عندما نتحدث عن تعزيز ثقة الطفل بنفسه فنحن نقصد أن نعلمه مهارات الحياة ليتمكن من مواجهة تحديات الواقع الذي يعيش فيه حيث أثبتت التجارب أن الأطفال الذين يتحلون بالثقة بالنفس منذ صغرهم يتعاملون مع خيبات الأمل والضغوط السلبية بشكل أكثر سهولة من غيرهم .
فضلا عن أنهم يحبون الحياة ويتحلون بروح التفاؤل والواقعية على عكس أقرانهم ممن يعانون من قلة الثقة بالنفس فهؤلاء تشكل لهم متاعب الحياة مصدر قلق واحباط ووفقا لرأي الخبراء تتحمل الأسرة مسؤولية كبيرة في تنمية شعور الثقة بالنفس لدى الطفل منذ صغره والسؤال الذي يطرح نفسه كيف يمكنهم تحقيق ذلك؟ هنا نقدم الاجابة عن هذا السؤال من خلال هذا العرض المبسط لبعض الأفكار التي من شأنها أن تحدث فرقا ايجابيا.
- الاطراء على الجهد: عندما يجد الطفل تشجيعا من الأسرة على النجاح والمثابرة يشعر بالرضا عن نفسه وتقوى عزيمته ولكن المديح له أصوله إذ لا يجوز أن يقتصر على النتائج ويهمل الجهد فمثلا الطفل الذي يبذل جهدا كبيرا في التدريب استعدادا للعب مع فريقه الكروي لكن الحظ لم يحالفه بتسجيل أي هدف يستحق الإطراء مثله مثل زملائه الذين سجلوا الأهداف لأنه لم يقصر وبذل أقصى ما في وسعه.
- القدوة الحسنة: إذا كنا نقسو على أنفسنا أمام أطفالنا ونبدو متشائمين وغير قادرين على الانسجام مع الواقع فكيف لنا أن نربي أطفالا متفائلين ورحماء بأنفسهم.
-عدم الاستهانة بعقل: شعور الطفل بقيمته وأهميته لدى أبويه له تأثير كبير في نفسه حيث تبعث لديه الاحساس بالأمان وتزيد من ثقته بنفسه ومن حين لآخر يحتاج الطفل لأن يشعر بأنه مصدر فخر لأبويه بسبب اجتهاده وتميزه ولكن حذار من المبالغة أو الاستهانة بعقله لأنه يستطيع أن يميز بين المديح النابع من القلب وبين الكلمات المنمقة التي تهدف إلى تطيب خاطره ليس إلا.
- تهيئة بيئة آمنة: الطفل الذي ينمو في أجواء مشحونة بالمشاكل والخلافات الأسرية ينشأ ضعيف الشخصية ويعاني من قلة الثقة بنفسه لأنه يفتقد الشعور بالأمان والاحترام فمثل هذه الأجواء تشجعه على الاكتئاب والاحباط وليس الابداع وحب الحياة لذا ينبغي على الأهل أن يعزلوا أطفالهم عن مشاكلهم وخلافاتهم ويحلونها بعيدا عنهم.
- اكتشاف الموهبة: تشجيع الطفل على ممارسة الأنشطة التي تدفعه إلى التعاون والمنافسة ينمي ثقته بنفسه وبقدراته ومواهبه والأسرة الذكية هي التي تساعد طفلها على الكشف عن مواهبه وتهيىء له الظروف لممارستها والتفوق فيها فالشعور بطعم النجاح من أهم العوامل التي تعزز ثقة الطفل بنفسه وبقيمته في الحياة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق