الاثنين، 13 ديسمبر 2010

الألعاب والأطفال.. صداقة حميمة


تسعى شركات تصنيع ألعاب الأطفال من الإنسان الآلى /الروبوت/ إلى التغلب على عقبة تحول ، حتى الآن ، دون أن تصبح معظم منتجاتهم الإلكترونية محبوبة بشدة ، بالقدر الذي تحظى به الدمى الدببة.
ولتؤخذ في الاعتبار لعبة "ترايبوت" التي تنتجها شركة "وو وي" ، وهي عبارة عن إنسان آلي يتميز بلونه الأحمر الساطع يتحرك سريعا على الأرض ويصدر تعليقات ساخرة عند تفاديه العوائق التي تقابله. وأذهل هذا الروبوت الصغير الجميع عند طرحه فى الاسواق في عام 2008 .
غير أن معظم تعليقات العملاء على مواقع التسوق الالكترونية تظهر أن هذا الروبوت ستقل شعبيته قريبا. وتقل شعبية هذه اللعبة لدى الآباء بنحو أسرع ، حيث أن الاستماع إلى صوتها المتحشرج وهي تكرر ، للمرة العاشرة أو العشرين ، جملة "أنت حقا تحتاج إلى تنظيف" أرضية المنزل قد يكون نوعا من التعذيب النفسي.
وفي معرض نورمبرج لألعاب الأطفال الذي يقام الأسبوع الجاري ، سيبحث المشترون عن ألعاب الروبوت التي تصنع الأصدقاء بدلا من تلك التي تسبب الإزعاج والضيق.
وقدمت شركة "بي.إم.أو كابيتال ماركتس" للخدمات المالية ، التي تتخذ من نيويورك مقرا لها ، قائمة تضم أفضل عشرة من ألعاب الأطفال في كانون أول/ديسمبر الماضي ، تصدرتها لعبة الحيوانات الأليفة من الروبوت "تشو تشو" ، وهي منتج جديد لشركة "سيبيا" التي تتخذ من مدينة سانت لويس الأمريكية مقرا لها.
وأشارت شركة "بي.إم.أو" إلى أن هذا المنتج المثير نفد لدى بائعي التجزئة الأمريكيين في الأيام التي سبقت أعياد الميلاد "الكريسماس".
ويذكر أن ألعاب "تشو تشو" هي عبارة عن سلسلة من حيوانات القوارض الروبوت التي تستجيب للتربيت والملاطفة وبعض الحركات الأخرى التي تنم عن الاهتمام والعناية من خلال إصدار أصوات حادة تعبر عن السعادة.
وأنتجت تلك الحيوانات الروبوت في الأصل تحت اسم "جو جو" ، وتلقى شعبية أكبر لدى البنات اللائي تتراوح أعمارهن بين الرابعة والثامنة.
ومنذ طرحها في أيلول/سبتمبر الماضي ، تلقى تلك الحيوانات الروبوتية ، التي يتوافر مع كل منها سرير وملاءة ونفق ينطلق خلاله الروبوت وسيارة يركبها ، نجاحا لدى الأطفال الأمريكيين في المقام الأول ، غير أن شركة "تي.دي.جي" التجارية أرسلت أعدادا محدودة إلى أوروبا.
وقال أندري فيسمولر ، المدير الأوروبي لشركة "تي.دي.جي" ، في مدينة هامبورج الألمانية: "عن نفسي ، لدي سبعة أطفال".
وجرب فيسمولر هذه اللعبة في أسرته ، ولا يزال اثنان من أطفاله /خمسة وسبعة أعوام/ يحبان هذه القوارض الروبوتية المكسوة بالفراء بعد مرور تسعة أسابيع من شرائها.
وأوضح قائلا: "لا يزالان "الطفلان" يلعبان بها طوال الوقت".
وتحظى هذه القوارض الاصطناعية بإعجاب بعض الآباء ، نظرا لأن استمتاع الطفل بالحيوانات الأليفة الحقيقية لا يدوم في الغالب طوال عمر الحيوان ، ليضطر الآباء في نهاية المطاف إلى العناية بتلك القوارض.
وقال فيسمولر: "لدى أسرتي أرانب حية.. كان الأطفال متحمسين لها للغاية في البداية ، غير أن هذا الحماس تقلص لاحقا".
وبددت شركة "سيبيا" بوضوح بعض مصادر القلق الأخرى لدى الآباء ، حيث أعلنت أن تلك الألعاب التي تعمل بالبطاريات "لا تتعب ولا تموت ولا تتعفن".
ويقول خبراء في ألعاب الأطفال إن فكرة الألعاب التي تثير شعورا بالصداقة والثقة لدى أصحابها الذين تقل أعمارهم عن ثمانية أعوام ، بها شئ مشترك مع لعبة "تاماجوتشي" التي اخترعت في اليابان عام 1996 وحظت بشعبية هائلة.
وتحتوي لعبة "تاماجوتشي" ، وهي عبارة عن كمبيوتر صغير للغاية ، على صور لطائر صغير ينبغي إعطاؤه طعاما افتراضيا ورعايته كل عدة ساعات.
وجرى تطوير هذه الفكرة في الجيل الجديد من الروبوت من خلال تزويدها بأجهزة استشعار تستجيب للعوائق والأصوات الصاخبة.
فعلى سبيل المثال ، يمكن أن يمارس روبوت "ترايبوت" دور كلب الحراسة ليصدر ضجيجا عندما يحاول أحدا التسلل بجواره ، بينما يمكن تحويل الحيوانات الأليفة الروبوتية إلى نظام التربية عندما تطلب الاهتمام ، ومن ثم تصدر حينها أصواتا خافتة عند التربيت عليها.
وقال رينر بولاند ، وهو أكاديمي في كلية الموسيقى بجامعة سالزبورج يدرس العزف ، في مقابلة إن السحر الذي تتسم به ألعاب الأطفال التي تبدو حية يرجع إلى أول "إنسان آلي" اخترع في القرن الثامن عشر.
وقال رينر: "في النهاية ، هي مجرد وهم.. نحتاج غالبا إلى بدائل للتغلب على الوحدة.. لكن الأطفال لا يحتاجونها عندما يجدون من يلعب معهم".
ووصف الأستاذ المساعد بولاند الإثارة بشأن "الأصدقاء" الروبوتيين بأنها "دعاية" ، بينما أقر بأنه لا ضرر منها نظرا لأنها مجرد ألعاب.
بيد أن بولاند أشار إلى أن الإنسان الآلي وقت نشأته غير موقف المجتمع تجاه الحيوانات الحقيقية ، مما دفع بعض الفلاسفة إلى القول إن الحيوانات الحية ليست أكثر من شيء أرفع مقاما من الروبوت.
وأضاف: "كان ذلك وهما أيضا.. ندرك اليوم أن الحيوانات ليست روبوتات ، بل هي كائنات حية".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق