يتلقّى معظمنا دعوات إلى الغداء، خاصة في هذه الفترة من العام؛ أي خلال فصل الصيف، الذي تكثر فيه المناسبات الاجتماعية والحفلات ودعوات الغداء والعشاء؛ إلا أنّ بعض الأهل الذين لديهم أطفال صغار يمكن أن تنتابهم حالة من القلق، فهل يتصرّف الأطفال بتهذيب وأدب، ويجلسون بشكل مهذّب على طاولة الغداء؟.
يخشى معظم الأهل من أن يجد أطفالهم صعوبة في الجلوس طيلة فترة دعوة الغداء بشكل مهذّب، فمن الممكن أن يضجر الأطفال ويملّوا من الجلوس لساعات طويلة بين الكبار وسماع حديثهم الممل.
ومن المخجل أن يظهر الأبناء بصورة سلبيّة أمام الأقارب أو الأصدقاء، حيث إنّه من المخجل للأهل ألا يجلس طفلهم إلى جانب طاولة الغداء بهدوء، وأن يزعج الآخرين بتنقلاته المستمرة بين الجالسين إلى الطاولة.
وكثيراً ما يرغب الأهل في الاستمتاع بحضور دعوات الغداء، والتحدّث إلى الأقارب أو الأصدقاء من دون أن يدعوا لقلقهم تجاه تصرّف أطفالهم أيّ تأثير على لذّة هذه اللحظات بصحبة الأشخاص الذين يحبّون.
ويمكن أن يخشى الكثير من الأهل من ألا يتصرف أبناؤهم بطريقة لائقة، وأن يكونوا مصدراً للإزعاج؛ فمن المؤكد أنّهم لا يرغبون في أن يكونوا ضيوفاً مزعجين يفسدون حفلة الغداء على المدعوين والشخص الذي دعاهم.
ولكن في حال كان الطفل سريع الملل، ولا تستهويه جلسات الكبار وأحاديثهم، فكيف يمكن أن يتمّ نجلِسه طيلة فترة الغداء بهدوء وبشكل لائق؟.
وكيف يمكن للأهل أن يستمتعوا بدعوات الغداء من دون الشعور بالقلق والخوف من عدم تصرف الأطفال بلباقة؟.
ساعده على الاختلاط
عندما تجد نفسك في دعوة غداء، أنت وأطفالك، فمن الضروري أن تشغل طفلك بشيء ما، لكي يكون بعيداً عن الملل.
ويقول الخبراء إنّ إشغال الطفل، وتسليمه بعض المهام، يمكن أن يشعره بأهميته، وبالتالي يشعر أنّ وجوده بين الكبار ضرورياً، وأنهم بحاجة إليه.
وهنا يمكن أن تسمح للطفل بأن يساعد في ترتيب المحارم على طاولة الغداء، على سبيل المثال، أو وضع الملاعق والشوك في الأماكن المخصصة.
كما أنّه يمكن أن تدع الطفل يضع سلّة الخبز على الطاولة، أمّا الأطفال الأكبر سناً، كالذين تجازوا التاسعة من العمر يمكن أن يقوموا بسكب الشراب للمدعوين.
وبهذه الطريقة تبعد الملل عن الطفل، ويشعر بأنّه شخص مفيد، ما يشجعه على التواصل بايجابية مع الآخرين من حوله ويختلط بالموجودين.
دعه يؤدّي شيئاً يحبّه
من المفترض أن يستطيع الطفل بمجرّد بلوغه الخامسة من العمر أن يجلس بلباقة خلال دعوات الغداء، وأن يجلس بهدوء إلى طاولة الغداء من دون إزعاج الآخرين من حوله.
وعلى الرغم من أنّ الطفل قد لا يجد هذا الأمر سهلاً إلا أنّه ليس مستحيلاً، ومن المفترض أن يستطيع الطفل بعد هذه السن الجلوس بتهذيب طيلة فترة دعوة الغداء.
وهنا يأتي دور الأهل في مساعدته على ذلك، فإلى جانب مساعدته على الاختلاط مع جو الكبار، بإعطائه بعض المسؤوليات والمهام، يمكن أن تدعه يشارك المدعوين في تقديم مواهبه، خاصة في حال كان يحبّ ذلك.
وتقول الخبيرة سالي سويفت أنّ الأطفال يحبّون جذب الانتباه إلى أنفسهم، وهنا يمكن أن يؤدوا أغنية أو مشهداً تمثيلياً تعلّموه في المدرسة أو تقليد النجوم على سبيل المثال.
وبهذه الطريقة فإنّ الطفل يشعر بالاندماج، ونكون بالتالي قد أبعدنا شعوره بالملل قدر الإمكان.
ويمكن أن يؤدّي الطفل عرضه الذي يحبه على قسمين قبل تناول الغداء، ومرة أخرى قبل تناول الحلوى.
إلى ذلك فإنّ شعور الطفل بأنّه مشهور ومحبوب يمكن أن يعتبر الحافز الذي يحثّه على الجلوس بهدوء إلى طاولة الطعام.
وعلى الرغم من أنّ الطفل يجب أن يحاول الجلوس بهدوء إلا أنّه في بعض الأحيان قد يحتاج إلى بعض التشجيع.
ويمكن أن تعد الطفل بأخذه إلى الحديقة، على سبيل المثال، في حال استطاع الجلوس بهدوء ولباقة طيلة الوقت أثناء وجودهم عند الأقارب أو الأصدقاء على دعوة الغداء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق