«يبتسم الطفل البالغ من العمر 18 شهرا مرة واحدة كل 6 دقائق، بينما يضحك الشخص البالغ في المتوسط دقيقة واحدة يوميا».. حسب بعض الدراسات.
يقول الدكتور بيومي خليل، استاذ الصحة النفسية في مصر، إن علم النفس يقسم الضحك لدى الرضع إلى عدة انواع، فهناك الضحك العصبي، عندما نقوم بأرجحته بسرعة شديدة، أو عندما نهزه بإيقاع معين، أو نحرك ذراعيه وساقيه معا.
كما هناك حركات أخرى مثل الاستثارة الجسدية، على سبيل المثال القبلات، أو «الزغرغة»، أو النفخ على الجلد. ويضيف أنه في حالة مداعبة الطفل بهذه الأساليب، التي لا يخلو بعضها من العنف، يجب أن نعلم جيدا أن هناك خيطا رفيعا بين الضحك والبكاء، خاصة في حالة حدوث اضطراب في الظروف المحيطة، كإحساس الطفل بالتعب والإجهاد، أو إحساسه بعدم الثقة في من حوله، فهذه العوامل تكفي لإعطائه الشعور بعدم الأمان، وعدم رغبته في الضحك، وعلى هذا يجب مراعاة هذه الظروف جيدا حتى لا يكره الطفل مثل هذه المداعبات كما يجب منحه فرصة لالتقاط أنفاسه بين كل حركتين متتاليتين.
على هذا الأساس، فإن الاستثارة الحركية والإيقاعية للطفل تثير ضحكاته في وقت مبكر.
النوع الثاني من الضحك هو الضحك الانعكاسي، وهو نوع من العدوى التي تصيب الطفل وتنتقل إليه إذا كانت أمه من النوع المرح، خاصة أن الضحك هو عبارة عن رد فعل عصبي انعكاسي يحدث في جسم كل منا، ويعتمد الطفل خلال اشهره الأولى، على وسيلة واحدة للتعلم هي وسيلة المحاكاة، التي تساعده على اكتساب كافة انفعالاته، فإذا ضحك أحدهم أمام رضيع في شهره الرابع، نلاحظ أنه يحاول تقليد هذه الحركة، ويساعده على ذلك تشجيعك له بنظراتك التي تبعث الإعجاب.
وتجدر الإشارة إلى ان هناك ضحكا يلجأ إليه الطفل كسلاح لامتصاص غضب أمه أو غيرها، بعد قيامه بتصرفات خاطئة، إذ يلجأ للخدع العقلية والضحك لتحويل اهتمام أمه عنه ولتحويل الموقف لصالحه ومن ثم إثارة الضحك.
النوع الثالث، حسب الدكتور بيومي خليل، هو الضحك المتكرر، الذي يظهر عند استخدام الأم عنصر المفاجأة لإدهاش الطفل، وبهذا تضيف بعدا جديدا إلى العالم الهزلي الذي يجمعها برضيعها، مع العلم ان من أكثر الألعاب إثارة لضحكات الصغير لعبة «الاستغماية»، أي عندما تقوم بإخفاء وجهها ثم تعود لإظهاره مرة أخرى أمامه، مما يثير ضحكاته، وكلما تكررت هذه الحركات، زادت ضحكاته وتعالت قهقهاته. أما الضحك القريب بالنسبة للدكتور بيومي، فهو حين يقوم الطفل بالضحك على أشياء قد تبدو غريبة عليه، كأن يرى أمه وهي تضع الفوطة على شعرها عند خروجها من الحمام، أو يرى أباه وهو يسقط على الأرض أو يتعثر أمامه. أمور بسيطة، لكنها قد تثير ضحكه، لكن ليس كل الأطفال يمكن ان تثيرهم مثل هذه الأشياء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق