السبت، 6 نوفمبر 2010

كيفـ تهدئينـ بكاء البيبي...

هناك سبعة أسباب لبكاء الطفل وكيفية تهدئته...


لماذا يبكي الأطفال؟
يبكي كل الأطفال في بعض الأحيان، ولا بد لهم أن يفعلوا ذلك. حتى الأطفال حديثي الولادة يبكون ما بين ساعة إلى ثلاث ساعات يومياً، فهم غير قادرين على فعل أي شيء لأنفسهم، ويعتمدون على شخص آخر لإمدادهم بالغذاء والدفء والراحة المطلوبة. إن البكاء هو الطريقة التي يعبّر بها الطفل عن أحد هذه الاحتياجات. ربما يصعب عليك تفسير بكاء طفلك وأنت ما تزالين حديثة العهد بالأمومة، هل هو جوعان، أم يشعر بالبرودة، أم هو عطشان، أم يحتاج إلى الاحتضان؟ في الأيام الأولى، عندما تكونين في بداية مرحلة التعلّم، قد تنزعجين قليلاً من بكاء طفلك. شيئاً فشيئاً، ستبدئين بالتعرف على أنماط بكاء طفلك المختلفة، وكلما توطدت علاقتك به أكثر، ستكونين قادرة على توقّع احتياجاته.
مع نمو الأطفال، تزداد تدريجياً قدرتهم على تعلّم طرق جديدة للتواصل معنا. تتحسن القدرة على التواصل بالعيون، أو بالأصوات، أو حتى عن طريق الابتسامة، فتخفّ الحاجة إلى البكاء. فيما يلي، نوضح الأسباب الأكثر شيوعاً لبكاء الأطفال. إذا كان لديك طفل تصعب تهدئته، حاولي إيجاد الحل المناسب من خلال هذه القائمة. بهذه الطريقة تضمنين أنك جربت كل الطرق الممكنة لتلبية احتياجات طفلك.


أنا بحاجة إلى الغذاء
إن الجوع من أكثر الأسباب شيوعاً لبكاء الأطفال حديثي الولادة. كلما كان طفلك صغيراً، كلما زادت احتمالات بكائه جرّاء الجوع، باستثناء اليوم الأول أو اليومين الأولين بعد الولادة، عندما يأكل الأطفال قليلاً جداً. إذا كنت ترضعين طفلك رضاعة طبيعية قد تكونين على دراية بالأمر، لأن أول حليب الأم المركّز عقب الولادة والمسمّى "اللبأ" يتم إنتاجه بكميات صغيرة وستلاحظين عندما "يأتي" الحليب قرابة اليوم الثالث. لا تستطيع معدة طفلك الصغيرة استيعاب كمية كبيرة من الغذاء، لذلك إذا بكى طفلك، حاولي إعطاءه الحليب فقد يكون جائعاً. ربما لا يتوقف عن البكاء فوراً، لكن واصلي عملية الرضاعة لو رغب في الأمر، فسرعان ما يهدأ عندما تبدأ معدته بالامتلاء. أما إذا واصل طفلك البكاء على الرغم من إنهاء الرضعة بالكامل، فربما يجرّب بذلك التعبير عن رغبته التالية.
أنا بحاجة إلى الراحة
في بعض الأحيان، يعلن الأطفال احتجاجهم على ملابسهم الضيقة أو اتساخ الحفاض. في حين لا يثير الحفاض المبلّل أي ضيق لدى أطفال آخرين، ومن المحتمل أن يشعروا معه بالدفء والراحة. يصرخ البعض الآخر مطالبين بتغيير الحفاض في الحال، وبالذات لو كان الجلد الحسّاس ملتهباً. إن تفحّص حفاض طفلك وتغييره إذا لزم الأمر قد يلبي رغبة صغيرك، لذلك تستحق المسألة التجربة. مع تفحّص الحفاض، تطمئنين أنه ليس ضيقاً وأن ليس هناك شيئاً آخر خاصاً بالملابس يزعجه.
أنا بحاجة إلى الدفء
لا مبالغة في الحرارة أو البرودة يكره بعض الأطفال حديثي الولادة تغيير حفاضهم أو الاستحمام، لأنهم لم يعتادوا على أن يلامس الهواء بشرتهم ويفضلون البقاء في لفّتهم متمتعين بالدفء. إذا كان طفلك من هذا النوع، فسرعان ما ستتعلمين كيفية تغيير الحفاض بسرعة كي تتمكني من التعجيل في تهدئته. تأكدي من أنك لم تبالغي في ملابس طفلك كي لا يشعر بالحر. والقاعدة الجيدة تقول أن الطفل يحتاج إلى ارتداء طبقة واحدة فقط أكثر منك للشعور بالراحة.
في المهد أو سلّة موسى، حاولي استخدام ملاءة وبطانية (حرام) خفيفة كفراش للسرير عوض الأغطية، كي تتركي لنفسك مساحة في إضافة أو إزالة الطبقات حسب الحاجة. يمكنك معرفة ما إذا كان طفلك يشعر بالحرارة أو البرودة عن طريق تحسّس معدته، فلو كان يشعر بالحرّ قومي بإزالة طبقة من الغطاء، أما إذا كان يشعر بالبرد فعليك إضافة طبقة أخرى. لا يجب أن تعتمدي على تحسّس يدي الطفل ورجليه كمؤشر، لأنه من الطبيعي أن يكون ملمسهم بارداً بعض الشيء. اضبطي درجة حرارة غرفة طفلك على حوالي 23 درجة مئوية واجعليه ينام على أحد جانبيه، وقدماه لجهة نهاية المهد، حتى لا يتحرك تحت الغطاء ويتلوّى في الأسفل فيشعر تحته بالحرّ.

أنا بحاجة إلى الاحتضان
يحتاج بعض الأطفال إلى قدر كبير من التدليل والإحساس بالأمان. يطمئن الطفل الأكبر سناً لرؤيتك في الغرفة أو سماع صوتك، ولكن يحتاج الأطفال حديثو الولادة عادة إلى الاقتراب الجسدي للشعور بالراحة. لو قمت بإرضاع طفلك وتغيير حفاضه، ربما يحتاج الآن فقط إلى أن تحمليه بين ذراعيك. يخشى بعض الأهل أن "يفسدوا" أطفالهم إذا أكثروا من حملهم، لكن هذا غير صحيح خلال الأشهر الأولى من العمر. بالرغم من أنه لا يبدو على بعض الأطفال الحاجة إلى الكثير من التلاحم الجسدي، فربما تحتاج الفئة الثانية إلى الحمل طيلة الوقت. إذا كان طفلك من الفئة الثانية، جربي استخدام حمّالة الأطفال التي تمنحك الفرصة في حمل طفلك قريباً منك مع إبقاء يديك حرّتين في أداء أعمال أخرى، وقد يكون هذا الحلّ مريحاً للطرفين.
أنا بحاجة إلى استراحة
من السهل افتراض أن الأطفال ينامون حين يحتاجون إلى النوم أينما كانوا لمجرد أن كثيراً منهم يفعل ذلك. لكن لو حصل طفلك على كثير من الاهتمام، كأن تكوني قد استقبلت الكثير من الزوار وكان اليوم مزدحماً، يتنبّه الطفل أكثر من اللازم فيصعب عليه النوم. يجد بعض الأطفال حديثي الولادة صعوبة في التأقلم مع التنبيه الزائد والمتزامن مع الأضواء والأصوات والتّنقل بين أيدي الأقارب فيصابون بالفزع. وقد لاحظ بعض الأهل أن بكاء أطفالهم يزداد مع زيارة الأقارب، أو في بعض الأحيان مع نهاية كل يوم. ما لم يكن هناك سبباً محدداً لبكاء طفلك، من المحتمل أنه يريد القول: "لقد نلت ما يكفيني". قد يعبّر عن مشاعره لفترة ما من خلال البكاء ثم يهدأ بعدها ويخلد إلى النوم لو انتقلت معه إلى مكان هادئ، وانسحبت تدريجياً بعيداً عن جميع المؤثرات الخارجية.
أنا بحاجة إلى ما يشعرني أنني أفضل
إذا أرضعت طفلك وتأكدت من أنه مرتاح، لكنه يستمر في البكاء، فتتساءلين إذا كان مريضاً أو متألماً. عادة، يصعب على الأهل للمرة الأولى الحسم في أن سبب بكاء طفلهم هو أنه غير سعيد بالفطرة (هذه حال بعض الأطفال الذين يحتاجون إلى كثير من الوقت للتأقلم مع وجودهم في الحياة) أم أنه يرجع إلى شيء مؤلم بالفعل. تختلف نبرة بكاء الطفل المريض وتتميز بكثير من الإلحاح والصوت الأعلى من المعتاد. في المقابل، يدلّ هدوء الطفل المعتاد على البكاء أن هناك شيئاً ما لا يسير على ما يرام. ضعي في بالك جيداً أن لا أحد يعرف طفلك أكثر منك. لو شعرت أن هناك مشكلة، سارعي إلى الاتصال بطبيبك. يأخذ الأطباء دائماً شكوى الأم بشكل جدي، وستشعرين ببعض الراحة لو عرفت أن لا سبب عضوياً وراء بكاء طفلك. عليك استشارة طبيبك إذا لاحظت أن طفلك يجد صعوبة في التنفس أثناء البكاء، أو إذا كان البكاء مصحوباً بالقيء أو الإسهال أو الإمساك . إقرائي المزيد عن دواعي الاتصال بالطبيب لتتعرفي أكثر على كيفية تهدئة طفلك.

أنا بحاجة إلى شيء لا أعرفه بالتحديد
أحياناً، لا تستطيعين تحديد ما يسوء طفلك عندما يبكي. ينتاب العديد من الأطفال حديثي الولادة نوبات من البكاء ويصعب تهدئتهم بسهولة. تتراوح مدة هذه الحالة المحزنة بين بضعة دقائق من البكاء الذي يصعب تهدئته وبضعة ساعات متواصلة تعرف أحياناً بالمغص الحاد. يتم تعريف المغص الحاد بأنه حالة من البكاء الذي يصعب تهدئته لمدة لا تقل عن ثلاث ساعات في اليوم، وعلى مدى ثلاثة أيام في الأسبوع على الأقل. يجد الكثير من الأهل صعوبة في التأقلم مع الطفل المصاب بالمغص الحاد، فيشكّل ضغطاً عصبياً على الأسرة بأكملها. لا يوجد علاج سحري لهذه مشكلة، لكنها نادراً ما تستمر لأكثر من ثلاث ساعات. ربما يفيدك التفكير في أن طفلك سوف يكبر وعندئذ لن يمر بكل هذه الحالة. إقرائي موضوعنا عن التأقلم مع مشكلة المغص الحاد للتعرّف على مزيد من الطرق التي تساعدك في التغلّب على هذا الوضع المحزن.

طفلي يبكي، ماذا أفعل؟
يمكنك القيام ببعض الأمور لتهدئة الطفل الباكي.
لا تنفع كل الأساليب مع جميع الأطفال، لذا عليك التعرّف على شخصية طفلك
بالتدريج لاكتشاف ما يجدي معه ومعك أنت أيضاً.
لفّي طفلك جيداً واحتضنيه بقوة
عادة، يستمتع حديثو الولادة بإحساس الاحتضان الدافئ وما يتبعه من أمان، تماماً مثلما كان داخل الرحم، لذا ينبغي أن تجربي لفّ طفلك بملاءة لتري إذا كان يعجبه ذلك. يجد بعض الأهل أن حمل طفلهم قريباً منهم كي يسمع دقات قلبهم يمنحه شعوراً بالأمان، ووضع الطفل داخل الحمّالة المخصّصة لذلك يؤدي المهمة ذاتها. في حين يجد بعض الأطفال في اللفّ تقييداً ويستجيبون بوسائل أخرى مثل الهزّ والاحتضان.
حاولي إيجاد إيقاع منتظم
لقد اعتاد طفلك داخل الرحم على سماع الإيقاع المنتظم لدقات قلبك، وهذا أحد أسباب تفضيل العديد من الأطفال حملهم عن قرب. كما تعطي الأصوات المنتظمة والمتكرّرة أيضاً تأثيراً مهدئاً. يمكنك أن تجربي إسماعه الموسيقى الهادئة أو الغناء له. بالإضافة إلى ذلك، يرى العديد من الأهل أن طفلهم قد ينام على الصوت الرتيب في الإيقاع المنتظم لغسالة الملابس أو المكنسة الكهربائية أو مجفف الشعر. (لا تجربي أبداً وضع طفلك فوق الغسالة الكهربائية أو مجفف الملابس، ضعيه دائماً إلى جانبهما على الأرض).
هزّي طفلك
يعشق معظم الأطفال الهزّ برفق، وربما يهدأ طفلك بهذه الطريقة أيضاً، سواء أحملته ومشيت أو جلست معه في كرسي هزاز. يمكن أيضاً استعمال الأرجوحة المخصصة للأطفال والتي تنفع مع البعض منهم، لكن يهدأ البعض الآخر بالحركة ذات الإيقاع الأسرع فينامون عند ركوب السيارة.
دلّكي طفلك
في بعض الحالات، يساعد تدليك طفلك أو فرك ظهره أو بطنه في تهدئته. لو كان طفلك يعاني من الغازات، جربي إرضاعه بوضعية مائلة إلى الأعلى وحاولي أن تدفعيه إلى التجشؤ بحمله على كتفك. أحياناً، يهدأ الأطفال الذين يعانون من المغص بتدليك بطنهم، ومن المحتمل أن تشعري بأنك أفضل وأنت تحاولين القيام بشيء يساعد طفلك على الراحة من المشكلة التي تضايقه.
دعيه يمصّ شيئاً
قد تكون الحاجة إلى المصّ ملحّة عند بعض الأطفال حديثي الولادة، فنجد أن مصّ لعبة أو إصبع أو إبهام (نظيف) يمنحه الكثير من الراحة. إن عملية "المصّ الباعث على الراحة" قد ينظم دقات قلب الطفل، ويريح معدته ويساهم في تهدئته.
لا يكلّف الله نفساً إلا وسعها
لا يلحق الطفل، الذي يبكي تقريباً بشكل دائم، ضرراً مستديماً بنفسه، لكن قد يتسبّب في خلق جو من التوتر والحيرة لدي أبويه. إذا بدا طفلك غير سعيد بوجوده في هذه الحياة ويظهر أنه يقاوم كل المحاولات لإسعاده أو تهدئته، فمن الصعب أن تمنعي نفسك من الإحساس بالرفض والإحباط. يلوم بعض الأهل أنفسهم ويشعرون أن السبب وراء بكاء الطفل هو عدم أهليتهم وكفاءتهم كوالدين، وقلّما يكون هذا هو السبب الحقيقي. إذا كنت واثقة من تلبية جميع احتياجات طفلك، ولا مبرر لما يزعجه جسدياً فيقوده إلى نوبة البكاء، وإذا جربت كل ما يخطر في البال لتهدئته ولم تفلحي في ذلك، فقد حان الوقت للاعتناء بنفسك حتى لا تشعري بالقهر.
فيما يلي بعض الاقتراحات:
• خذي نفساً عميقاً.
• ضعي طفلك في مكان ما ودعيه يبكي لفترة بعيداً عن مسامعك.
• استمعي إلى الموسيقى الهادئة لو كان ذلك يساعدك واسترخي مدة عشرة دقائق.
• اتصلي بإحدى صديقاتك أو قريباتك واحصلي على الدعم النفسي اللازم. امنحي نفسك فترة راحة واتركي شخصاً آخر مثل زوجك أو المربية يتولّى أمر الطفل لفترة.
• اطلبي من طبيبك أن يرشح لك مجموعات الدعم المجاورة أو المجموعات التي تهتم بمشاكل الأم والطفل، حيث يمكنك مشاركة مشاعرك مع الآخرين ومناقشة طرق مواجهة بكاء طفلك مع غيرك من الأمهات.
• تذكري أن ليس هناك ما يسوء وأن البكاء في حدّ ذاته لن يصيب صغيرك بأي ضرر. يفيد في بعض الأحيان تقبّل حقيقة أن طفلك من النوع الباكي فلا ترهقين نفسك في البحث عن أسباب بكائه. كما يساعدك في ألا تلومي نفسك على بكائه، ويمنعك من تقديم علاجات جديدة لا حصر لها والتي لن تنفعه في شيء.
• لا تنسي أنها مجرد مرحلة سرعان ما تنتهي .
أن تكوني أمّاً لمولود جديد هو عمل شاق. أما أن تكوني أمّاً لمولود جديد كثير البكاء، فهذا قطعاً عمل يحمل مشقة أكبر. احصلي على المساعدة والدعم عندما تحتاجين إليهما، بدلاً من ترك زمام الأمور تفلت من يديك. اعلمي أن كل يوم يمر، ينمو خلاله طفلك ويتعلّم طرقاً جديدة للتواصل معك والتعبير عن احتياجاته. لذلك، ستجدين أنه سيتوقف عن البكاء بالتدريج.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق