الاستيقاظ المبكر أول أيام المدرسة أكبر عقاب بالنسبة لطفلك، والنتيجة إما يستيقظ بصعوبة ويرتدي ملابسه ببطء أو يتظاهر بالمرض ، ولكن لماذا يراود هذا الشعور طفلك ؟ هل يكره المدرسة والتعليم أم ماذا ؟
الحقيقة يا عزيزتي أنكِ لا تجيدين فن إيقاظ طفلك، هذا ما تؤكده الدكتورة مها عبد القادر أخصائية الطب النفسي، قائلة :يجب أن تتعلم الأم أولاً فن إيقاظ طفلها قبل موعد الخروج للمدرسة بساعة علي الأقل حتي تتاح لها فرصة تدليله قليلا ثم تشجيعه ومتابعته بعد ذلك وهو يرتدي ملابسه بنفسه وذلك لتنمي لديه روح الاستقلالية .
وتضيف أخصائية الطب النفسي، بحسب صحيفة "الأهرام" : وأيضا يجب أن تعي الأم أن استيقاظ الطفل مبكرا مجهد, لذا يجب مكافأته من وقت لآخر من خلال تقديم بعض الهدايا الصغيرة له كتعويض عن هذا الإجهاد.
التشجيع بدلاً من العقاب
اعلمي أن تشجيع الطفل علي الذهاب إلي المدرسة لن يتحقق بالأوامر أو العقاب، لأن هذا سيؤدي إلي زيادة إحساسه بالقلق, هذا ما تؤكده د.مها عبدالقادر ، مشيرة إلى أن ارتباط العقاب بالدراسة يزيد خوف الطفل منها لذا يجب أن تتغلب الأم علي مخاوفها هي أولا من انفصال ابنها عنها أو احتمال تعرضه لأي أذي أو عقاب لينتقل هذا الإحساس بالطمأنينة إلي الابن، مع ضرورة توفير أدوات الجذب في المدرسة سواء كانت الألعاب أو المساحات المخصصة للعب أو كانت لممارسة الأنشطة الثقافية والترفيهية.
قلق الانفصال
أحياناً يكون تظاهر طفلك بالمرض ورفضه للذهاب إلى المدرسة رغماً عن إرادته ، فقد كشف أنه هناك علي الأقل من 3% من الأطفال يرفضون الذهاب إلى المدرسة وذلك لأسباب خارجة عن إرادتهم مثل إصابتهم بمرض نفسي كاضطراب قلق الانفصال أو الاكتئاب أو مرض أحد الوالدين.
وتفيد الدكتورة منال القاضي أخصائية الطب النفسي أن الطالب في فترة المراهقة قد يمتنع المراهق عن الذهاب إلى المدرسة لتدهور مستواه الدراسي، أو لتعرضه للسخرية من قبل أقرانه أو الإهانة من قبل مدرسيه وأحيانا برفض الذهاب إلى المدرسة ليمارس أنشطة أكثر إثارة وغالبا ما يعاني في هذه الحالة من اضطراب المسلك أو يكون مدمنا للمخدرات.
كسل الأجازة
وتشير الدكتورة منال القاضي إلى أن رفض الذهاب إلى المدرسة غالبا ما يحدث في السنوات الدراسية الأولي من عمر الطفل أو عقب الأجازات المختلفة ويجب استشارة الطبيب إذا تجاوزت مدة امتناع الصغير عن الذهاب إلى المدرسة الأسبوع. ولكن قد تمتد هذه المشكلة إلى أكثر من ذلك وقد تصل إلى أشهر ويشكو أثناء ذلك من أعراض جسمانية عدة مثل آلام البطن والصداع والإجهاد وتعد معرفة السبب أولي الخطوات في طريق العلاج فالمشكلة قد تكون فردية خاصة بالصغير أو خارجية لا تخضع لإرادته.
مرض نفسي
وتوضح الدكتورة منال أنه من الممكن أن يكون الطفل مصابا بمرض جسدي مثل الربو.. الصرع.. السكري.. الأنيميا أو يعاني من مرض نفسي كالقلق والاكتئاب أو اضطراب ما بعد الصدمة أو تعرضه لضغوط مثل طلاق الوالدين أو وفاة أحدهما أو صعوبات التعلم.
أما المراهق الذي يرفض الذهاب إلى المدرسة فمن الممكن أن يكون مصابا باضطراب المسلك، أو يكون قد وقع فريسة للإدمان كعدم مواءمة البيئة المدرسية للنمو النفسي الصحيح للطفل مثل النقد، الشدة، وعدم قدرة المدرس علي التواصل مع الطفل وتوصيل المعلومة إليه بصورة سهلة كذلك تأخر نمو المهارات الاجتماعية للصغير وعدم قدرته علي الاندماج مع أقرانه وسخريتهم منه.
وتضيف الدكتورة منال - حسب ما ورد بصحيفة الجمهورية - أن هذا الإضراب يحدث في حالة عدم قدرة الأسرة علي رعاية الطفل بسبب إصابة الراعي للطفل بإعاقة أو مرض مزمن يحد من حركته أو لمعاناته من مرض عقلي يحد من قدرته علي الحكم الصحيح.
كذلك، في حالة الحماية الزائدة، للطفل، ومبالغة في الرعاية "سواء أكان من قبل الأم أو الأب أو كليهما" في تصور المخاطر التي قد تصيبه بذهابه إلى المدرسة مثل تعرضه للحوادث أو العنف، أما في فترة المراهقة فإن هذا الاضطراب يكون بسبب عدم رقابة الأسرة للمراهق، وكذلك تعاطي أحد الوالدين أو كليهما للمخدرات.
تعاون الأسرة والطبيب
تنصح الدكتورة منال القاضي بضرورة التعاون بين الأسرة والطبيب والمدرسة .
وكذلك بفهم طبيعة المرض ولذلك يجب أن يشرح الطبيب لأهل الصغير أن العودة إلى المدرسة قد تحتاج بعض الوقت وان المهم هو بدء العلاج.
** تقييم حالة الطفل أو المراهق النفسية ومعالجة القلق والاكتئاب والصدمة والادمان في حالة المراهق.
** التوصل مع هيئة التدريس في المدرسة لصالح الطفل كما يلي:
تقصير اليوم الدراسي والبدء بحضور الحصص التي يرتاح اليها الطفل أو المراهق.
* التقليل من الضغوط علي الطفل أو المراهق وتقليل الواجبات المدرسية.
** مناقشة الأسباب المدرسية التي أدت إلى حدوث هذا الاضطراب مثل القسوة والإهانة.
** تجنب أي تأنيب للصغير في البيت لأن هذا يصعب من عودته إلى المدرسة فقد أثبتت الدراسات أن التعنيف في حالة رفض الذهاب إلى المدرسة يؤدي إلى تدهور الصغير من الناحية الاجتماعية والتعليمية والنفسية.
** تحديد مخاوف الطفل حسب أولوياتها وبدء التعامل مع أقل هذه المخاوف أولا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق