السبت، 18 ديسمبر 2010

كوابيس الأطفال .. كيف يتعامل معها الاباء!؟


من الأمور التي قد تؤدي إلى قلق الأمهات سماع صرخة من الطفل أثناء نومه مصحوبة بمؤشرات قلق وجمود تعابير وجهه، وبعدها يستيقظ الطفل خائفاً باحثاً عن الحماية بين أحضان والدته، وعند سؤاله عما يخيفه يسرد بتلعثم قصة أحلام مزعجة مخيفة.
ففي مرحلة الطفولة المبكرة يعاني الكثير من الأطفال الأحلام المزعجة ويكون في مقدور الطفل وصف الحلم الذي مر به والذي يكون مرتبطاً بأشخاص أو حيوانات مفترسة تطارده.
يقول الأطباء إن مشاعر الخوف والقلق وعدم الأمن المكبوتة عند الطفل في عقله الباطن خلال ساعات النهار تنطلق في أثناء النوم الليلي على شكل أحلام مزعجة وكوابيس وخصوصاً إذا كان الطفل يشتكي من نقص في جرعات الحب والأمان النفسي الكافي له، كما هناك بعض الأسباب الجانبية كعسر الهضم الناتج عن التخبيص والأكثار من الطعام على وجبة العشاء المتأخرة وكذلك ارتفاع درجة حرارة الطفل الناتجة عن الحمى الجسدية.
إن سبب كثرة الأحلام المزعجة عند الأطفال دون غيرهم هو قوة النشاط الذهني والتخيلي لدى الأطفال وهذا نتيجة محاولة استيعاب ما يراه من حوله من أحداث ومشاهد في مسرح الحياة وعلى شاشات التلفاز وفي ثنايا حكايات أمه قبل النوم والتي لا تخلو غالباً من المبالغة والخيالات.
ويؤكد الأطباء المختصون على وجوب عدم إثارة رعب الوالدين من كوابيس وأحلام أطفالهم. لأنها قد تكون نتيجة حدث عارض مرَّ به خلال النهار فقط، أما إذا كانت كوابيس الطفل متكررة بشكل غير طبيعي فقد تعكس وجود اضطراب انفعالي عند الطفل وتتطلب مساعدة فورية هنا من قبل الاخصائيين. فإذا جنّب الوالدان الطفل أي توترات شديدة وأي نشاطات قوية خلال النهار، وإذا لم يقم الأبوان بتوبيخ الطفل أو معاقبته قبل النوم مباشرة، أو كذلك تهديده وتخويفه (بالحرامي أو الجني) مثلاً فإن هذه الاحترازات تضمن للطفل تباعد ظهور الكوابيس إن لم تختف.
ومن أمس الحاجات التي يحتاجها الأطفال إذا قام مفزوعاً من حلم مزعج هي المساندة الأبوية مع الهدوء والثقة بالنفس، واستيقاظ الطفل بشكل كامل والتحدث معه بهدوء وعدم إعطاء الأمر أكثر من حجمه، والتوضيح له بأن ما رآه لا يعدو كونه حلماً مزعجاً لا يضره أبداً بإذن الله، ثم محاولة إعادة الطفل إلى نومه مع ترك الباب مفتوحاً وزيادة إضاءة الغرفة.. ومن الأفضل أن يتحدث الأب مع طفله عمّا رآه ليلة البارحة من كوابيس ويخبره أنها مجرد خيالات وأن الجميع معرض للمرور بمثلها.
وفي الحقيقة أنه يفترض من كل أب بعد سماع كابوس ابنه أن يفكر فيه ملياً فإنه يعطيه غالباً أسباباً وراء هذه الأحلام وغالباً ما يكون من الحكمة أن تساعد الطفل على مواجهة الموضوع الذي يخيفه في أحلامه والتغلب عليه من خلال إعطاء الطفل إحساساً بالسيطرة على ما يخيفه والثقة في نفسه من خلال ذكر بعض الأمثلة التي تزيده طمأنينة وتساعده على استعادة توازنه وثقته في نفسه.
ملخــص ما ورد أعــــــلاه:
أسباب كوابيس الأطفال:
* قلق وتوتر الطفل والذي غالباً ما ينتج عن عدم استقرار نفسي للطفل نتيجة عدم إحاطته بالحب والحنان الكافي.
* الخوف من العقاب العائد إلى إحساس الطفل بغضب الوالدين عليه.
* توعكات في معدة الطفل كعسر الهضم أو المغص.
* تعرض الطفل للحمى.
طرق التغلب على كوابيس الأطفال:
* يتجنب الوالدين القسوة على الأطفال وضربهم وخاصة قبل النوم، وإحاتطهم بالحب والحنان، وقبلة ما قبل النوم.
* عدم سرد القصص المخيفة للأطفال والتي تثير انفعالات الطفل بشكل مباشر.
* عند سماع صوت الطفل أثناء الكابوس على الوالدين أو أحدهما الذهاب بسرعة إلى الطفل، واحتضانه وإحاطته بالحب والحنان وتهدئته.
* من المفيد إضاءة غرفة الطفل بضوء خافت يشعره بالاطمئنان والسكينة.
* محاولة إفهام الطفل أن هذه الكوابيس والأحلام المزعجة تحدث للجميع وهي ليست مؤذية، بل مجرد أحلام.
* وأخيراً، يفضل إبعاد الطفل عن مشاهدة الأفلام التي تثير الخوف أو العنف، مع توفير حمام دافئ له قبل النوم وأحاطته بالحب والحنان والتأكيد له بأنه فلذة الكبد التي لا يستغنى عنها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق