=====================
إن الأطفال يهدفون إلى معاني معينة من أسئلتهم لا كما نراها نحن ، وهذا يتطلب منا مهارة خاصة نكتسبها من القراءة حول نفسية الأطفال وأسلوب تفكيرهم ..
؛؛مثال 1؛؛:
====
سأل طفل في الثامنة من عمره والده عن عدد الأطفال المشردين في مدينة "نيويورك" ، سُرَّ الأب بسؤال ابنه وظن أنه راغب في معرفة بعض المشاكل الاجتماعية ، وبدأ يلقي عليه محاضرة بما يعلمه عن هذه المشكلة ..
ولكن ابنه سأله مرة أخرى عن عدد الأطفال المنبوذين في ولاية "فلوريدا" ، عندئذ شعر الأب أن ابنه غير راغب في معرفة أرقام إحصائية حول هذه المشكلة ، وإنما هو خائف من إمكانية أن يكون مصيره مثل هؤلاء الأطفال ، فطمأنه قائلاً له أنه يحبه كثيراً ، لذلك لن يُصبح مثلهم ، وعندما اطمأن الطفل توقف عن التساؤل حول هذا الموضوع..
××××××××××××××
؛؛مثال 2؛؛
=====
دخل طفل في الخامسة من عمره الحضانة مع أمه ، نظر إلى رسوم الأطفال المعلقة فوق الحائط وسألها بنبرة عالية:
-من الذي رسم هذه الرسوم القبيحة؟؟
خجلت أمه من سؤاله وقالت له:
=عيب أن تصف هذه الرسوم بالقباحة وهي جميلة جداً..
لكن المدرّسة كانت حاضرة وفهمت بالضبط ماذا يعني الطفل بسؤاله ، فقالت له:
ليس من الضروري أن ترسم في الحضانة رسوماً جميلة ، باستطاعتك أن ترسم أيضاً رسوماً قبيحة إذا شعرت أنك تريد ذلك..
وارتسمت على وجه الطفل ابتسامة كبيرة ، لأنه حصل على الإجابة التي يريدها من وراء سؤاله ، فهو يريد أن يعلم: هل يُضرب الطفل الذي لا يرسم بشكل جيد؟ ، واطمأنت نفسه بعد إجابة المدرّسة..
ثم سار في أرجاء الحضانة ، وعندما رأى لعبة مكسورة سأل أمه:
-من الذي كسر هذه اللعبة؟؟ ..
أجابت الأم: لا تقل: من الذي كسر هذه اللعبة؟ فأنت لا تعرف أي طفل في هذه الحضانة كسر اللعبة ، وإنما سل عما سيحدث له لو أنه كسر لُعبة بالمصادفة في هذه الحضانة ، لذلك قالت له المدرّسة:
= الألعاب هنا للعب ، وهي معرضة أحياناً للكسر..
وبدا الارتياح واضحاً على وجه الطفل ، لأنه حصل على الإجابة التي تمنحه المعلومات الضرورية التي يريدها لتطمئن نفسه خلال الفترة التي يقضيها في الحضانة ..
ومن المؤكد أنه قال لنفسه: [تبدو هذه المرأة طيبة ، لا تزعل بسرعة وتعاقب الأطفال هنا إذا رسموا رسوماً قبيحة ، أو عندما يكسرون لعبة من الألعاب المتواجدة ، فلماذا الخوف إذن؟ ، المكان آمن بالنسبة لي]
ثم لوح الطفل لأمه ، ودخل إلى المدرسة ليبدأ أول يوم من أيام الحضانة
××××××××××××××××××
طبعاً إحنا عندنا في الوطن العربي هنقول للطفل: حسن خطك .. دي رسمه دي .. شايف زميلك بيرسم ازاي؟؟ .. ولو كسر لعبة طبعا رقبته هتتكسر :)
عشان كده الأطفال بيترعبوا يروحوا الحضانة والمدرسة بعد كده .. واحنا مش عارفين السبب ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق