أكدت الدكتورة آمال البدوي أستاذ الصحة العامة بطب الزقازيق، أن بناء الكتلة العظمية الجيدة في الصغر يقي من الاصابة بالهشاشة في الكبر, فمن المعروف أن العظام نسيج حي يحتاج في تكوينه أساسا للكالسيوم والبروتين وبعض المكونات الأخري بكميات ضئيلة.
وأشارت في محاضرة لها بالمؤتمر السنوي التاسع للجمعية المصرية لمكافحة ترقق العظام, إلى ضرورة أن نطمئن إلي تناول أبنائنا للأطعمة الغنية بالكالسيوم التي تسمح بوصول كمية كافية منه لتغطية احتياجات الجسم وبناء عظام قوية, إلا أن هذا الكالسيوم لكي يصل إلي العظام فإنه يحتاج إلي فيتامين ( د ) الذي يعد بمثابة مركبة تحمله أو مفتاح يسهل دخوله للعظام.
د. آمال أوضحت، حسبما أوردت صحيفة "الأهرام" المصرية، أن احتياجات كل إنسان من الكالسيوم تختلف تبعا لنوعه وعمره وبعض العوامل الأخري كالحمل والولادة والرضاعة وغيرها, أما بالنسبة لفيتامين د, فتتراوح نسبة احتياجاتنا إليه بين200 إلي800 وحدة دولية يوميا, ويحتاج الجسم بجانب ذلك إلي البروتين بواقع جرام لكل كيلو جرام من وزن الجسم في المتوسط, علما بأن زيادة كميات البروتين عن حاجة الجسم يمكن أن تتسبب في فقد بعض الكالسيوم, أثناء التمثيل الغذائي وعملية الإخراج.
ولذلك ينبغي مراعاة عدم المبالغة في تناول البروتينات حتي لا تكون سببا في فقدنا لعنصر الكالسيوم المهم لعظامنا, كذلك يحتاج الجسم بجانب الكالسيوم وفيتامين د والبروتين لعنصر الماغنسيوم وفيتاميني ج وك لوجود علاقة مساعدة لها في دخول الكالسيوم للعظم وتكوين الأنسجة العظمية.
أما عن الأغذية المطلوب تناولها كمصادر طبيعية لكل هذه العناصر, فيأتي في مقدمتها الألبان ومنتجاتها والسردين والأسماك الدهنية, والخضراوات الورقية الداكنة, كما يعد زيت كبد الحوت وأسماك القرش من أهم مصادر فيتامين د بعد المصدر الأساسي لها وهو الشمس, حيث ينبغي التعرض لأشعتها بمعدل نصف ساعة يوما بعد يوم فيما بين الساعة الحادية عشرة والواحدة, أي في ذروة الإشعاع الشمسي, وليس الصباح والعصر كما كان يعتقد خطأ. ويكفي للحصول علي الفائدة المرجوة تعريض الوجه والزراعون والكفين, لأن الفيتامين يخزن في الجسم.
المواد الغذائية المضادة للكالسيوم التي تعوق تكوين عظام قوية تتمثل في الصوديوم, والكافيين, خاصة إذا تم تناوله بكثرة, والتدخين, والأوكسالات إذا تم تناولها بكثرة, والألياف الصناعية التي تؤخذ للتخسيس, إذا كانت بكميات كبيرة, والمياه الغازية المكربنة, التي بدأ البعض يستخدمها بديلا عن الألبان ومنتجاتها.
وتنصح الدكتورة آمال البدوي الجميع بممارسة شيء من الرياضة وأقلها المشي مع تناول وجبات غذائية متوازنة بالرجوع إلي الهرم الغذائي الذي يتخذ من الماء قاعدة له بمعدل 8 أكواب يوميا يعلوها المواد النشوية وتعلوها الخضراوات والفاكهة الطازجة ثم الألبان واللحوم وينتهي الهرم بالمواد الدهنية التي توصي بأن تكون أقل ما يمكن, علي أن يضاف الكالسيوم وفيتامين د كمكملات غذائية لضمان الوفاء باحتياجات الجسم, وتقسم جرعة الكالسيوم إلي جرعتين صباحا ومساء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق