لا يمكن أن نقول أبداً إنّ مسألة تربية الأطفال مسألة بسيطة؛ إذ إنّها مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الأهل، ويجب أن يكونوا قادرين فعلاً على تحمّل هذه المسؤولية.
وعلى الرغم من أنّها مسؤولية صعبة إلا أنّها مسؤولية محبّبة لدى الأهل.
ولكن هناك بعض المواقف التي يمكن فعلاً أن تزعج الأهل وتشعرهم بالإحباط، وتملأهم بالحيرة والشعور بعدم القدرة على معرفة التصرف الأنسب فيها.
تُعرّف العلاقة بين الأهل والأبناء بأنّها علاقة حسّاسة إلى حدٍّ ما، ويجب أن يسعى الأهل من خلال التواصل الجيد إلى كسب ثقة الأطفال.
ولكن هناك الكثير من المواقف التي قد لا يعرف الأهل تماماً ما هو التصرف الأمثل فيها.
وقام الخبراء بتحديد بعض المواقف التي تعتبر «حساسة»، والطريقة الأمثل في التعامل حيالها.
الموقف:
تعرّض الطفل للمضايقة من قبل الأطفال في المدرسة أو في الحي
يمكن أن يتعرّض الطفل لبعض المضايقات من قبل زملائه في المدرسة، أو من قبل أطفال آخرين في الحي الذي يسكنه.
وعلى الرغم من أنّ الطفل قد تكون شخصيته قوية إلى حدّ ما، إلا أنّ ملاحقة الأطفال له، ومضايقتهم له، وضربه أحياناً، ومناداته بأسماء مزعجة، كلّ ذلك يمكن أن يهزّ شخصيته ويؤثر في صورته الذاتية.
ويقول الخبراء: إنّ أيّ طفل يمكن أن يتعرض لمضايقة الأطفال من حوله، سواء ممن هم في سنّه أو الأكبر سناً؛ إلا أنّ الأطفال الذين تكون لديهم بعض المشاكل قد يكونون أكثر عرضة للمضايقة.
ويكون الأطفال البدناء أو الذين يعانون من مشكلات في اللفظ وغيرها، من أكثر الأطفال عرضة للمضايقة.
وينصح الخبراء بأنّه في حال كان طفلك يتعرّض لأيّ نوع من أنواع المضايقة، سواء الضرب أم الملاحقة والإزعاج من زملائه في المدرسة، فإنه من الضروري أن تخبر الإدارة بالأمر، واطلب منهم أن يراقبوه.
إلى ذلك، فإنّه يجب أن تعالج المشكلة؛ ففي حال كان الطفل يعاني من السّمنة على سبيل المثال خذه إلى طبيب مختص في معالجة سمنة الأطفال، إذا كانت الحالة متفاقمة أو يمكنك إخضاعه لنظام غذائي صحي وصارم.
ويقول الخبراء: إنّ الأطفال الذين يتعرضون لمضايقات يجب أن تعزّز ثقتهم بأنفسهم، وأن يشعروا بأنهم أشخاص محبوبون.
وهنا حاول أن يمارس طفلك بعض الأنشطة التي يحبّ، كالرياضة أو العزف على آلة موسيقية أو غيرها من الهوايات.
ومهما كنت منزعجاً وحزيناً لأجل طفلك، فإنّه من الخطأ أن تريه ذلك، وينبغي أن تدعه يرى أنّك واثق به وبقدراته.
الموقف:
كيف يمكن أن يتصرف الأهل عندما يتشاجر الأطفال؟
لا نكاد نرى طفلاً لم يتشاجر أبداً مع إخوته، ويعتبر شجار الأخوة مع بعضهم البعض من الأمور الطبيعية إلى حدّ ما.
وعلى الرغم من أنّ الإخوة يكونون مقربين جداً من بعضهم البعض، إلا أنّهم قد يتشاجرون بكثرة.
ولا يمكن أن نقول إنّ الإخوة الذين يتشاجرون بكثرة لا يحبّون بعضهم البعض، بل يمكن أن يرجع السبب إلى أنّهم يتمتعون بطاقة زائدة، وبالتالي باتوا عصبيين بسبب الكبت وعدم القدرة على تفريغ طاقاتهم باللعب في الأماكن الواسعة القادرة على استيعابهم والمخصصة للعب.
وفي كثير من الأحيان يمكن أن يميل الأهل إلى استخدام الضرب كأفضل وسيلة لتهدئتهم، إلا أنّ الضرب لا يعتبر الحلّ الشافي.
وأوضح الخبراء أنّ الضرب يعلّم الأطفال أنّ العنف هو الطريقة المثالية لحلّ جميع المشكلات في المنزل.
وأشاروا إلى أنّ الأهل الذين يعتمدون على الضرب هم أشخاص فاقدون للأفكار الفعالة.
وعوضاً عن الاعتماد على الضرب يمكن لك أن تحاول تفريغ «شحناته» الزائدة من خلال اصطحابه إلى الحدائق العامة أو الملاعب المخصصة للعب الأطفال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق