هي الأمان، حيث يتعلّم الطفل بشكل أفضل عندما يكون آمناً، وواثقاً بنفسه، ومحبوباً، وعندما تقدم له معلومة بأسلوب يمكنه من التجاوب معها بشكل إيجابي. وأفضل وسيلة لتقديم المعلومات هي اللعب. فالأطفال يتعلّمون الكثير جدّاً من خلال اللعب، خاصة مع الأهل والرفاق الجيِّدين. وهناك معلومات يستطيع الطفل تعلمها من خلال الخبرة الفعلية، وذلك بتعريضه لأماكن جديدة وأشخاص جدد، وأنشطة وخبرات جديدة. كما يمكن اكتساب معلومات جديدة من الحكايات، الكتب والمجلات المصورة؟ ومن خلال المراقبة، مراقبة الأُم أحياناً، أو أطفال آخرين، أو أشخاص كبار أحياناً أخرى.

كيف تنظّمين وقت طفلك الصائم؟

تواجه غالبية الأُمّهات صعوبةً في تنظيم أوقات أطفالهنّ خلال شهر رمضان، خصوصاً خلال الأيام الأولى منه، لنلحظ أنّهم يعانون من اضطرابات النوم ناتجة عن التأخّر في النوم والإستيقاظ ممّا يترتّب عنه شعور الطفل بالكسل وتعكّر في المزاج وألم في الجسم طوال النهار. ولتفادي هذه المشكلة، تتحدّث الإستشارية الدكتورة عفاف أحمد زقزوق عن أفضل الطرق لإدارة وقت الطفل الصائم في شهر رمضان واستغلاله بشكل إيجابي.
ممّا لاشكّ فيه أنّ نظام نوم الأطفال يتغيّر بشكل كبير خلال شهر رمضان، إذ يسبّب السهر والتأخّر في النوم للساعات الأولى من الفجر إلى حدوث خلل في الساعة البيولوجية لجسم الطفل، فيزيد إفراز الجسم لهرمون "الميلاتونين" والمعروف بـ"هرمون النوم" الذي يسبّب النعاس في الفترة الممتدّة ما بين العاشرة والحادية عشر مساء. وهو يستمرّ في الإرتفاع حتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالي، ليبدأ في الإنخفاض من جديد. ويسبّب هذا الخلل اضطرابات عديدة للطفل، أبرزها الصداع وتعكّر في المزاج والإحساس الشديد بالنعاس والكسل وقلّة النشاط، مع حدوث اضطرابات في الجهاز الهضمي ونقص في الشهية. لذا، تنصح الأُمّهات بتطبيق برنامج إدارة الوقت مع أطفالهنّ خلال شهر رمضان، والذي يعتمد على تقسيم وقت الطفل ما بين الأعمال الثابتة اليومية (الإستيقاظ في موعد ثابت يومياً، ثمّ القيام بأداء الفروض والعبادات اليومية والمشاركة في الأعمال المنزلية كترتيب غرفة نومه ومساعدة أفراد أسرته) وبين الأعمال المتغيّرة التي تعتمد على تعدّد الأنشطة المفيدة والمتنوّعة والتي تحفّز روحاً من الحماس على إنجازها وتدوينها في دفتر متابعة يومي.
- أنشطة منوّعة:
تعرض الدكتورة زقزوق نماذج مختلفة لأنشطة علمية ومهارية مناسبة للطفل الصائم، تمّ تقسيمها إلى قسمين، هما: أنشطة تأهيل الطفل وأنشطة الطفل الصائم خلال الشهر، وتهدف إلى تحضير الطفل نفسياً للصيام وما يتوجّب عليه من حسن الخلق وأداء العبادات والفروض أثناء الشهر، مع ترسيخ القيم المعنوية والإستمرار عليها، وتخصيص مساحة حرة من الوقت للطفل يفضّل أن تكون بعد الإفطار لمدّة نصف ساعة، حيث يقوم فيها بممارسة أي نشاط محبّب لديه كمشاهدة برنامجه المفضّل أو ممارسة الألعاب الإلكترونية كمكافأة معنوية على إنجازاته اليومية والتزامه بأداء أنشطته المحدّدة خلال فترة الصيام.
1- أنشطة تأهيل الطفل: تهدف إلى تهيئة الطفل نفسياً على تقبّل بعض التغييرات الجذرية في نظامه اليومي بقدوم شهر رمضان، كحدوث اضطرابات في موعد نومه واستيقاظه والإمتناع عن الطعام والشرب خلال ساعات النهار، فضلاً عن الإرتقاء بالطفل من الناحية السلوكية كتحلّيه بالصبر والتسامح والتكافل والتعاون، وهي عبارة عن مجموعة من الأعمال الفنية التي تحبّب الطفل في قدوم الشهر، ومن بينها: مشاركته مع أفراد أسرته في تزيين فانوس خاص برمضان أو تزيين المنزل أو تصميم عمل فني من صنع يده كتصميم إمساكيات رمضانية محتوية على مواعيد الصلاة المختلفة ومساعدت في توزيعها على أقرانه، والحرص على تشجيع الطفل والثناء عليه أمام أفراد أسرته. ولتحقيق أفضل النتائج، يفضّل تقسيم الأطفال إلى مجموعات عمل مع توفير الخامات اللازمة للأعمال الفنية وتخصيص جوائز تحفيزية، وذلك بهدف تعزيز روح التعاون بين أطفال المجموعة الواحدة وإنتاج روح التنافس بين المجموعات الأخرى.
2- أنشطة الطفل الصائم: تهدف إلى تنظيم وقت الطفل الصائم وتوزيعه ما بين اللعب والنوم وأداء الفروض اليومية والمشاركة في الأعمال المنزلية والعمل على الإستفادة من ساعات الصيام بعيداً عن التلفاز، وذلك بتطبيق أنشطة يومية منوّعة والتخطيط لمسابقات تحتوى على معلومات دينية ورياضية وثقافية تثري فكره وروحه وتنمّي لديه حبّ لمعرفة، مع ربطها بجوائز مادية ومكافآت معنوية كعبارات الشكر والثناء عليه أمام أفراد أسرته وأصدقائه.
وتتعدّد الأنشطة المفيدة والمنوّعة التي تهدف إلى مساعدة الطفل الصائم على عدم التفكير في طلب الطعام والشراب وقضاء ساعات الصيام، أبرزها: إعداد مجلّة رمضانية بمشاركة مجموعة من أصدقائه، إعداد مسابقات شفهية أو مطبوعة، تصميم أعمال فنية مرتبطة بشهر رمضان وقرب موعد العيد أو تصميم بطاقة معايدة للعيد وتوزيعها على أصدقائه من الأطفال، مع أهمية توفير الخامات المختلفة واللازمة للقيام بتلك الأعمال الفنية. ومن الضروري تخصيص وقت لأداء الطفل لعبادته وفروضه اليومية، مع متابعة الأنشطة وتدوينها في كرّاسة متابعة خاصة بشهر رمضان.
- نصائح سلوكية:
* شاركي طفلك في تدوين أعماله اليومية والأسبوعية المطلوبة منه في لائحة شاملة تتناسب مع طاقته وقدراته.
* نظّمي مواعيد نوم طفلك في رمضان وألزميه على النوم في الموعد اليومي المحدّد، على أن يستيقظ لتناول وجبة السحور مع الأسرة، ثمّ يستأنف نومه مرّة أخرى.
* إبتكري لطفلك لوحة شرف تشجيعية تسجّل فيها أعماله المنجزة على مدار اليوم.
* حدّدي فترة مشاهدة التلفاز، ولتكن من بعد الإفطار وحتى قبل آذان العشاء بقليل، مع انتقاء البرامج الهادفة للمشاهدة.
* جنّبي طفلك الوجبات الدسمة في الأيّام الأولى من بدء تغيير نظام النوم، حتى تتوافق ساعة جسمه الحيوية مع التوقيت الجديد.
* شاركي ظفلك رياضته المفضّلة، وشجّعيه على الإستمرار في ممارستها، وذلك لتحسين أداء دورته الدموية أثناء الصيام.

هل تعودين صغارك على الصوم؟

كثيراً ما يستهزء الناس من الأم التي تساعد أطفالها على الصوم منذ السنة السادسة لعمرهم، فيواجهونها باللوم وتقليب الشفاه أو التأوه على نفسية المسكين من التعقد، أو أنهم يتهمونها بالرجعية والتخلف والقسوة.. وغيرها من الاتهامات.
ولكن، دعيني عزيزتي الأم أشد على راحتيك موافقة على طريقتك الصحيحة هذه.. فهي إلى جانب. أنها طريقة علمية مؤكدة، فأنتِ بلا شك قد قرأت ايضاً الحديث الذي يقول: "النقش في الصغر كالنقش على الحجر" وذلك تعبيراً عن بقاء الشيء ودوامه أليس كذلك؟
نعم، قد نكون ضد الأم العنيفة التي تقسو على طفلها ذي الستة أعوام طوال النهار دون ان تسمح له بتذوق شربة ماء، ولكن هنا نطرح سؤال لا بد منه: عندما توجهي طفلك لقول الصدق أو عدم الخروج من المنزل لساعات متأخرة أو إلقاء التحية وغيرها من الأخلاقيات الكثيرة، أليس لكي يتعود عليها؟
عزيزتي الأم- دعيني اتحدث معك عن قرب أكثر ومن منطلق الآية الكريمة التي تقول: "يا أيها الناس قوا أنفسكم وأهليكم ناراً".. فإن قضية الصوم قضية سهلة وبسيطة ولكنها بحاجة إلى شحنات أكبر من صبرك وحنانك.. فلو بدأت مع أطفالك منذ الصغر لأزلت عن كاهلك همَّ المعاناة والمكابدة في تعليمهم حينما يبلغون السن الشرعي حيث يكونون مكلفين شرعاً بالصوم (الفتاة 9 سنوات والفتى 15 سنة) وقد تحتاجين حينها- ان تستخدمي معهم العنف والضرب.. واعلمي ان عناد الطفل اقل بكثير من عناد البالغ، من حيث أنه يكون في تناول يدك تستَطيعين تحريكه كيفما شئت..
فكم هو قائم ذلك البيت الذي يقل فيه أعداد الصائمين، وكم هو منشرح لو ضم عائلة بكاملها تتسابق على الصيام، حتى الطفل ذي الاربعة أعوام سيجد في نفسه حماساً لتقليد أهله الصائمين..
عزيزتي الأم ماذا لو بدأت معه هكذا، وعلى هذا المنوال
* ابتعدي عن أسلوب الأمر والفظ.. كوني صديقته وحببي اليه الصوم بعباراتك اللطيفة وكلامك الحاني معه كـ "هل تريد ان تجرب كيف تصوم أمك؟" أو لمدة ساعتين سأخرج معك إلى حديقة الحيوان وما اشبه..
* حذاري من أن تتبرمي من الصوم امام صغارك فكثير من الامهات وحتى الآباء نراهم يتأففون من الشهر الكريم واذا ما صاموا ساءت اخلاقهم وضعف صبرهم ووهنت قوتهم وكأن إرادتهم مركونة في احد الزوايا النفسية معطلة المفعول.. لا بأس هنا أن تركني الى النوم كلما شعرت بضعف جسمي أو حتى وهن في الأعصاب فـ "نومكم فيه عبادة" كما يقول الرسول الاكرم صلى الله عليه وسلم..
* لا تنسي ان طفلك صغير ودون العمر الشرعي، لذلك عليك بمراقبة مدى تحمله، لئلا يواصل صومه طمعاً فيما وعدتيه أو خوفاً أو حتى خجلاً منك حيث أنه يريد إثبات قوته ورجولته أمام أفراد العائلة. وقد يكون ممن يهوى المديح والإطراء..
* ماذا لو تكتبي خطبة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بمناسبة شهر رمضان الكريم، بخط واضح وجميل وملون أيضاً، وعلقيها على أحد جدران المنزل.. ما رأيك في المطبخ؟ الا تجديه مكاناً مناسباً؟ حيث تغدين وتروحين فيه صباحاً ومساءً مترنمة بحفظ كلماته ووصاياه صلى الله عليه وسلم.. وماذا لو ترفعين من صوتك لكي يتسنى لصغارك التقاطه وحفظه معك.. كم هي نصائح قيمة.. وما اسعد الأم التي تلقن أطفالها ذلك القاموس الأخلاقي المتحضر..
* أثيري فيهم حب المنافسة والتسابق.. فاذا كان لجارتك أطفال مثلك، وتوافقك في الرأي، اتفقي معها ان يصوم صغارها أيضاً وتناوبي وإياها على طعام الإفطار.. لا تنسي ان تستفسري خلال المائدة عن: كم ساعة صام الأطفال وكم من مرة أكل وشرب وما أشبه.
* لن تكوني بحاجة إلى استخدام الضرب لو أنك تساعدين طفلك- وبكل ما استطعت من وسيلة- على الصوم ولو 4 ساعات في كل يوم من أيام شهر رمضان المبارك.. وحينما يبلغ السن الشرعي سيجد نفسه متعوداً على الصوم يؤديه عن رغبة وشوق..

عوامل تحدد القدرات العقلية لطفلك!

كثيرا عندما نتأمل أو يتأمل الآخرون ملامح أطفالنا؛ يؤكدون أنهم تماما قطعة من أبيه أو عمه أو خاله أو حتى جده الذي مات منذ زمن بعيد قبل أن يولد طفلنا.
فالطفل يرث ملامح أهله وأقرب الأهل هم الأب والأم. وقد يمتد الأمر ليري البعض أن الطفل يرث أيضا السلوكيات والتكوين النفسي. فنراهم يقولون أن عائلة فلان: طبعها حامي، أو عائلة عصبية، أو أنهم يثارون سريعا، بينما عائلة أخري مثقفة أو هادئة الطباع، وكأن كل أفراد هذه العائلات قد توارثوا صفات العصبية أو الهدوء أو اتساع الثقافة.
وكان العلماء منذ فترة قد أشاروا إلي أن الإنسان لا يرث فقط التكوين والملامح والشكل من آباءه وأجداده، وإنما يرث أيضا المعرفة والقدرات وكل ما تعلمه الإنسان خلال التاريخ البشرى.
معنى ذلك ببساطة شديدة أن ابنك أو حفيدك لا يرث فقط ملامح أسرته، ولكنه يرث القدرات والمهارات وكل ما تعلمه البشر على مر العصور!
ومن الحقائق العلمية المسلم بها والتي يعرفها كل الأطفال في المدارس أن الخصائص العامة للأجناس تتكرر مرة بعد أخرى، ومن جيل إلى جيل من خلال خلايا لها تكوين معقد لا ترى إلا "بالميكروسكوب"وتتحدد الصفات في"كروموزومات" داخل النواة يطلق عليها حاملات الصفات الوراثية.
ولكن هل الذكاء يرتبط بالصفات الوراثية والجينات؟ أم أنه مهارات عقلية مكتسبة تتكون من الخبرات وتراكمات المعرفة والحياة وتساعد البيئة في تنميته. وإذا كان الذكاء بالوراثة؛ فهل الحديث عن أن هناك جينات للغباء يمكن تغيير صفاتها الوراثية لتتحول لجينات ذكاء حقيقة أم مجرد خيالات وأحلام تراود من يعاني أطفالهم من الإعاقات العقلية.
د.ناصر كمال المغربي " استشاري الطب النفسي قال:"إن الذكاء يرتبط بالفص الأمامي للمخ، وهذا الفص هو المسؤول عن إدارة الشعور بالإجهاد والضغط وارتفاع مستوى التركيز أو انخفاضه. أما الفص الأيسر فهو المسؤول عن قرارات وقدرات الإنسان الحركية إضافة إلى وظائف أخرى ليس من بينها الذكاء.
وقشرة الدماغ هي المسؤولة عن بناء الدماغ، وتنقسم إلى أكثر من 50 منطقة، كل منطقة منها مسؤولة عن وظيفة محددة، فهناك المنطقة التي تدير اللغة وأخري تدير الحركة، والمنطقة التي تدير الذاكرة والمنطقة التي تدير التفكير.
وأشار د. ناصر إلي أن الذي الجينات التي يتوارثها الإنسان والموجودة في النصف الأول من الدماغ تؤثر في ارتقاء درجة الذكاء بنسبة معينة، وتكتمل النسبة من خلال التعلم والحصول على التجارب.
فالوراثة ليست هي العامل الوحيد الذي يحدد مستوى ارتقاء الذكاء الإنساني؛ ولذا فإن الحديث عن استخدام الهندسة الوراثية لعزل الجين المسؤول عن الغباء هو كلام مغلوط؛ لأن الغباء هو مزيج من السلوك الشخصي والحركة ودرجة استخدام الذكاء.
وإذا كان الذكاء يخضع لجزاء بيولوجي، فإن أغلبه اجتماعي بيئي، فالأطفال الأذكياء الذين يتربون في بيئة فقيرة ذهنيا وتعليما واجتماعيا وماديا تموت لديهم الحواس، فلاهم يرون ولا يشاهدون برامج راقية، ويتعاملون مع قدر غير قليل من العنف اللفظي والجسدي والمعنوي يحط من ذكائهم ومن شخصيتهم.
وأكد د.ناصر أن هناك برامج للذكاء والتي تقدمها المراكز النفسية، وهي تعنى ببساطة مجموعة من التمرينات الذهنية المتدرجة تدريب الذهن لاستخدام أقصى طاقاته العقلية في توازن جميل، مع رفع كفاءة الذكاء.
وهناك طرق كثيرة لتنمية الذكاء تختلف تبعا للمرحلة التي يمر بها الطفل، فنجد هناك طرق متنوعة منها اللعب؛ لأنه يتيح للطفل ممارسه ما يتعلمه من البيئة التي تحيط به، هذا إلى جانب تطوير هذه المعارف والإضافة إليها، وهناك أنواع كثيرة من اللعب، منها: البدني، ومنها اللغوي، ومنها الخيالي، ولكن اللعب التخيلي له أثر كبير على تنمية الذكاء لذا يجب تشجيعه.
كما أن التربية البدنية والنشاطات المدرسية له فوائد وأهميه كبيرة بالنسبة للطفل؛ لذلك علينا أن نتيح الفرصة للطفل كل أنواع اللعب وألعاب الفك والتركيب التي تساعده علي أن يبتكر أشكالا جديدة.
كما أن القصص تعطى فرصة كبيرة لينمى الطفل قدراته وذكاءه اللغوي، حيث يكتسب الكثير من المفردات ويتعلم طرق جديدة للتعبير، سواء الشفوي أو الحركي، كما أن القصص تعطيه فرصه ليتعلم التسلسل المعرفي للأحداث والسبب والنتيجة.
وإشراك الطفل في المحاورات يعطه الفرصة ليمارس اللغة، ويكتسب المزيد منها، بجانب أنها تمنحه الثقة بالنفس والتعبير عنها في مواجهة الآخرين، وعلينا أن نعطى الطفل كل الفرص التي يمكن من خلالها أن يتعلم الكثير عن بيئته و ينمى ذكائه، وعلى الأم أن تجيب على أسئلة طفلها حتى لو كانت حرجة؛ حتى لا تعيق تنمية الذكاء عنده، وعليها أن تعطيه الوقت الكافي للاستكشاف وألا تدعه يجلس طويلا أمام التلفاز.
ويضيف د. ناصر أن البيئة تلعب دورا كبيرا في تشكيل سلوك الفرد وطرق تفكيره وتكوين شخصيته؛ لأن البيئة تؤثر على الطفل منذ اللحظة الأولى من إخصاب البويضة ووصولها إلى جنين، ثم خروجه إلى الحياة وما بعدها ونشأته، فهي كل ما يحيط بالطفل من عوامل اجتماعية ومادية وثقافية، فثقافة الوالدين والحياة الأسرية المستقرة والوضع الاقتصادي والتوجيه النفسي والحياة الاجتماعية العامة والتعاليم الدينية والقيم والعادات والأعراف لها تأثير كبير على تكوين وتشكيل شخصية الطفل والتي تظهر من خلال سلوكياته في التعامل مع الآخرين.
وتؤكد د. صفاء عبد القادر " أستاذ الطب النفسي والعصبي" أنه لا يكاد طفل يخلو من لمسة ذكاء قد تتكاثر بفعل التأثير الأسرى والمدرسي والبيئي، وقد تتبخر مع أسس التشتت والتهديد والقسوة في غير محلها، ولاشك أن الجينات تلعب دورا أساسيا في كل شيء، حتى في السلوك والاستعداد والقدرات العقلية.
وتوضح د صفاء أن وراثة الذكاء أو الغباء ترجع إلى ما قبل الولادة، حيث يوجد أسباب كثيرة تؤدى إلى التخلف العقلي للطفل ومنها ما تتعرض له الأم الحامل من نقص التغذية الشديد، مما قد يصيب الجنين بأضرار شديدة؛ فنقص اليود في غذاء الأم قد يؤدى إلى إصابة الجنين بالتخلف العقلي من نوع الكريتيزم.
كما أن الإصابة بالفيروسات المعدية وخاصة الحصبة الألمانية في الثلاثة شهور الأولى قد يؤدى إلى الصمم.
وتؤدي إصابة العين بالمياه البيضاء وتعاطى بعض المواد الكيميائية أثناء الحمل أو تعاطي جرعات كبيرة من الأنسولين إلى نقص شديد في السكر مما قد يصيب الجنين بالتخلف العقلي.
وتعرض الأم الحامل لمصادر الإشعاع يؤدى إلى إصابة الجنين بالإعاقة العقلية، أو بأمراض أخرى.
وتلوث الهواء والماء من العوامل التي تؤثر على نمو الجهاز العصبي المركزي لدى الجنين.
وكذلك فمن المراحل التي تحتاج لحرص وتؤثر الأخطاء بها علي القدرات العقلية للطفل مرحلة الولادة " فالولادة العسرة " التي قد تؤدى إلى الاختناق، وإصابة المخ تسبب الإعاقة العقلية كما قد تؤدى إلى الصرع.
ونقص الأوكسجين أثناء عملية الولادة قد تؤدى إلى موت الجنين أو إصابته بإحدى الإعاقات في حالة إصابة القشرة الدماغية للجنين.
وحول سبل تنمية الذكاء لدي الأطفال تري د. صفاء أن الطفل منذ ولادته يجب والتركيز على الرضاعة الطبيعية، حيث يعتبر لبن الأم عنصرا أساسيا لتغذية الدماغ، كما أنه يضاعف من نسبه الذكاء لدى الأطفال، وقد ثبت أن الأطفال الذين أتيحت لهم فرصه الرضاعة الطبيعية يكونوا قادرين على تطوير قدراتهم الطبيعية بشكل أكبر من غيرهم.
وتضيف د.صفاء أنه لابد من مقاطعه الوجبات الجاهزة تماما، خاصة الغنية بالدهون والسكر، والتركيز على تناول الطفل للأطعمة الصحية الغنية بالفيتامينات والمعادن القادرة على تعزيز النمو العقلي والحركي لدى الأطفال خاصة في المراحل الأولى من حياتهم؛ لأن افتقار الأطفال للغذاء الصحيح يضعف مناعتهم ويقلل من قدراتهم على مقاومة الأمراض.
والأطفال الذين يمارسون ألعاب الفيديو تساعدهم في تنمية مهارات التفكير والإبداع، وتشجعهم على العمل الجماعي.
وممارسة الطفل للأنشطة الرياضية في إطار منظم يعزز ثقتهم بأنفسهم وينمى فيهم روح القيادة وحب العمل الجماعي.
وأشارت د.صفاء أن تنمية الذكاء تتوقف علي حصول الطفل على العطاء المفيد، وفق قواعد وأصول تعود الطفل على التركيز والعمل النافع بضوابط عقلانية تفيد العقل كما أن الطفل يحتاج إلى أسرة خلاقة ومتفهمة مثقفة ومتعلمة ويحتاج أيضا إلى مدرسة تستطيع تكوين أجيال متفتحة العقول وطليقة الفكر.
ويحتاج الطفل معلما محبا لمهنته وعمله، ويحتاج لمجتمع مدرك لمعاني الإنسانية البحتة، من حيث قيم الجرأة بالرأي والنقاش الحر. والمطلوب في هذا العصر هم المبتكرون والمكتشفون وأناس لديهم القدرة على التخيل وسرعة البديهة.

طرق المحافظة على صحة طفلك في رمضان!!

حفاظاً على صحة طفلك في رمضان ، ينصحك الخبراء بالابتعاد عن السكريات والطعام المليء بالدهون،ويشير الخبراء إلى أن التركيز على السوائل أكثر منه على الطعام ، لأن فقدان السوائل له تأثير أكبر على جسم الصغير ، فيما يتناول ما يحتاجه من عناصر غذائية كالبروتينات والفيتامينات بكميات طبيعية خلال 3 وجبات: «الإفطار والسحور ووجبة خفيفة فيما بينهما».
ويجب عدم تقديم أطباق كثيرة للطفل على مائدة الإفطار حتى لا يصاب بالتخمة وينتابه شعور بالكسل ، وأن تحتوي وجبة إفطاره على نسبة عالية من الكربوهيدرات لتزوده بالطاقة لكي تساعده على التحصيل الدراسي، والبروتينات أيضاً لأنها مهمة لبناء العضلات وتقيه من الإصابة بوهن العضلات بعد طول فترة الصيام ويمكنك عزيزتي تقديم الحلويات لطفلك بعد 4 ساعات من تناول وجبة الإفطار، ويحبذ وضع المكسرات لأنها تحتوي على نسبة عالية من البروتينات والأملاح والفيتامينات ، أما وجبة السحور فهي مهمة ويجب أن تحتوى على البيض والفول والسلطة الخضراء، بالإضافة إلى معلقتي عسل.

علموا أطفالكم فن الحديث اللائق

يعتمد تطوّر اللغة لدى الطفل وأسلوبه في التحدّث، بشكل أساسي، على فرص التقليد المتاحة أمامه، فاللغة مهارة معقّدة يصعب على الطفل إتقانها بدون مساعدة والديه والمحيطين به، وذلك منذ الأيّام الأولى من حياته، إذ يمكن أن تؤثّر البيئة إيجاباً أو سلباً في تطوّر هذه الملَكة لديه. إختصاصية التخاطب وصعوبات التعلّم في "معهد التربية المتكاملة" إبتسام حسن تتحدّث عن أسرار تعلّم اللغة ولباقتها عند الطفل:
يشكّل الربط بين ذكاء الطفل وقدرته المبكرة على الكلام معتقداً خاطئاً، وفي هذا الإطار يخطئ الآباء حين يدفعون أطفالهم على الكلام بسرعة وبشكل مبكر، فإلزام الطفل على التحدّث كالكبار يؤثّر عليه سلباً ويشعره بأنّه ملزم بالتكلّم والتعبير عمّا في نفسه، ما يؤدّي إلى إصابته بعائق لفظي!
ولكن، بالطبع، يمكن تدريب الطفل على التحدّث بطلاقة، وهذه الأخيرة ميزة تراكمية لا يمكن بلوغها بدون إدراك الوالدين لمتطلّبات مراحل تعلّم اللغة التي يمرّ فيها، وذلك وفق الشكل التالي:
- في العام الأوّل:
رغم أن نطق الطفل خلال الأشهر الستة الأولى من سنّه يقتصر على إخراج أصوات لا معنى لها تسمى "المناغاة"، إلا أنّه يكون خلال هذه الفترة في أوج تجاربه الكلامية. وعندما يبلغ الشهر التاسع، يبدا في التعبير عمّا يريده من خلال نطق بعض الأصوات التي تفتقر إلى الوضوح. وفي سنّ العام، يتمكّن 50% من الأطفال من نطق كلمتي "ماما" و"بابا"، ممّا يشكّل بدايات تكوين اللغة. وفي هذا الإطار، من المفيد في هذه السن ترديد أصوات الغناء الهادئة على مسامع الطفل لكي ينام، على أن يكون الصوت رقيقاً ينضح بالحنان، علماً أنّ غالبية الأوقات المؤثّرة في تعريف الطفل بالكلام تكمن حين تحتضنه الأُم بين ذراعيها.
- من سنّ عام إلى عامين:
من الشهر الثاني عشر وحتى الثامن عشر، يلتقط الطفل المفردات اللغوية التي تتردّد أمامه، بحيث يمكن أن يكتسب كلمتين في اليوم. وبعد الشهر الثامن عشر، يرتفع هذا المعدّل إلى كلمات تسع في اليوم، ممّا يرفع حصيلة مفرداته إلى خمسين كلمة، وقد يبدأ في ربط كلمتين معاً، مثل: "صباح الخير". وعندما يتمّ العامين من عمره قد يربط ثلاث كلمات ببعضها. وفي هذا الإطار، ينصح أن تقرئي الكتب المناسبة لعمره بصوتٍ مرتفع، فالقصص والأناشيد تمثّل متعةً فائقةً للأطفال في هذه المرحلة العمرية. وإذا كانت حصيلته اللغوية عند نهاية هذه المرحلة لم تتجاوز بضع كلمات، ينبغي استشارة الطبيب، إذ يمكن أن تسبّب له الإصابة بالتهابات الأذن المتكرّرة عدم وضوح الحديث الذي يسمعه، فتخفّ قدرته على إستقبال الألفاظ، وبالتالي إصدارها.
- من سنّ ثلاثة إلى خمس أعوام:
في سنّ الثالثة والنصف، سيكون طفلك قد تمكّن من كلّ القواعد اللغوية التي يحتاجها لكي يخبرك عن موضوع كامل. ولكن، لا تتنزعجي إذا نطق بعض الكلمات بطريقة طفولية، فبعض الحروف كـ"الشين" و"الزين" صعبة عليه ولا يتقن لفظها قبل الثامنة من عمره.
واحذري من الإلحاح في تصحيح ألفاظ الطفل، حتى لا يميل إلى قلّة الحديث خوفاً من نقدك له، مع الإشارة إلى أنّ الأطفال عموماً في هذه المرحلة العمرية لديهم ميل لمعرفة التفاصيل. ولتنمية هذه القدرة، لابدّ أن نكفّ عن الإجابات المقتضبة، مثل: "سنذهب إلى المنتزه"، بل تحدّثي عن المكان الذي ستذهبان إليه وعن الأحوال الجوية وأعدّي "سيناريو" عمّا سيحدث هناك. ولتوسيع خيال طفلك وقدرته على التعبير عن أفكاره، علّميه كيف يحكي قصّة يستخدم فيها التشبيه بتجربته الشخصية.
- من سنّ ستّة أعوام فما فوق:
في الصفّ الأوّل الدراسي، سيتمكّن من الحديث بجمل طويلة ومركّبة ويسترسل في حوار طويل معك أو مع أصدقائه، علماً أنّه في هذه السنّ يعرف رواية النكات والفوازير، فاطلبي منه إلقاء بعضها عليك أو على الآخرين حتى لا تكون لديه رهبة في التحدّث.
وتذكّري أنّ القراءة ما تزال صعبة على معظم الأطفال خصوصاً في الصفوف الأولى، لذا استمرّي في القراءة له حتى تير سهلة وسلسة. ومن الممكن الإستعانة بالمجلات الكوميدية التي تعتمد على الرسوم، فهي تساعد طفلك اكتساب روح المرح والدعابة أثناء تعلّم مهارات اللغة.
- خطوات مفيدة:
تساعد هذه الخطوات على تحسين قدرات النطق والكلام والتحدّث اللبق لدى الطفل، أبرزها:
* كوني حازمة، فقد يلتقط طفلك بعض الألفاظ غير اللائقة فلا تدعيه يردّدها وأخبريه أنّها تؤذي الشعور وتدلّ على قلّة تهذيب صاحبها. وإذا أصرّ على ترديد ألفاظه المرفوضة، إسحبي منه بعض الإمتيازات كالمصروف الإضافي إلى أن يتمكّن من تهذيب كلامه.
* كوني قدوة أمام طفلك، فإن أردتِ أن يقول مفردات تحبّين سماعها منه، إبدئي أنت بترديدها أوّلاً.
* لا تدعي طفلك يشاهد برامج تلفزيونية تتردّد خلالها ألفاظ غير مقبولة.
* إقرئي مع طفلك الكتب المناسبة لعمره، ولا تظنّي أنّ القراءة التي يقوم بها كجزء من واجباته المدرسية كافية، إذ ثبت أنّ هناك علاقة مباشرة بين نموّ مهارة القراءة والنمو المتزايد في مهارة التحدّث.
* إبتعدي عن النقد أو التهديد أو نعت الطفل بصفات سلبية ومقارنته مع أقرانه، وابحثي عن أسباب تعثّره وعالجيها بهدوء وبدون انفعال أو عصبية، وجرّبي معه أسلوب التشجيع والتحفيز بصورة مستمرّة.
* إعلمي أنّ مشكلة عدم تحدّث الطفل بطلاقة يحكمها العامل الوراثي، وقد يتأخّر طفلك في النطق إلى سنّ السابعة.
* علّمي طفلك على الإعتماد على ذاته عبر أداء بعض الأنشطة اليومية، فإحساسه أنّه يستطيع أن يفعل أشياء بمفرده يعزّز ثقته بنفسه ويوحي له أن يتحدّث بدون أي خوف ممّن حوله.
* هناك العديد من الألعاب التي ستساعد الطفل على النطق بطريقة طبيعية وبدون ضغط، كتقليد أصوات الحيوانات أو حفظ الأناشيد وإعداد مسرح للألعاب يتكلّم فيه الطفل بالنيابة عن كل لعبة. وشاركي طفلك اللعب بهذه الألعاب حتى يشعر بالدفء الأسري.
* إمنحي طفلك الفرصة للتعبير عن نفسه، وتبادلي معه أطراف الحديث لمرّات عدّة في اليوم الواحد.
* إختبري تدريبك لطفلك على اللباقة واسمحي له أن يشارك الضيوف في مجالسهم ولو لبعض الوقت واطلبي منه أن يتحدّث.

أمراض سوء التغذية عند الأطفال .. تتميز بمضاعفات بعيدة المدى

تتعدد أمراض سوء التغذية، لا بسبب نقص الغذاء، الذي يظهر في المناطق الفقيرة، وفي الأسر محدودة الدخل في كثير من بلاد العالم فحسب، بل نتيجة لعدم استهلاك بعض العناصر المهمة للجسم.
وقد يظهر هذا جليا لدى الأطفال، نتيجة لسرعة نمو الجسم، وارتفاع الحاجة إلى بعض العناصر والمعادن في هذه السن.
وقد يظهر أيضا في ظل وجود أمراض مزمنة، سواء كثرة الارتجاع، أو التقيؤ المتكرر، مما يفقد الجسم نسبة عالية من الغذاء.
كما أن الإسهال المزمن يلعب دورا في ذلك، وهو الذي تسببه الالتهابات الميكروبية والطفيليات والحساسية الغذائية، وهي أكثر الأمراض انتشارا في العالم، وعواقبها وخيمة جدا على الأطفال، الذين تقل أعمارهم عن سنة واحدة، خاصة في فصل الصيف، حيث ترتفع نسبة الإصابة بدرجة كبيرة.
مشكلات الشهية الغذائية
أن الأمراض التي تصيب الجسم، مثل الربو الشديد، وأمراض القلب، والتهابات الكلى، أو فشل الكلى، وغيرها، تؤدي إلى عاملين مهمين، الأول هو ضعف وفقدان الشهية، وعدم الرغبة في الأكل، والثاني ظهور مركبات ومواد كيميائية في الجسم بسبب الالتهابات، تثبط مركز الشهية في منطقة المخ، بآلية غير واضحة في الوقت الحاضر، وهذا يؤدي إلى نقص شديد في كمية ونوع الغذاء المستهلك.
أما العامل الثاني فيعود إلى ارتفاع معدل حرق واستهلاك السعرات الحرارية، وبعض العناصر الأساسية، ولا يتم تعويض ما تم حرقه، مما يؤدي إلى ظهور هذه المظاهر.
كثير من أطفالنا يستهلك مأكولات، يمكن القول إنها ضعيفة الفائدة الغذائية، مثل المشروبات الغازية والحلوى، إما بغفلة أو تجاهل من الأسرة لمضاعفات هذا النوع من السلوك غير الصحي، وحين تأتي فترة الأكل لإحدى الوجبات الرئيسية، يستغني الطفل عنها بما ذكرنا.
سوء التغذية
ويضيف د. الزبن أن فقر الدم، الذي ينتج من نقص كمية الحديد في الجسم، لا يكون بسبب قلة أكل اللحم والكبد والأوراق الخضراء الغنية بالحديد فقط، بل قد يعود إلى سوء اختيار الغذاء، حتى في المناطق الغنية، فمثلا استهلاك الألبان والحليب والشاي مع اللحوم، يقلل من امتصاص الحديد إلى درجة عالية. وعلى العكس، فقد يظهر لين العظام بسب عدم التعرض لأشعة الشمس.
ومن أعراض سوء التغذية الأخرى، الخمول، والقلق، والشرود الذهني، وعدم القدرة على التركيز الدراسي، على أن الأعراض قد تختلف حسب نوعية العناصر المفقودة، سواء كان عنصر الحديد الذي يسبب فقر الدم، أو الكالسيوم وفيتامين «دي»، مما يؤدي إلى لين العظام وتأخر المشي وتقوس الساقين.
وقد أظهرت الدراسات الطبية على الأطفال، أن نقص الزنك لدى الأطفال المصابين بالإسهال المزمن يؤدي إلى فقر الدم، وقصر القامة، وتأخر البلوغ. ومن أخطر مظاهر سوء التغذية نقص فيتامين «إيه». وتدل الإحصائيات العلمية على ارتفاع معدل الإصابة به في دول أفريقيا بشكل مزعج، ويؤدي ذلك إلى تهتك قرنية العين، ومن ثم العمى.
التشخيص والعلاج
إن تسجيل وزن الطفل، ومقياس الطول، وقياس محيط الرأس، أسرع وأقوى الطرق لاكتشاف وتشخيص ضعف النمو، أو سوء التغذية.
وينبغي الاستفادة من التحاليل المخبرية للتأكد من أي اشتباه، في حين أن الفحوص الإشعاعية تساعد كثيرا في تحديد أمراض العظام. وفي حالات الأمراض المزمنة، يقوم الطبيب العام بإحالة الطفل إلى الطبيب المختص.
يبدأ العلاج أولا بعلاج الأعراض والأمراض الحادة، وبعد تحديد النقص الغذائي ونوعه، يبدأ رفع القيمة الغذائية والأغذية الأساسية تدريجيا مع متابعة التحسن أولا بأول، حيث إن الأطباء واختصاصيي التغذية، يحرصون على عدم التسرع في العلاج، الذي له أيضا سلبياته الخاصــــة.
وغالبا ما يظهر التحسن بسرعة، إلا أن الطول قد يتأخر لعدة أشهر من بدء العلاج. وينبغي أيضا أن يتذكر الجميع أن سوء التغذية له مضاعفـــاته ذات المدى القريب والبعيد، وأن يتذكروا الحكمة المشهورة بأن الوقاية خير من العلاج.
معلومات مهمة حول تغذية الأطفال
أمراض سوء التغذية تكون إما بزيادة المتناول من العناصر الغذائية، أو بقلة الكميات.
- تقاس القيمة الغذائية (الغذاء الجيد) للطعام بالنوعية، وليس بالكمية فقط.
- من الضروري تناول الألياف الغذائية في الوجبات اليومية باعتدال.
- التنوع في الوجبات المتناولة خلال اليوم، يوفر التوازن الغذائي.
- الأنظمة الغذائية لتحقق الهدف دون أضرار، يجب أن تكون تحت إشراف مختص في التغذية.
- وجبة الإفطار تزود الجسم بثلث احتياجاته من العناصر الغذائية.
- عندما تقل مصادر الغذاء المتناول، والكمية التي يحتاجها الجسم، تتأثر صحة الجسم، وتقل كفاءته في الإنجاز.
- من عادات الأكل الصحية الأكل ببطء، وعلى دفعات صغيرة، لتسهل امتزاج الطعام بالعصارات المعوية وسهولة هضمه.
- قلة الحركة والتدخين من العوامل المؤثرة في كمية الكالسيوم في الجسم، وينتج عنها ضعف عام للعظام.
- بدء الوجبة بتناول مقبلات صحية يهيئ المعدة لاستقبال الطعام، بتنشيط إفراز عصائرها الهاضمة.
- حمض الفسفوريك والستريك الموجودان في المشروبات الغازية يقللان من امتصاص الكالسيوم.
- يظل لبن الأم الأفضل دائما من الأغذية الصناعية، حتى لو قلت كميات بعض المغذيات فيه، ذلك الذي يحدث في حالة سوء التغذية الشديد للأم.
- الرضاعة الطبيعية خلال الستة أشهر الأولى من عمر الطفل، يمكن أن تزود الطفل بكل الماء والمغذيات التي يحتاج إليها.
- تركيب لبن الأم يختلف تبعا لعمر الرضيع، وفي بداية الرضعة عن آخرها، وبين رضعة وأخرى.
- اللباء هو لبن الأم في الأيام القلائل الأولى بعد الولادة، ويكون غليظ القوام مائلا للصفرة، يحتوى على بروتينات أكثر مما يحتويه اللبن الناضج.
- يبدأ الفطام بإدخال التغذية التكميلية للبن الأم من الشهر السادس من عمر الطفل.

حاملات الأطفال أثناء النوم تعرضهم للاختناق

قال مسؤولو صحة أميركيون إن حاملات الأطفال التي تثبتهم أثناء النوم تعد خطيرة فهي قد تعرضهم للاختناق.
وقالت إدارة الغذاء والدواء الأميركية إن هذه الحاملات أدت إلى وفاة 12 رضيعاً خلال الأعوام الـ 13 الأخيرة، وبالتالي يجب عدم استخدامها بعد الآن.
واختنق غالبية هؤلاء الأطفال بعدما غيروا وضعية نومهم وناموا على بطونهم.
وهذه الحاملات هي إما مسطحة أو مائلة ومدعمة من الجانبين، وهو سائد بأن النوعين يساعدان على إبقاء الرضّع نائمين على ظهورهم ويخففان من تعرضهم لمتلازمة النوم المفاجئ.
لكن إدارة الغذاء والدواء لم تبرهن قط بان هذه المنتجات آمنة، ولم تشر اية دراسات علمية إلى أنها تمنع من الوفاة أو الاختناق .

نصائح عند ترك طفلك بالمنزل

تضطر الكثير من الأمهات إلى ترك أطفالهن وحدهم بالمنزل‏، لذلك على الأم الاسترشاد ببعض النصائح حتي يكون وجود طفلك في المنزل آمنا‏،‏ وتستطيعين أن تقضي الوقت خارج المنزل وأنت مطمئنة عليه‏.‏
ومن النصائح التي تقدمها د‏.‏ هدي عبد الوهاب أخصائية الأطفال، أن تتأكدي أن الطفل يعرف معلوماته الشخصية جيدا مثل عنوان البيت ورقم الهاتف المنزلي ورقم هاتفك المحمول ومكان عملك وطريقة الوصول اليك أو الاتصال بك‏.‏
ـ تأكدي أن الطفل لديه ما يشغله خلال فترة بقائه وحده في المنزل بأن يكون لديه مثلا روتين معين يتبعه حتي لا يشعر بالملل وبالتالي يقلل من تصرفه بطريقة عشوائية‏، حسب ما ورد بصحيفة "الأهرام" المصرية.
ـ يجب ان يعرف الطفل كيف يتصل بك أو أحد الأقارب أو الأصدقاء في حالة شعوره بالخوف أو عند سماعه صوتا غريبا ويفضل إعداد قائمة بالأسماء والهواتف الضرورية ووضعها في مكان قريب من الهاتف يعرفه الطفل‏.‏
ـ يجب أن يعرف الطفل كيف يغلق الباب وأي مداخل ومخارج رئيسية للمنزل خاصة أن بعض الأطفال يملكون مفاتيح المنزل ويضطرون للعودة من المدرسة أو النادي الي البيت‏..‏ علي ضرورة التنبيه علي الطفل بأن يقوم بالاتصال بك عند وصوله إلي البيت وألا يفتح الباب أو يستضيف أحدا في غيابك‏.‏
ـ تأكدي أن الطفل لن يفتح الباب لأي شخص كان‏..‏ مهما الح هذا الشخص أو بدا لطيفا ويتعلم ألا يخبره بتفاصيل أو معلومات عنه أو أهل المنزل‏.‏
ـ علمي الطفل كيف يخرج من المنزل في حالة اندلاع حريق ـ لا قدر الله ـ وكيف يستعمل صندوق الاسعافات الأولية‏.‏
ـ اطلبي من الطفل عدم استعمال أي أدوات كهربائية أو الفرن ويفضل أن تقومي بتحضير وجبات صغيرة له بحيث لا يضطر الي استخدام السكين أو تسخين شيء مثلا‏.
ـ قومي بالاتصال بالطفل كل ساعة لتطمئني عليه وتتأكدي من أنه يقوم بواجباته أو بالنشاطات المسموح له القيام بها في غيابك‏.‏
ـ اطلبي من شخص مقرب من العائلة أو جار الاطمئنان علي الطفل خلال غيابك إن أمكن وبشرط ان يكون ذلك بالتنسيق مع الطفل‏.

حتى لا يغار من المولود الجديد.. أشركي طفلك في المسئولية

غيرة الطفل من المولود الجديد أمر طبيعي لكن تستطيع الأم الذكية أن تساعد طفلها على تجاوزه بعدة طرق بأن تشركه مثلا في تحضير ملابس واحتياجات المولود القادم حتي يشعر بأنه مسئول عنه أيضا‏,‏ وإذا كان الابن الأكبر أنثي فهذا يسهل المسألة إلي حد كبير‏.
ونقلت صحيفة "الأهرام" المصرية عن د‏.‏ أميمة كامل أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية النوعية، نصيحتها للأم بأن تشتري للكبير لعبا وملابس في الوقت نفسه الذي تشتري فيه للصغير‏,‏ وأن تعبر لطفلها الأول عن حبها له‏,‏ وأن تحكي له ذكرياتها معه عندما كان مولودا في حاجة لرعاية مكثفة‏.‏
وعندما تتجه الأم للمستشفي لوضع وليدها عليها ألا تنسي طفلها أو طفلتها برغم انشغالها في متاعب الولادة والمستشفي‏,‏ فعليها أن تطمئن طفلها ومن الأفضل ألا يعرف الطفل أن والدته تضع مولودها‏.‏
وعند أول لقاء بعد الولادة يجب أن تقدم له هدية ليشعر باهتمامها‏،‏ وتأخذه في حضنها بعض الوقت قبل الصغير وفي حالة إرضاع الصغير لابد أن تعوض الكبير بحنانها حتي لا يشعر بالنقص والحرمان‏.‏
ويجب علي الأم أن تحاول قبل الولادة أن يستقل طفلها الكبير عنها عند النوم حتي لا تفصله بعد ولادة الصغير‏،‏ ويشعر بأنها فضلت شقيقه عنه‏.‏
وفي بعض الأوقات ستجد الأم محاولات من طفلها الكبير لإيذاء الصغير أو ضربه فعليها أن تتعامل مع هذا الأمر بشكل جيد فتنبه الكبير بشكل مناسب وتحاول أن تقربه من الصغير حتي يتكيف مع الوضع ويحبه‏.‏
بعد استقرار حالة الأم عليها أن تحاول التقريب بين طفليها وتشعر الكبير بأنها أنجبت شقيقه من أجله فقط وأنه المسئول عن كل شيء مرتبط بأخيه حتي تمر هذه المرحلة بسلام ويبدأ الترابط الأخوي بين الطفلين‏.

علمي طفلك أن يكون أكثر نظاما

تعاني معظم الأمهات من إهمال أطفالهن وإلقاء أغراضهم دون ترتيب، وحين تطلب الأم من طفلها أن يكون أكثر نظاما لا يرفض ولكن لا يتخذ أى خطوة إيجابية لتعديل سلوكه.. وحتى يمكنك الحصول على نتيجة إيجابية لابد أن تبدأى من سنوات الطفولة الأولى ما بين الثالثة والرابعة من عمره ساعديه على تعلم أولى خطوات النظام:
*علميه أن رص أغراضه سيوفر عليه الكثير من المجهود والوقت عند البحث عنها فى كل مكان وبالتالى سيجد وقتا أطول للعب، حسب ما ورد بصحيفة "الشروق" المصرية.
*يمكن للعب المتناثرة هنا وهناك أن تؤدى لانزلاق قدمه أو قدم أى فرد فى البيت مما يسبب الإصابة التى لا داعى لها.
*عدم رص اللعب فى مكانها قد يؤدى لتكسرها أو فقدها كما تسىء حالتها فلا يستطيع اللعب بها بعدها.
*كافئيه إذا رص حجرته ولتكن مسابقة بينه وبين أخوته أيهما سيرص حجرته وأدواته أولا.
*ابنك لا يعرف كيف يرص أدواته فساعديه فى المرات الأولى حتى يتمكن من رصها وحده بعدها.
*وفرى له علبا ملونة كبيرة أو أدراجا واسعة أو صناديق ليرص فيها لعبه بحيث يختص كل صندوق باللعب المتشابهة على أن تضعى علامة على كل علبة لتحديد محتوياتها بحيث يرص المكعبات فى صندوق واللعب الكهربائية فى صندوق آخر والمونوبولى فى الثالث وهكذا.
*لا تدعيه متكلا عليك فى كل شىء فالاستقلالية ستنمى شخصيته وعندما يأتى الأهل والأصدقاء لزيارتكم احرصى على مدحه واصطحبيهم ليشاهدوا حجرته وتنظيمها حتى يشعر بمدى فخرك بما يفعل.
*قبل الخروج للنادى أو الفسحة مرى على حجرته وشجعيه على ترتيبها حتى يمكنكم الخروج فحين يعتاد فعل ذلك فى الصغر سيحرص عليه فى الكبر.
*كونى قدوة له دائما برص حجرتك وأدواتك كل فى مكانه حتى تعتاد عيناه النظام.

الصورة وسيلة ثقافية لتعليم طفلك

يري خبراء مؤلفات الأطفال أن الصورة من اللغات الهامة التى يفهمها وتنمي مداركه ، كونها تقوم بمقام ألف كلمة‏,‏ فلغة الصور لغة مرئية يمكن خلالها تسجيل مالنا من خبرات لانستطيع التعبير عنها‏ ، لأن الكلمات المكتوبة ماهي إلا صور مرسومة‏,‏ ومن ثم فإن عملية القراءة لدي الطفل تبدأ بقراءة الصور‏.
كما أن اكتساب مهارات التعلم عن طريق القراءة البصرية من شأنه أن يسهم في تحسين القراءة اللفظية، وهو الأمر الذي أشار إليه د. ناصر فؤاد غبيش رئيس قسم تربية الطفل ـ كلية التربية ـ جامعة المنيا ‏,بحسب جريدة "الأهرام"‏ في بحثه تقويم بطاقات أنشطة الروضة في ضوء معايير الصورة، فالعلامات التي تدل علي استخدام الطفل مهارات القراءة والكتابة في مرحلة رياض الأطفال‏,‏ وفهم الفكرة الرئيسية في النصوص المختلفة التي يقرؤها أو يشاهدها تكون من خلال الصور المرئية‏,‏ فبالرغم من تنوع وسائل الثقافة والتعلم والتعليم‏,‏ إلا أنه مازال للمطبوعات المصورة مكانتها‏,‏ وبخاصة في مراحل التعليم الأولي التي تعتمد اعتمادا كبيرا علي الصور‏.‏
والطفل في سنوات دراسته الأولي يحتاج الي الصورة‏,‏ والرسم‏,‏ واللون‏,‏ ووسائل إيضاحية تسهم في اكسابه مهارات قراءة الكتب وكتاباتها‏,‏ وان الاعتماد علي قدرة المؤلف الذاتية أو خبرته أو ذوقه‏,‏ لا يشكل الطريق السليم لتحديد متطلبات الطفل من مفردات اللغة وتراكيبها‏,‏ والصورة إذا أحسن توظيفها صارت لغة متطورة وحافزا لكم ونوع الاحاسيس والمعلومات والمهارات المقدمة للطفل‏.‏
وفي مجال التربية العملية لرياض الأطفال‏,‏ لاحظ الباحثون عدم اهتمام معلمات الروضة علي تلقين الأطفال المعلومات مع الاستعانة بالصور‏,‏ وعدم اهتمامهن بتدريبهم علي فهم الصور المصاحبة للموضوعات وأن الصور الموجودة في دفاتر الأنشطة غير مناسبة من حيث الشروط اللازمة‏,‏ كما أن بعضها لايراعي الاسس العلمية لإعداد المواد التعليمية‏,‏ وهي الأسس النفسية والاجتماعية واللغوية‏,‏ والتربوية والثقافية ولم تراع حاجات الطفل الأساسية في هذه المرحلة‏,‏ وأن كتب القراءة لا تراع خصائص الطفل أو ميوله واهتماماته‏,‏ وأن بعض الكتب العربية المقدمة للطفل تأتي فيها الرسوم والصور هزيلة‏,‏ ومضجرة‏,‏ وجاء استخدامها بشكل غير صحيح‏,‏ أو بدون هدف واضح‏,‏ او يصاحبها اخطاء‏,‏ وبرغم أهمية تسمية الصور وما تعكسه من دلالة للنمو العقلي والمعرفي واللغوي‏,‏ إلا أنها لم تنل القدر الكافي من الاهتمام في البحوث والدراسات العربية‏,‏ ولذلك أوصت الدراسات بضرورة الاهتمام بالبرامج التي تساعد علي تنمية الصور الذهنية الصحيحة‏,‏ والاهتمام بخصائصها من إخراج ومؤلفات تعليمية لمساعدة الطفل علي التمييز والتعلم‏,‏ ومراعاة أن تكون الصورة جذابة‏,‏ ألوانها مثيرة للانتباه الأحمر ـ الأزرق ـ الأصفر منوعة بين الصورة المرسومة باليد‏,‏ والصورة الفوتوغرافية وان تكون مرتبطة بما يقع تحت بصر الطفل من البيئة الموجود فيها‏,‏ وأن تكون مكبرة الي حد مناسب بحيث لاترهق عينيه‏