يعشق الأطفال الألعاب فهي تمثل عالماً يمكنهم من خلاله التعبير عن أحلامهم وآمالهم، فضلاً عن إثارة مخيلاتهم، ليتمكّنوا من التعايش مع العالم الخارجي بثقة أكبر، وصنع مواقف حياتية تكبر معهم، ما يزيد في قدراتهم النفسية والإجتماعية. ونادراً ما يدقق الآباء عند شراء لعب لأطفالهم، ومدى ملاءمتها سنّ الطفل، خاصة في حال تمسك الأخير باللعبة وإصراره على امتلاكها.
وينصح راينر فايسكيرشن، العضو بالهيئة الفنية الألمانية لمراقبة الجودة الآباء بإستخدام حواسهم عند شرائهم لعبة جديدة لأطفالهم، وخاصة حاسة الشم، لافتاً إلى أنّ وجود رائحة غير مألوفة تنبعث من اللعبة، يجعل منها غير صالحة للإستخدام، ويُفضل في هذه الحالة عدم شرائها، حيث تدل هذه الرائحة على أنّ المواد المستخدمة في صناعتها يمكن أن تهدّد سلامة وصحة الطفل.
ويطالب العضو الألماني الآباء بالتفكير ملياً، قبل اتّخاذ قرار الشراء، في نوعية الألعاب التي يرغب فيها أطفالهم بالفعل في هذه المرحلة العمرية، مشيراً إلى أنّ اللعبة المخصصة للأطفال الذين تتجاوز أعمارهم ثلاث سنوات لا تناسب الطفل الذي يبلغ عامين من العمر. وأضاف فايسكيرشن أنّ مكان شراء الألعاب كالدببة أو الحفارات، يلعب أيضاً دوراً أساسياً في عملية الشراء، فالمتاجر رخيصة الثمن تحفل في معظم الأحيان بألعاب تهدّد سلامة الطفل مقارنة بشراء الألعاب من وكلاء متخصّصين أو متاجر ذائعة الصيت، موضحاً أنّ شراء الألعاب من "مصدر موثوق به"، يتيح للآباء إمكانية التقدم بشكوى في حال وجود أيّة مشكلة في اللعبة التي تم شراؤها. وأشار العضو الألماني إلى أنّ إلقاء الآباء نظرة متفحصة، إضافة إلى ملامسة اللعبة التي وقع عليها الاختيار، يفسحان المجال أمامهم لإكتشاف مدى جودة ودقة صنع هذه اللعبة. ويشير فايسكيرشن إلى بضع خطوات مهمة وضرورية يجب على الآباء اتباعها عند شراء ألعاب أطفالهم، ومنها: هل عيون الدب مثبتة جيِّداً أم يمكن فكها ومن ثمّ يمكن للطفل ابتلاعها؟ هل تحتوي اللعبة على حواف حادة يمكن أن تؤذيه عند اللهو بها؟ مع التاكّد من عدم احتواء اللعبة على أصباغ وألوان مضرة للصحة أو مطلية بكميات كبيرة من مادة الرصاص السامة، وخاصة الألعاب التي توضع في الفم مثل اللعب اللينة ومكعبات البناء البلاستيكية والعضاضات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق