الاثنين، 13 ديسمبر 2010

هل أنت أب جيد لأطفالك؟


إذا أدرك الآباء أهمية التربية وأثرها على الأولاد فإنه لا بد من العلم بأن التربية لا تقتصر على جانب واحد فقط ، فالتربية لها جوانبها المختلفة فهناك الجوانب الدينية، الخلقية، الجسمية، النفسية والاجتماعية، ومن الخطأ عدم مراعاة جوانب التربية المختلفة أو عدم التوازن بينها، وهذا نوع من القصور في التربية يترتب عليه سلبيات عدة، ولذا فإنك ترى مثلا من اهتم بالتركيز في تربية أولاده على الجانب العلمي حتى ولو كان شرعيا، وغفل
عن الجانب الروحي الإيماني، فإن النتيجة غالبا أن مثل هؤلاء الأولاد يهتمون لفترة قصيرة بطلب العلم، وما أن ينتهي زادهم الإيماني حتى يبدؤوا في التخلي عن طلب العلم لعدم وجود الدافع الحقيقي الداخلي لهم على ذلك.
وكذلك تجد من يهتم بالجانب الروحي والإيماني مغفلا الجانب العلمي، ينشأ أبناؤه غالبا على مجرد أداء للعبادات دون معرفة بالعلم واهتمام به، وكلا الحالتين مخالفتين لهدي الإسلام، وهي قصور في التربية ينبغي على الآباء والأمهات ملاحظته والاهتمام به لأننا نريد أبناءنا قد تربوا على الإيمان والعلم والخلق والجد والاجتهاد، لا نريد أن نرى شابا على درجة من العلم وأخلاق سيئة أو مرتكبا للمحرمات، أو تجد شابا متدينا ولا يعرف شيئا من العلم.
من وسائل التربية الناجعة!
لعل البعض الآن يتساءل ما هي الوسائل المجدية في التربية النافعة، بحيث يسهل على المربين من آباء وأمهات استخدامها لتحقيق ما يصبون إليه من ذرية صالحة نافعة يسعدون بها وينفعون مجتمعاتهم؟
لا شك أن صلاح الأولاد يعتمد في الدرجة الأولى على توفيق الله تعالى وإن كان هذا لا يعني أن يتكل الآباء على ذلك دون أخذ بالأسباب، فإن الله قد جعل لكل شيء سببا، وأولى أسباب التربية الصحيحة أن يحسن الرجل اختيار زوجته، إذ أن الزوجة ما هي إلا أم لأولاده، وهي أكثر وأشد تأثيرا عليهم منه لكونها أشد التصاقا وقربا لهم، ومن ابتلي بزوجة مقصرة فليبدأ بإصلاحها أولا.
التوجيه لا يكون بارتكاب الأخطاء !!
ومن الأمور الهامة التي ينبغي أن ينتبه لها الآباء هو عدم معالجة أخطاء الأبناء بطريقة خاطئة، فكثيرا ما نلاحظ أن ابنا يقدم على ضرب أخيه، فيسارع والده بتوجيه ما حضره من ألفاظ مستهجنة، أوقد يلعب الطفل فيزعج والديه، فلا يكون العلاج إلا الضرب المبرح، لذلك ينبغي المسارعة إلى تصحيح الخطأ بمجرد وجوده وظهوره على الأبناء، سواء أكان هذا الخطأ يتعلق بأخلاقهم أو بإيمانهم أو تحصيلهم العلمي مثلا أو سلوكهم العام في الحياة، فإن ترك أو إهمال معالجة الأخطاء مهما كانت بسيطة يؤدي إلى استفحالها وإلى ما هو أكبر منها بحيث يصعب فيما بعد علاجها، مع التنبه إلى ضرورة إصلاح الخطأ بطريقة صحيحة، فلا يصلح الخطأ بخطأ آخر أعظم منه يرتكبه الأبوان، كاستخدام السب والشتم مثلا أو اللجوء إلى الضرب في كل صغيرة وكبيرة دون مبرر وكذا التوبيخ والتقريح أمام الآخرين.
ومن الأخطاء التي يقع فيها الأبوان عدم التدرج في إصلاح أخطاء أبنائهم، وفي تعليمهم وتوجيههم خطأ آخر يقع فيه كثير من الآباء وله سلبياته الكثيرة، وهو مخالف لهدي الإسلام الذي استخدم التدرج حتى في التشريع في إيجاب الواجبات والنهي عن المحرمات كما هو معلوم ، وفي المقابل أيضا فإن التهاون في إصلاح الأخطاء بحجة التدرج أيضا خطأ آخر والمفترض على الأبوين التوسط في هذا الأمر وتقدير الأمر بقدره دون إفراط أو تفريط.
وأمر آخر، هو أن الأبوين قد يقعان في بعض الأخطاء، وفي هذه الحالة يجب الاعتراف بخطئهما، وعدم المماراة فيه بحجة أن الأبناء لا يستوعبون ذلك، حتى لا يؤدي هذا التصرف إلى حالة من التناقض التي ينبغي أن تبعد عن حياة الأبناء، وليحذر الأبوان من تصيد الأخطاء على أبنائهم وكثرة التقريع والتوبيخ واتهامهم بالتقصير، فإن هذا الأسلوب لا شك أنه بعد فترة يؤدي إلى تبلد إحساس الأبناء واعتيادهم عليه، وبالتالي يفقد الجدوى منه، وربما أدى إلى الإحباط وعدم الرغبة في التقدم، والواجب عليهم بدلا من محاولة تصيد الأخطاء أن يحاولوا اكتشاف المواهب التي عند أبنائهم والمحافظة عليها ومحاولة تنميتها وتوجيهها الوجهة الصحيحة أيا كانت هذه المواهب ما دامت أنها مباحة وتعود عليه بالنفع، فإن تنمية المواهب وتوجيهها يعين على التخلص من الأخطاء والحد منها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق