الاثنين، 20 ديسمبر 2010

الأمومة إحساس لا تتخلى عنه المرأة...للأمهات فقط..... كوني أماً.. وزوجة!


الأمومة: غريزة أنثوية، تولد مع الفتاة، لتكبر معها وتتطور فتصبح حلما ومطلبا شرعيا تسعى إليه باحثة عن رجل يشاركها الحلم بكل تفاصيله. تبدأ الأنثى بإظهار مشاعر الأمومة منذ الصغر من خلال تعاملها مع دميتها التي ترعاها وتحتضنها وتخاف عليها، وتقبلها، وتتظاهر بإرضاعها، وكأنها طفل حقيقي. فالأمومة
هبة إلهية منحت للمرأة لتعمر بها الحياة، ولذلك ارتبطت فكرة الأمومة في المجتمعات القديمة بالإلوهية وذلك حين كان هناك اعتقاد بأن المرأة هي التي تنجب بذاتها أي إنها مصدر الخلق، ومن هنا انتشرت الآلهة الأنثى بمسميات مختلفة. ثم حين اكتشف الرجل أن وجوده ضروري لأن تنجب المرأة ظهرت الآلهة الذكورية جنباً إلى جنب مع الآلهة الأنثوية، وخلال الحروب والمنازعات أيقن الرجل أنه أقوى جسمانياً من المرأة وأنه مسؤول عن حمايتها فحاول الانفراد بفكرة الألوهية....
شعور الأمومة
هذا الشعور الراقي يتبلور بمجرد أن يخبرك طبيبك أن قلب طفلك بدأ بالخفقان، وأعضاءه بدأت بالتكون، لتبدأ المتعة بدغدغة قلبك، فرغم متاعب الحمل وظروفه القاسية التي تعيشها الحامل، إلا أن استعدادها لأن تكون أماً، وتفكيرها بجنينها كشخص بحد ذاته ينسيها أوجاعها ومعاناتها.
فالجنين بدأ يكبر فيك ومعك، يشاطرك كل تفاصيل حياتك، يحزن لأحزانك، ويبتهج لفرحك، يقاسمك غذاءك، ويتأثر بالموسيقا التي تسمعينها، تتحدثين إليه فيرد عليك، بركلاته وضرباته وحركاته التي لا يشعر بها سواك، والتي ترصدينها وتنتظرينها بلهفة وشوق لتعطيك إحساسا أن طفلك بخير، تعيشين معه اللحظة، يزداد حبك له كل يوم بمقدار ألف يوم، شوق لرؤيته ينتابك، ويتملكك الفضول لتتعرفي على شكل فمه وعيونه وأنفه ويديه ورجليه وكل جزء فيه، تتلهفين لاحتضانه وضمه إليك.
رحلة الإرهاق والتعب انتهت وحان الموعد المنتظر، بعد تسعة أشهر يأتي الضيف الصغير، حفلة من الألم الجميل لم تعرفيه من قبل ولكن بمجرد سماعك بكاء الصغير ينتهي ألم المخاض، لتبدأ رحلة جديدة في حياتك.
وضع جديد لم تجربيه من قبل، إحساس الأمومة الحقيقي بدأ يكلل حياتك، لم تعد تعنيك التفاصيل الحياتية والثرثرات النسائية التي كانت تشغلك من قبل، الهم الأكبر بالنسبة لك صار طفلك الذي تهتمين وتعتنين به، فتجذبك الأحاديث والمواضيع التي تعنى بالطفولة والأمومة لتتعرفي على ما تجهلينه عن هذا العالم الذي مازال مبهماً بالنسبة لك، طفلك بدأ يشغل تفكيرك واهتمامك، تخافين عليه، تعتنين بنفسك وغذائك لأجله.
أنت زوجة قبل أن تكوني أماً
بعض النساء يتجاهلن كل من حولهن من أجل طفلهن، حتى الزوج يخرج من إطار اهتماماتهن، وهذا الخطأ بعينه، فيجب على المرأة أن تتذكر دائما أنها زوجة قبل أن تصبح أماً، وأن زوجها شريك شرعي لها بهذا الطفل، ولكل منهما حقوقه عليها يجب ألا تنساها أو تتجاهلها، أو تعطي لأحدهما أكثر من الآخر، وإلا فسيتسرب الروتين والملل إلى علاقتك الزوجية وبالتالي إلى نفسك ما سيؤثر على مزاجك والكيفية التي تتعاملين فيها مع طفلك.
لذلك لا بد أن تهتم المرأة وتعتني بحياتها الزوجية وبعلاقتها مع رجلها قدر استطاعتها لأن أي تغيير سلبي أو أيحابي في العلاقة الزوجية يمتد في البيت كله وبالتالي سيؤثر على الطفل وسلوكياته مستقبلا.
كونك أماً، هذا لا يعني أن مهمتك تقتصر على الاعتناء بالطفل ونظافته وغذائه وراحته، بل يجب العناية بالتأهيل النفسي للطفل من خلال تأمين السكينة والاستقرار العائلي له والذي يتجسد من خلال علاقتك بالأب.
أنواع الأمومة
للأمومة أنواع، فكما ذكرت سابقا فإن الأمومة شعور فطري، تتميز به الأنثى وتشعر به منذ الصغر، فهناك أم تنجب أطفالاً ولا تربيهم، وهناك أم تربي دون أن تنجب فترعى وتحب وتتعلق، وأخريات يحملن وينجبن ويربين.
وبناء على ما ذكر يكون للأمومة ثلاثة أنواع هي:
الأمومة الكاملة (بيولوجية ونفسية)
وهى الأم التي حملت وولدت وأرضعت ورعت الطفل حتى كبر، وهى أقوى أنواع الأمومة، والتي تعيشها الأم بكل تفاصيلها ومراحلها، من حمل وتعب وقلق وتوتر فينقلب نظام حياتها رأساً على عقب، في انتظار الحدث المرتقب وهو قدوم الطفل الذي صاحبها وشاركها بجسدها وعلى مدى تسعة أشهر. كل هذه المشاعر تولد عند الأنثى الأمومة وتفجر عندها مكامن الحنان والعطف تجاه ولدها، فتبدأ معه فترة جديدة، تفضله عن نفسها وراحتها، تربيه وتعتني به وتخاف عليه من كل ضرر، هذا الخوف والحب والرعاية تكبر مع الطفل يوما بعد يوم. حتى ترى الأم طفلها بات شابا تفخر به. فهذا هو جوهر الأمومة: بذل وعطاء وصبر واحتمال ومكابدة ومعاناة.
الأمومة البيولوجية
في هذه الحالة تحمل الأم وتلد طفلها ومن ثم تتركه لأي سبب من الأسباب، وهناك حالات كثيرة عن هذا النوع، كأن تترك الأم طفلها لزوجها بعد الولادة فورا في حالات الطلاق. وفي حالة الأمومة البيولوجية لا يعترف الأولاد بأمهم التي ولدتهم ولكن بالشخص الذي قام بتربيتهم.
الأمومة النفسية
قول المثل الشعبي الأم التي تربي وليست التي تنجب، ويقصد المثل في هذه الحالة الأم النفسية وهي التي لم تحمل أو تلد، ولكنها تتبنى الطفل وتربيه وترعاه وتحبه وتعطف عليه، فتعيش إحساس الأم، وفي هذه الحالة يعيها الطفل أكثر مما يعي أمه البيولوجية لأنه استفاق عليها وأحبها ووعاها واستمتع بها.
أهمية الأمومة
كثيرات هن الفتيات اللواتي تسعين إلى الزواج للحصول على طفل وللاستمتاع بإحساس الأمومة لما له من فوائد نفسية على الأنثى، فالأمومة من أقوى الغرائز الأنثوية التي تشعر المرأة من خلالها بالأنوثة والخصوبة، ولذلك فالحرمان منها له مضاعفات قاسية وشديدة على المرأة، التي يتولد عندها عقدة نقص، ومهما حاولت أن تعوض هذا النقص فإنها في النهاية تشعر بفراغ هائل داخلها لا يمكن أن يملأه شيء. ولذلك تظهر أعراض الاضطرابات النفسية والتي من الممكن أن تؤدي في أحيان كثيرة إلى مشاكل جسدية. وفي هذه الحالة ينصح النفسيون الأم العقيمة بتبني طفل يملأ لها الفراغ تمنحه حب الأمومة، أو من خلال رعاية الأيتام أو العمل في دور حضانة الأطفال أو رعاية أطفال العائلة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق