تعاني الأُم كثيراً وهي تدفع أطفالها دفعاً إلى النوم مبكراً، وقد ازدادت هذه المعاناة كثيراً مع توافر وسائل التكنولوجيا الحديثة، حيث يظل الطفل جالساً لوقت متأخر من الليل أمام جهاز الكمبيوتر أو التلفاز أو حتى الفيديو جيم، وهذا بلا شك يؤثِّر على النمو الجسمي والذهني لطفلك لأنّه يأتي على حساب حرمانه من الراحة والنوم. كما يلقي هذا الأمر بضلاله على حالته عندما يستيقظ في الصباح، حيث يؤثِّر على نشاطه واستعداده ليومه الدراسي، فكيف يمكنك تنظيم مواعيد النوم لطفلك، كوني معنا لتعرفي الإجابة.
- النوم مثل الطعام والشراب:
إذا كنتِ تعتقدين أنّ الإهتمام بالطفل يقتصر على العناية بطعامه وشرابه فقد جانبك الصواب، حيث إنّه من الضروري أيضاً أن تحرصي على ترتيب مواعيد نومه. وتشير الأبحاث إلى أنّ الطفل الذي بلغ عامه الثالث يحتاج إلى 12 ساعة من النوم الهادئ يومياً، أمّا الطفل في عامه العاشر فيحتاج إلى 10 ساعات في اليوم، ويرتبط الأرق وعدم كفاية النوم ببعض الإضطرابات والمشاكل التي تصيب الطفل مثل القلق والتوتر وتأخّر النمو وكذلك ضعف الذاكرة وعدم التركيز وبعض المشاكل الصحّية الأخرى، لأجل ذلك كان عليك الإنتباه واليقظة لمسألة النوم، ويتطلب ذلك منك التعرف على بعض النقاط التي تساعدك على ذلك، حددّي نظاماً صحّياً لنوم طفلك كما يلي:
- قبل وقت النوم:
هناك بعض الإجراءات التي يتعين عليك كأُم إجراؤها قبل الوقت المحدّد لنوم طفلك، وأهمها جعل حجرة النوم مكاناً ملائماً لهذا الغرض، ويتضمّن ذلك خلوها من الأجهزة الإلكترونية والكهربائية وخاصّة التلفاز والفيديو جيم والتليفون وما شابه ذلك، ومن الضروري أن تكون هذه الغرفة باردة إلى حد ما وكذلك مظلمة والقضاء على أي مصدر للضوء، لأنّ الظلام يبعث على الإستغراق بالنوم، كما تتسبّب الإضاءة في الشعور بالأرق، إذا كان طفلك ممن يستمتعون ببعض اللعب والتي تسرق وقتهم وتؤخّر موعد النوم، فاحرصي على أن تكون لعبه بعيدة عن متناول يده، ولا ينصح بتراكم اللعب والوسائد والمفارش على سرير الطفل، فيكفي وجود بطانية ووسادة ولعبة يحبها، لا تعطي الفرصة لطفلكِ كي يفكّر في أكثر من موضوع، فهذه الأشياء المتراكمة على السرير بجانبه تثير في رأسه العديد من التساؤلات التي تحتاج إلى إجابة، كما تحتاج إلى تفكير ربّما يستغرق ساعات، ومن المفيد كذلك أن يكون لديك روتين يومي مع طفلك قبل النوم لينفذه الطفل بصفة يومية، يبدأ هذا الروتين مثلاً بتناول طعام خفيف ثمّ إرتداء ملابس النوم وبعدها تفريش الأسنان والذهاب إلى الحمام ثمّ الصلاة قبل النوم، وإذا كان يحب القراءة فلتوفري له الكتب المفضّلة ليقرأ قليلاً قبل نومه، ومن الضروري للغاية أن يستمر هذا الروتين مع طفلك بالسرير وهو لا يزال مستيقظاً، لأنّ الطفل يتعلّم كيفية الدخول في مراحل النوم التالية عن طريق الممارسة، أمّا إذا كنت ممن يرغمون الطفل على النوم، فسوف يعتاد أيضاً على ذلك وسوف يعتاد على هذا الإرغام كلّما استيقظ من نومه حتى وإن جلس من النوم لمرتين أو ثلاث مرّات كل ليلة، فسوف يحتاج إليك وهذه المشكلة تسبِّب صداعاً شديداً للعديد من الأُمّهات، بعد أن يذهب الطفل إلى سريره لا يجب عليكِ أن تعودي إليه مهما بدر منه من توسلات ومهما علا صوته أو حتى بكاؤه، ربّما يكون ذلك الأمر قاسياً أو صعباً على الأُم ولكنّه سوف يساعد طفلك على حل الكثير من مشكلات النوم في أقرب فرصة إذا ترك الطفل سريره لأي سبب من الأسباب، فيتعين عليكِ في هذه الحالة أن تقومي بحمله من أسفل ذراعيه ثمّ رفعه لأعلى وحمله إلى السرير ووضعه ثمّ إسدال الغطاء عليه، وأثناء ذلك لا تجب محادثته أو مداعبته أو تقبليه أو حتى إحتضانه.
شجعي طفلكِ على اتباع روتينه اليومي قبل النوم، وصمّمي على ذلك لبعض الوقت إلى أن يعتاد على الأمر، ويفيدك في ذلك إستخدام أسلوب الثواب والمكافأة معه، وبدورك كأُم تعرفين ما يفضّله طفلكِ لتقديمه له كإغراء كي يلتزم بنظامه اليومي، ومن المعروف أيضاً أنّ الكوابيس والأحلام المزعجة تؤرق طفلك وتحرمه من النوم، وعندما يحدث ذلك يجب أن تسارعي إلى تهدئته بكافة الوسائل الممكنة وكلّما تمسك طفلك بهذه القواعد اليومية كان نومه هادئاً وخالياً من الأرق والأحلام المزعجة، أمّا إذا استيقظت ليلاً لتجدي طفلك بجوارك على سريرك فمن الضروري أن تحمليه مباشرة إلى سريره حتى لا يعتاد هو على ذلك، أن نومه بجوارك يسبِّب بعض الأضرار فربّما يقع من على السرير مثلاً.
ونذكرك هنا بأنّه من الطبيعي أن تعاني من تعب شديد وكذلك من عناء الأطفال وعدم تقبّلهم للأمر في البداية ولكنّك سوف تجنين ثمار ذلك عندما يعتاد طفلكِ على النوم بنظام والحصول على كفايته من الإسترخاء والراحة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق