كلنا يعلم أن الأطفال هم أكثر الفئات تعرضاً للخوف ويشكل الخوف لديهم نسبة كبيرة من أفكارهم فبعضهم يخاف من أشياء معلومة ومعروفة كالقطط والكلاب أو العقاب أو غياب أحد الوالدين أو المدرسة ، والبعض يخاف من أشياء مجهولة مثل الجن والعفاريت .
و الفطرة السليمة تقتضي كان الخوف طبيعياً بحدوده المعروفة، ولكن ماذا لو تجاوز الخوف هذه الحدود، إنه عندئذ مرض " الفوبيا"، ذلك المرض الذي يجعل الأطفال يشعرون بالهلع والجزع عند كل سبب من أسباب الخوف، فمنهم من يخاف الظلام، ومنهم من يخاف المياه، أو المرتفعات، أو المدرسة، أو حتى الطبيب، ولكل نوع من المخاوف أسبابه ومؤثراته، فهل نتعلم كيف نجنب أبناءنا أسباب الخوف، وننأى بهم عن أخطاره ومحاذيره .
و الخوف صفة مكتسبة نزرعها في أبنائنا ، أو يكتسبها الطفل من البيئة المحيطة به، وهذا ما يؤكده التربويون.
وأكثر ما يخيف الأطفال
الحيوانات .. الظلام .. المياه .. الذهاب للمدرسة.. الطبيب .. الشخصيات الخيالية .. كلها أشياء قد يخاف منها معظم الأطفال، وهناك المزيد من كل تلك الأشياء، نجد مثلاً أن القطة تحتل موقع الصدارة في تخويف الأطفال، خاصة في عمر سنتين فما فوق.
وتتعدد أسباب الخوف لدي الأطفال مثل :
1- العقاب القاسي والمتمثل في الضرب الشديد أو المستمر للطفل قد يُشعر الطفل بالخوف وعدم الأمان .
2- تسلط الآباء والسيطرة على الطفل دون أن يتركوا له حرية التفكير , فيتولد عنده الخوف من الوقوع في الخطأ .
3- تخويف الطفل من أمور لا يجوز أن نخوف الطفل منها مثل الطبيب وغيره . إن الطب وما يشبهه موضوعات يجب أن ترتبط في ذهن الولد بفائدتها وقيمتها الحقيقية ولا تستعمل كوسائل للعقاب أو لإثارة الخوف منها في نفسه حتى تصبح مصدر خوف له .
4- إرغام الطفل على النوم أو المذاكرة أو شرب دواء معين أو ... لأن هذه الأشياء كلها يجب أن تكون محببة للأطفال كما يجب أن يربوا على الإقبال عليها من تلقاء أنفسهم , ولا يجوز أن تصبح رموزا للإرهاب ووسائل التخويف والعقاب .
5- ومن أهم الأسباب خوف الآباء أنفسهم , إذ كيف يُطلب من طفل ألا يخاف من شيء معين بينما والداه أو أحدهما أشد خوفا من ذلك الشيء . إن حالات الخوف كغيرها من الحالات الانفعالية يمكن أن تنقل من فرد إلى آخر بالتأثير , وهذا ما يسمى بعامل الإيحاء .
ولكل أم تقدم ثلاث جدات أمريكيات شهيرات هن آرلين أيزبرج, هيدي أي ميركوف, وساندي آي هاثاولي نصائحهن لكل أم وذلك في مؤلفهن "موسوعة الأم والطفل" أكثر الكتب مبيعاً في أمريكا والعالم.والذي تضمن حسب صحيفة "الأهرام "خلاصة تجاربهن في تربية الأطفال ورعايتهن.. فهناك من الأشياء الكثيرة في محيط الطفل قد تسبب له الشعور بالخوف الذي يصل أحيانا إلي حد الرعب.. رغم أن هذه الأشياء لا تمثل في معظم الأحيان خطرا عليه ومنها الأصوات العالية التي قد تصدر من المكنسة الكهربائية, أو الخلاط, أو عند نباح كلب, أو رؤيته شجرة كبيرة في الظلام, أو عند إنزاله في بانيو الحمام مثلا ـ هذا بالرغم من هذه الأشياء لم تكن تخيفه وهو صغير ـ مما يسبب الحيرة للأم أحيانا.. وهنا تذكر الموسوعة أن السبب في عدم خوف الطفل عند صغر سنه من هذه الأشياء هو عدم إدراكه حينئذ أنها قد تمثل خطرا عليه.. ومع نموه وفهمه وإدراكه فمن المحتمل أنه بدأ يدرك أنها قد تشكل خطورة عليه أو ضررا خصوصا إذا تم تحذير الطفل من أشياء مماثلة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق