من الطبيعي ان يلحظ الأهل وجود حول متقطع أو بسيط على الطفل بعد ولادته وإلى حين بلوغه عمر 4 - 6 أشهر، حيث يعتبر هذا النوع من الحول فسيولوجيا، وعادة ما يختفي مع نمو الطفل ونضوج قدرات عينيه. بيد إن استمرار الحول إلى ما بعد هذا السن، أو ملاحظة درجة حول كبيرة، أو إن الطفل لا يتمكن من الرؤية، هنا يجب أن يسارع الأهل الى عرض الطفل على أخصائي عيون الأطفال للتشخيص، لبدء العلاج باكرا وتفادي المضاعفات أو حدوث مشاكل تطورية مثل تأخر تطور اللغة والتواصل أو غير ذلك.
حول أمراض العيون التي تصيب الاطفال، ومنها الحول، استضفنا استشاري أمراض العيون عبد المطلب البهبهاني للرد على تساؤلات القراء الهاتفية التي لخصناها في التالي حتى تعم الفائدة.
• منذ الولادة تم تشخيص ضعف النظر الذي تعاني منه ابنتي بأنه نتيجة لعدم اكتمال نمو عصب النظر أو العصب البصري، بيد إن المعالج أكد أن حالتها ستتحسن مع تقدمها في العمر، حيث سيكتمل نمو العصب مع الوقت. بيد إن حالتها لم تتحسن، وابنتي تبلغ من العمر 5 سنوات الآن، ولا تزال تعاني من مشكلة في البصر.
- أولا، لا بد من التأكيد على إن عصب العين لا ينمو أو يكتمل بعد الولادة، لان التكوين الخلقي لعصب العين ينتهي مع ولادة الطفل، وعليه فإن من يولد بعصب غير مكتمل، فانه سيظل كذلك طوال عمره. ولكن ذلك لا يعني حكما بالعجز عن الرؤية، فيوجد من يولدون بعصب بصري ضعيف أو ناقص، لكنهم لا يعانون من مشكلة في البصر ويرون بشكل جيد.
لكن في الأغلب، فان عدم اكتمال نمو العصب البصري يسبب ضعفا دائما في البصر. وعليه فلا تصدقوا من يرشدكم إلى علاج سحري يحل هذه الحالة، فالعلم لم يتوصل لتغطية العين كحل لعدم اكتمال عصب العين. وحلها الوحيد هو تحسين البصر من خلال لبس النظارة، ومحاولة زيادة فعالية ونشاط العين المتضررة، من خلال تغطية العين الجيدة.
• لكن عندما نلبسها النظارة فان حالتها النفسية تسوء، من جراء سخرية اقرانها الأطفال بها، سواء في المدرسة أو المحيطين بها، مما نفرها من لبس النظارة. بل تزداد حالتها النفسية سوءا عندما نقوم بتغطية العين السليمة، حيث تمتنع عن الأكل والشرب وأي نشاط وتصبح حزينة ومتوترة وغالبا ما تذهب للنوم.
- من الواضح ان الخلل في العين المتضررة يسبب إعاقة كبيرة أو تامة في الرؤية بما يمنع ابنتك من الرؤية عند تغطية العين السليمة، ما يسبب ردة فعلها السلبية القوية وخلودها الى النوم. وما يجب إن نتذكره، هو إن العصب لن يكتمل نموه أبدا، وعليه فإن العين الضعيفة ستظل ضعيفة وإن العين السليمة ستظل سليمة ولذلك يعتمد دائما على البصر من خلال العين الجيدة. ولكننا بإجرائنا هذا نحاول إن نحسن من قوة وقدرة العين الضعيفة ولو إن ذلك لن يحسنها لدرجة كبيرة.
لذلك، ففي الحالات المشابهة، التي الحظ فيها ظهور مضاعفات نفسية واجتماعية على الطفلة مثل كثرة نومها أو انعزالها أو انخفاض نشاطها الاجتماعي أو اللعبي، فهنا أعيد النظر في العلاج، وفي مرحلة ما أقترح على الأهل والطفلة انه من الأفضل إن يتقبلوا الوضع ولا يضغطوا على البنت حتى تلبس النظارة أو تغطي عينيها، بل يمكنهم التوقف عن كل ما قد يضايقها ويركزون على بناء ثقتها بنفسها.
واشدد على ضرورة إن تتأكدي وتؤكدي لابنتك انه يوجد الكثير ممن في مثل حالتها ولديهم عين واحدة سليمة فقط ،و إن ذلك لا يمنع من الدراسة، حيث يعملون كمهندسين وأطباء، والشيء الوحيد الذي أقول لها هو أنها لن تستطيع العمل كسائقة لطائرة، أما الأعمال الأخرى فهي مجازة لها.
كسل العين
• تم تشخيص ابنتي التي تبلغ من العمر 7 سنوات بعدما دخلت للمدرسة وانتبهت المدرسة لمشكلة بصرها، بأنها تعاني من ضعف في العين اليسرى، فيما عينها الأخرى سليمة. وللعلم، فلم نكن نلحظ منها أو من تصرفاتها وجود أي خلل أو شكوى، والظاهر أنها كانت تعتمد على عينها اليمنى (السليمة) وعليه فلم تشتك. المهم إن الطبيب أشار علينا بأنها يجب ان تلبس نظارة ويفضل أن نغطي عينها السليمة حتى تعتمد الطفلة على عينها الضعيفة. فهل هذا هو الإجراء الصحيح، والأفضل؟
- ما يطلبه الطبيب هو التسلسل الصحيح لعلاج ضعف البصر أو ما يسمى بكسل العين. وللتنبيه، فمن الوارد والشائع ألا تكتشف حالة ضعف العين إلا بعد دخول الطفل للمدرسة. فعادة ما لا يشتكي الطفل من شيء لأنه يحس إن وضعه هو الطبيعي ويكتشف فقط الخلل عندما تفحص رؤيته في المدرسة، وعلى اثر ذلك يشار للوالدين بضرورة الاستشارة وعلاج الطفل.
وخطوة العلاج الأولى هي تشخيص النظارة المناسبة، ومن ثم مراجعة المعالج بعد أسبوعين لتقييم ملاءمة النظارة للشخص، وقياس نشاط عينيه. وإن كان يعاني من كسل في العين، فهنا نستعين بطريقة بسيطة وغير مضرة بتاتا، وهي تغطية العين السليمة حتى نجبر الدماغ على استخدام العين الضعيفة، وهو ما يعمل على تقوية فعاليتها. ويمكن استخدام قطرات العيون المنشطة وينصح هنا بمتابعة بالمراجعة كل شهرين للتقييم.
وللإيضاح، فإن الصغار يستفيدون من هذا الإجراء، وترتفع نسبة الاستجابة مع بدئها في سن مبكرة تقل مع تقدم السن. وعليه، فيستجيب الطفل بعد سن السابعة بشكل ضعيف، وأما بعد سن 12، فلا ينصح بهذا الإجراء لعدم فائدته. وبما إن عمر ابنتك هو 7 سنوات، فيعد عمرا متقدما ولكنه مقرون بنسبة استجابة. ولذا أنصحك بتطبيق هذه الإجراء الآن وعدم الانتظار للسنوات القادمة، حيث إن تغطية أو حجب العين الأخرى لن يفيد لاحقا.
• ما سبب كسل العين؟
- للتوضيح، ينتج كسل من تركيز إشارات الدماغ على استخدام عين واحدة دونما الأخرى، وذلك لسبب ما مثل خلل في البصر أو العين، أو وجود حول. وهو ما يؤدي بدوره إلى حدوث ضعف في عمل العين الأخرى. ويتم تشخيص هذه الحالة من خلال فحص درجة البصر للعينين، حيث يلحظ فرق شاسع بينهما، كأن تكون الدرجة 6/6 للعين الأولى و12/6 أو 24 / 6 للعين الأخرى.
الحول التكيفي
• ولدي ظهر عليه حول في العين وقد أخذته إلى اختصاصي، وقال لي انه يحتاج إلى نظارة، فهل من الممكن أن يظهر الحول فجأة؟ وهل سيختفي مع العمر؟
- عندما تكتشف حالة الحول فيما بين عمر 2-5 سنوات، وبخاصة لو ظهر، فيسمى بالحول التكيفي. وعادة لا يتطلب العلاج أكثر من استخدام النظارة الملائمة، ومتى ما تم تشخيص النظارة المناسبة، فلن تحتاج بعد ذلك إلى أكثر من مراجعة الطبيب كل ستة أشهر لتقييم النظارة والحالة فقط.
أما إن لم يختف وتتحسن درجة الحول أثناء لبس النظارة، فهنا يمكن التفكير في الإجراء الجراحي الملائم. وعادة ما يختفي الحول التكيفي مع تقدم العمر، بحيث يستغنى عن لبس النظارة بعد سن 12 أ و14 سنة.
أسباب عديدة للحول
• بعد وقوع طفلي البالغ سنة ونصف على رأسه بشدة، لاحظنا ظهور حول في عينيه. وللعلم، فانا والده ولدت مصابا بالحول، وأجريت لي عملية حسنت منه، لكنه ما لبث ان عاودني مع تقدم العمر، ولكن بنسبة اقل من السابق. ولذا لبست النظارة وما أزال البسها إلى وقتي هذا وعمري 60 سنة. فهل الحول وراثي؟ وهل من الممكن أن ينتج عن اصابة في الرأس؟ وهل هنالك علاج له لطفلي؟ أو لي بحيث يغنيني عن لبس النظارة؟
- أولا لابد من أن أؤكد على ان الوراثة لها دور كبير في ظهور الحول، ولذا فأوتوماتيكيا أطفالك معرضون للإصابة بالحول. واعتقد أن المشكلة في حالتك ناتجة من حالة «طول في البصر» ما يسبب بدوره حدوث حول تكيفي. وطفلك بحكم الوراثة، يعاني من طول في النظر أيضا، وربما سبب الحول لديه.
وللعلم، فمن الممكن أن ينتج الحول من أسباب متعددة مثل الحمى، الصدمة، أزمة نفسية، أو الحوادث واصابة الرأس. لكن في حالتك، أتوقع أن الإصابة على الرأس لم تسبب الحول، بل أظهرت المتابعة الطبية ان ابنك مصاب بها أساسا، أي أنها مثل المفتاح الذي سبب بروز اعراض حول العين.
وأول ما أنصحك به هو مراجعة استشاري عيون الأطفال حالا للبدء في العلاج والمتابعة وتشخيص النظارة المناسبة. وكتشبيه فالنظارة هنا مثل العقار المعالج لحالة السكري، التي تفيد في السيطرة على نسبة الخلل، ولذا فلا ينصح بالعملية. أما بالنسبة لحالتك فإذا كانت درجة طول النظر مناسبة (لا تتعدى 5 درجات) فمن الممكن أن تخضع لعملية الليزك لتصحيح النظر، وهو ما سيؤدي بدوره إلى تعديل الحول. أما إذا كانت الدرجة أكثر من 5 فهنا لن تستفيد من إجراء هذه العملية.
لا تسأل كل دكتور أجنبي
• تحسن الحول مع استخدام ابنتي للنظارة، ولكننا عرضناها على الاستشاري الأسباني الزائر لاحدى عيادات مستشفى العيون، فقال لنا انها تحتاج لعملية، فما رأيك؟
- أولا يجب توعية الجمهور حول موضوع مهم، وهو الا يثقوا بكل استشاري أجنبي، لأنه عادة ما يكون طبيبا عاديا في بلاده وقد حضر للترويج لعمله وللكسب المادي.
ومن واقع معرفتي بهذا الزائر شخصيا فأشير عليك بعدم أخذ كلامه على محمل الجد، لان تخصصه مختلف تماما عن تخصص الحول، وعليه، فمعرفته في تشعبات حالة الحول مثل معرفتي أنا ببناء الصواريخ.
لكن بعض المرضى للأسف يثقون بشكل متحيز بالطبيب الزائر من دون النظر الى تخصصه. وللتفصيل، فالاختصاصي متخصص في مرض محدد في مجال معين. فمثلا، بالاضافة الى التخصص في أمراض وجراحة عيون البالغين والصغار، فانا متخصص في مجال الأطفال، وبخاصة حالات الحول، فيما يوجد غيري ممن تخصص في مجال أمراض القرنية أو الماء الأبيض أو الماء الأزرق، وهكذا. وعليه، فيجب علاج الحالات المرضية عند المتخصصين فيها، فهم من يستطيعون اتخاذ القرار الصائب لعلاج الحالة. لذا أؤكد عليك بالاعتماد على رأي المعالج المتخصص الذي رجح الاستمرار في استعمال النظارة دونما الاستعانة بأي اجراء جراحي.
الحول المتبادل والعمودي
• ولدي عنده حول غريب، حيث تتبادل الأعين في الحول، بحيث تكون إحداها سليمة تنظر للأمام والأخرى تلتف للخارج.أما طفلتي فالحول لديها مقترن بالتفاف وارتفاع احدى العينين الى الأعلى. أي انه عندما ترى للأمام تكون العينان سليمتين ولكن عند النظر الى الجوانب، تلتف العين الى الأعلى. فما هو التفسير؟
- حول حالة الطفل، فلديه حول متبادل، حيث يحدث تارة في كل عين على حدة. ويدل ذلك على ان الدماغ يستخدم العينين بشكل متعادل ولذا فهما لا تعانيان كسلا.
أما الطفلة، فلا بد من عرضها على طبيب مختص في عيون الأطفال. وللتوضيح، فغالبا ما يكون الحول أفقيا، ولكن توجد حالات يكون فيها الحول عموديا أو مائلا وتتميز بأن العين تكون طبيعية عند النظر للأمام، ولكن عند النظر الى الجوانب، فان العين ترتفع الى اعلى. وان كان ملحوظا حتى مع لبس النظارة، فهنا يقرر الطبيب اللجوء الى الإجراء الجراحي لتعديل الحول العمودي.
التدميع قد يشير الى ضيق القناة
• عندي طفل أصيب بالرمد مرتين، وبعدها لاحظنا استمرار عين واحدة في التدميع بشكل متقطع، حيث يزداد التدميع أحيانا ويقل وقد يختفي في أحيان أخرى، فما السبب والحل؟
- يتبين من حديثك، ان الطفل لديه ضيق أو انسداد في قناة العين الدمعية نتيجة لمضاعفات الالتهاب الفيروسي الذي أصيب به سابقا. وللتوضيح، فعندما يصاب الشخص بالعدوى الفيروسية فذلك يسبب تهيجا وتضخما في أغشية العين وقنواتها، شأنها في ذلك شأن انسداد الأنف أو احتقانها عند المصاب بالتهاب فيروسي في المجرى التنفسي.
وعادة ما تفتح القناة الدمعية بعد الشفاء من الالتهاب، ولكن أحيانا قد لا تفتح. وتشمل خطة العلاج استخدام قطرات علاجية، والانتظار لفترة فقد تفتح القناة لوحدها. وان لم ينفع ذلك، فيتم اجراء عملية بسيطة لتسليك وفتح القناة الدمعية. ولكن يجب أولا عمل فحص باستخدام القطرة للتأكد من ان سبب التدميع هو انسداد القناة، وليس أمرا آخر.
لا تستهينوا بالعمليات
• مع تقدمي في العمر، أصبت بالماء الأبيض وبدا البصر يتدهور، ولهذا خضعت لعملية عند دكتور خاص، ونتج عنها احساسي بآلام وتعب، ولذا ذهبت الى مصر وقمت باجراء عملية أخرى، لان الجراح هناك أشار الى ان العدسة ليست في مكانها الصحيح، لذا قام بإزالتها، وعلى اثر ذلك تحسنت الرؤية قليلا وزال الألم. ولكن بعدها التهبت القرنية التهابا شديدا، ولم اقدر ان أقوم بزارعة العدسة. ثم سافرت الى لبنان للاستشارة، وخضعت لعملية زراعة قرنية، وقال لي الجراح ان الرؤية ستتحسن مع ازالة كل غرزه. ولكنه لم يقبل ان يزيل جميع العقد خلال المدة التي قضيتها في لبنان، ولم يزيل العقدة الرئيسية. ورجعت الكويت.
وقد وصف لي الطبيب نظارة وقد تحسنت رؤيتي عليها ولكن بعد مرور فترة لم اعد أرى بوضوح، لوجود غمامة في الرؤية. ولذلك فقد قمت اخيرا بمراجعة استشاري في مستشفى طب العيون الذي لم يقبل ان يفتح الغرزة الأخيرة. وللعلم، فانا أعاني أيضا من ارتفاع في ضغط العين ويوجد أنبوب فيها، كما انني أعاني من الصغر من حول في العين الأخرى.
- طبعا، من الواضح ان حالتك معقدة ولذلك عليك المراجعة والمتابعة مع استشاري من وحدة القرنية في مستشفى البحر لأمراض العيون لان حالتك متشعبة، ويحتمل ان يكون هناك عدد من الأسباب لاختلال رؤيتك. ومن الغالب انك تحتاجين لتغيير النظارة أيضا. لأنك لم تواظبي على المراجعة الدورية مع طبيب بعد الخضوع لهذه العمليات، وهو خطأ شائع، في الوقت الذي تغيرت فيها درجة البصر لديك خلال هذه الفترة. فيجب ان يتأكد اختصاصي القرنية من ان القرنية لديك لا تزال صافية، فمن الوارد ان يحدث فيها جرح أو عتامة من اثر العمليات.
والعبرة في قصتك، هي ان الكثير ممن يشكون من أمراض عيون يستصغرون ويستسهلون الخضوع للعمليات, فلو ان احدا لدية اصابة في عين مثل الحول أو الكسل، وأصيبت الأخرى بالماء الأبيض، فهنا ينصح بالانتظار الى المرحلة التي تتدهور فيها الرؤية كثيرا. فبالرغم من كون هذه العمليات ناجحة اذا ما تقييد المريض بالارشادات، فإنها لا تزال عملية جراحية في منطقة حساسة وحيوية. لذا فلا يضمن عدم حدوث المضاعفات. وأنت مثال حي على شخص استهان بالعملية وبدأ بحالة الماء الأبيض وانتهى بزراعة قرنية وأنبوب وغيرها من مشاكل.
لما لا يجب الخضوع للعملية؟
إجابة على تساؤلات القراء العديدة حول الإجراءات الجراحية لعلاج الحول، رد د. بهبهاني قائلا: « طبعا أنا استطيع ان أقوم بإجراء العملية للجميع، وليس لدي مشكلة مع ذلك، بيد أن إجراء العملية لمن يعانون من درجة بسيطة من الحول أو ممن تتحسن أو تختفي مع لبس النظارة يعتبر إجراء خاطئ، لكونها ستضر الطفل في المستقبل. وبخاصة لأنه كان من الممكن تفاديها بطريقة بسيطة وذلك من خلال لبس النظارة الصحيحة. وللتوضيح أكثر، فغالبا ما يزول الحول المكتسب والبسيط مع تقدم الطفل في العمر، وبالتالي سيشفى ويستغني الكثيرون عن لبس النظارة عند عمر 12 أ و14 سنة. في حين أن خضوعهم للعملية الجراحية، سيسبب خللا من نوع آخر بعد العملية بفترة. فمثلا: لو كان الطفل يعاني من حول انسي (التفاف العين للداخل) قبل العملية فسيتحول إلى حول وحشي (التفاف العين للخارج) مع تقدمه في العمر. وعلى اثر ذلك، فسنضطر بعد فترة إلى إعادة إجراء العملية لتعديل ما تم عمله في العملية الأولى. وهو الأمر الذي كان من الممكن تفاديه لو اتبع الأهل نصيحة الطبيب ولم يخضعوا الطفل للعملية. وما أشير إليه هنا هو أن الطريق الأسهل في العلاج ليس دائما هو الأفضل. فالبعض يستسهلون الأمر، لكونها عملية بسيطة تجرى كعملية اليوم الواحد، ويعتقد أنها ستسبب التحسن الدائم للطفل، ولكنها غالبا ما تسبب تحسنا مؤقتا. وطبعا لا استطيع إنكار أن بعض الأطباء قد يقترح إجرائها، لأسباب تجارية وليست طبية بتاتا.
أسبابه في الصغار
قد ينتج الحول عن وجود مشكلة في عين الطفل مثل «بعد النظر» أو لخلل مرضي في إحدى العينين مثل الإصابة بالماء الأبيض أو التهابات وأمراض القرنية والشبكية، وهذه جميعها حالات مرضية يجب علاجها على حدة بما قد يضمن الشفاء من الحول. ومن ناحية أخرى، توجد أسباب أخرى للإصابة بالحول، مثل: العامل الوراثي أو الإصابة بحادث أو التشوهات الخلقية، أو إصابة الجسم بمرض ما (كالشلل الدماغي أو التهاب السحايا أو مشاكل في الغدد). كما قد يظهر الحول من دون سبب.
العلاج
عندما يكون النظر ضعيفا في احدى العينين لسبب ما، فيرافق ذلك عادة ظهور الحول في العين الأخرى. وغالبا ما تكون درجة الالتفاف بسيطة، وقد تتحسن أو تختفي مع لبس النظارة. أما في حالة لو كانت درجة الحول كبيرة أو لم تتحسن مع لبس النظارة، فهنا فقط قد يقترح الطبيب اللجوء إلى العلميات الجراحية للتعديل من درجة الحول (التفاف العين) شكليا ولكن ذلك لن يؤثر على درجة البصر.
لا خوف من تغطية العين السليمة
وردت العديد من الاتصالات تتساءل حول إجراء تغطية العين السليمة عند تشخيص العين الأخرى بإصابتها بالكسل، وهل سيؤدي إلى خلل وكسل في العين التي تحجب عنها الرؤية؟. وهنا أكد الاستشاري عبد المطلب بهبهاني على كل من عبر عن قلقه من إجراء حجب الرؤية عن العين السليمة أو تغطيتها. من أن ذلك لن يؤدي إلى أي خلل فيها، فبما أنها مكتملة القدرات وصحية، فستظل كذلك ان شاء الله.
كما أشار إلى إن هذا الإجراء مفيد جدا كحل أساسي لعلاج حالة كسل العين.
الفياغرا والبصر
• هل تؤثر حبوب الفياغرا في البصر؟ فقد لاحظت ان استعمالها يرافقه أحيانا شعوري بالتعب في العينين وكثرة التدميع.
- يتردد كثير من الأقاويل حول تأثير الفياغرا في العين والبصر، ولكن لا يوجد دليل طبي يثبت ذلك. ولكن بشكل عام، فمن المعروف ان الفياجرا قد تتسبب أحيانا في تغير في لون الأشياء مثل ميلان لون ما حولك الى الأزرق. وهو ما يعد عرضا بسيطا وليس له مضاعفات خطيرة. ومن الممكن ان يسبب ارتفاعا في ضغط العين،وبخاصة عند من يعانون من مرض ارتفاع ضغط الدم المزمن. وفي المضمون نفسه، شكك بعض الباحثين في العلاقة ما بين الفياجرا وخطر الاصابة بجلطة في العين أو عصب العين، ولكن البعض منهم أشار الى ان ذلك قد يعود الى الصدفة، وأن سبب الخطر هنا يرجع لكون مستخدمي هذه الحبوب معظمهم من فئة كبار السن ممن يعانون من مشاكل صحية مزمنة تسبب بحد ذاتها تكون تجلطات دموية. وبما يفسر تعرضهم لحدوث الجلطات بشكل عام وليس فقط نتيجة لتناول دواء معين. أما ما تصفه من اعراض، مثل شعورك بالتعب واجهاد العين والتدميع بشكل عام، فهذه عادة أعراض ترافق حالة جفاف العين، لذا أنصحك باستخدام القطرات المرطبة للعين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق